«الاعتماد على الذات» مــن منظــــور أكـبـــر
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

«الاعتماد على الذات» مــن منظــــور أكـبـــر

المغرب اليوم -

«الاعتماد على الذات» مــن منظــــور أكـبـــر

بقلم - عريب الرنتاوي

اكتسب شعار “الاعتماد على الذات”، معاني إضافية خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، أحسب أنها لم ترد في خاطر الجهات الرسمية عندما اشتقت الشعار وبدأت بترويجه ... فقد طرحت قضية القدس، وما صاحبها من خلافات وتوترات في علاقات الأردن مع أبرز حلفائه الإقليميين والدوليين، المسألة على نحو غير مسبوق، واتضح أكثر من أي وقت مضى، أن “خانة المنح والمساعدات” في الموازنة العامة للدولة، قد أصبحت بوابة محتملة لانتهاك السيادة والاستخفاف بالمصالح والعبث بأعمق المشاعر وأقدسها.
في البدء، بدا أن الشعار إذ يداعب مشاعر الأردنيين وكبرياءهم، إنما يشكل توطئة لتمرير تعديلات ضريبية وإجراءات اقتصادية مؤلمة من نوع رفع الدعم، كلياً أو جزئياً عن بعض السلع والخدمات ... ولقد قابل الأردنيون “الحملة الترويجية” لسياسة “الاعتماد على الذات”، بكثير من الشك والتشكيك في أهدافها والنوايا الكامنة ورائها ... ولست ألوم عامة الأردنيين بهذا الشأن، فالخطاب الاقتصادي الجبائي للدولة، ربط الضريبة بسداد العجز، وأخفق في تقديم “فلسفة” ضريبية مقنعة وتوافقية، تربط الضريبة بالخدمة، وتجعل منها أساساً لمنظومة الحقوق والواجبات، وقاعدة تحكم علاقة المواطن بالدولة.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يبدو الأردن بحاجة لوقفة من طبيعة استراتيجية، ذات عناوين اقتصادية ومالية هذه المرة، إذ تشتد الحاجة لشرح وتفصيل شعار “الاعتماد على الذات”، وكيفية ترجمته وتحويله إلى خطط عمل وبرامج وسياسات وإجراءات، ودائماً من ضمن جداول زمنية مصحوبة بمعايير لتقييم الأداء وتقويم المسار ... اليوم، يتعين النظر إلى هذا المسألة من منظار أكبر وأوسع، بعيداً عن “ثقوب الموازنة” التي ما أن نرتق أحدها، حتى يظهر فتق جديد في معادلاتها.
صحيح أن علاقات الأردن الثنائية بالولايات المتحدة، وتحديداً في بند المساعدات الاقتصادية والعسكرية، لم تتأثر بتطورات المشهد الأخير، بل وصحيح أيضاً أن نتائج زيارات الملك لواشنطن قد أفضت إلى توسيع هوامش هذه المساعدات وزيادتها ... لكن “الصدام” الأخير حول القدس، وما اعقبه من حملات تهديد ووعيد شنتها المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، يجب أن تدفعنا للتحسب وأخذ مختلف الاحتمالات والسيناريوهات بنظر الاعتبار.
وزاد من “درامية” المشهد، تواتر الأنباء و”التسريبات”، الصحيحة والمفبركة، عن فتور وتأزم في علاقات الأردن ببعض جواره العربي، الذي هو ثالث مصدر للمنح والمساعدات للأردن، بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عادة، ما يجعلنا أمام استحقاق “تكبير” المقاربة، وإعادة النظر في مفهوم “الاعتمادية على الذات”، وتحويلها إلى استراتيجية وطنية شفافة وتوافقية، إذ من دون ذلك، ستبقى نظرة الشك والاتهام مستوطنة في عقول الأردنيين والأردنيات، ولن ينفع في تبديدها تصريح هنا أو مقابلة تلفزيونية هناك.
والحقيقة أنه لا يمكن لعاقل أن يقلل من شأن “الاعتمادية المالية والاقتصادية على الخارج”، أو “التهوين” من أثرها في تحديد المواقف ورسم سقوف السياسات والتحالفات، فلا شك أنها تبقى دائماً حاضرة في حسابات صانع القرار ... صحيح أنها ليست العامل الوحيد المقرر في عملية صياغة القرار وصنع السياسة، وصحيح أيضاً أنه لا يجوز إهمال أثر العوامل والمحددات الأخرى التي تسهم في رسم السياسة وصنع القرار ... لكن الصحيح كذلك، أنه من دون القدرة على اتخاذ القرار بالتخلي عن “المنح والمساعدات”، سيكون من الصعب اتخاذ كثير من القرارات التي تصب مباشرة في صميم المصلحة والسيادة والكرامة والحق.
لن يستطيع الأردن أن يخرج بقفزة واحدة من “الاعتمادية” إلى “الاستقلال”، مالياً واقتصادياً، لكنه لا يستطيع أن يُبقي الأمر معلقاً على المجهول، ومفتوحاً على الزمن، فلا بد من خطة وطنية، يسهر على وضعها فريق من الخبراء والسياسيين، وأشدد على “السياسيين الرؤيويين”، على أن تكون مجدولة زمنياً، وقابلة للقياس وخاضعة للمراجعة والتقييم، وفي ظني أنها مهمة قابلة للتحقيق، وليست من النوع المستحيل، بل وأستطيع أن أجازف من موقعي “غير الخبير”، بأن الوصول إلى هذه الغاية، سيحفز الأردنيين على تحمل الأعباء والأحمال، شريطة أن تتسم الخطة بالشفافية وأن يتوزع العبء بعدالة ومسؤولية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الاعتماد على الذات» مــن منظــــور أكـبـــر «الاعتماد على الذات» مــن منظــــور أكـبـــر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib