يسرا طارق الفتاة الريفية المُتمرِّدة والمتيَّمة بالسينما والإعلام
آخر تحديث GMT 21:36:11
المغرب اليوم -
زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد يهاجم نتنياهو بشدة والمتحدث بإسمه بطريقة ساخرة على خلفية مزاعم تتعلق بدولة قطر زيلينسكي يؤكد طرح الملفات الحساسة والقضايا الإقليمية في الاجتماع الثلاثي مع بوتين وترامب دونالد ترامب يبدأ اجتماعاته مع قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يعيد تشكيل رئاسة هيئة الأركان في السودان بقرارات جديدة جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على «وادي العصافير- ​الخيام» ما أدى إلى إصابة 3 سوريين ريال مدريد يرفض بيع المغربي براهيم دياز لبنفيكا ويجهز لتجديد عقده نادي الجزيرة الإماراتي ينهي التعاقد مع مدرب الفريق الأول الحسين عموتة وطاقمه المساعد مسؤول إسرائيلي لجيروزاليم بوست نتنياهو سينظر في مقترح وقف إطلاق النار المطروح رغم كونه اتفاقًا جزئيًا لا يشمل الإفراج عن كافة الرهائن وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى البيت الأبيض قبيل القمة الأوروبية مع ترامب حماس تسلّم ردها على "المقترح الأحدث" لوقف إطلاق النار في غزة
أخر الأخبار

تتحرك بنشاط وتنقل "عدوى" العمل الإعلامي في محيطها

يسرا طارق الفتاة الريفية المُتمرِّدة والمتيَّمة بالسينما والإعلام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - يسرا طارق الفتاة الريفية المُتمرِّدة والمتيَّمة بالسينما والإعلام

الفنانة والاعلامية يسرا طارق
الرباط - المغرب اليوم

من يرى اليوم "يسرا طارق" وهي تجلس وراء الكاميرا بشاشة القناة الأمازيغية، مُبتسمة.. مُنطلقة، تتحرك بنشاط وجد وتنقل "عدوى" العمل الإعلامي الجاد والمهني في محيطها ، يظن أنها ولدت وفي يدها "ميكروفون من ذهب"، بل يُخيَّلُ إليه في زمن "باك صاحبي" أن إتقانها للغة الأمازيغية (الريفية) واعتناءها بقاموسها، هي فقط جواز العبور لإقناع الواقفين أمام الباب الافتراضي لإدارة القناة، لمراقبة التأشيرات و"البادجات"، لكن من يكتشف مسارها في الحياة و- الذي تعرضت له حلقة من حلقات "برنامج تيمزورا" بالقناة الأمازيغية في رمضان الماضي -، يجد أنها فنانة وإعلامية بتكوين أكاديمي.

واجهت صعوبات في مرحلة عمرية متقدمة وعاشت تجربة غنية في القناة الثامنة، قبل أن تعود إليها مؤخرا، حيث كانت تشرف على تقديم برنامج "نتات" أي "هيَّ" باللغة العربية، إذ جابت العديد من المناطق في الريف بداية من سنة 2010، لكي تقنع المرأة الريفية، بالتعبير عن همومها وانتظاراتها أمام الكاميرا، رغم الرقابة الذكورية، التي كانت ولا تزال خطا أحمر، قد يكلف المرأة ومعها المُحاور (ة)  لها، حياتهما أو سلامة جسدهما. بعد هذه التجربة الغنية، التي تعتبرها "سرا طارق" مغامرة جميلة ومنعطفا مهما وحاسما في مسارها الإعلامي، عادت لأضواء الكاميرا في القناة الأمازيغية كما شاركت في عدة أفلام سينمائية ذات البعد التاريخي، مع نجوم لامعين من داخل وخارج الوطن.

شكلت "يسرا طارق" ثنائيا سينمائيا مع زوجها المخرج "محمد اليونسي"، في أفلام سينمائية ناجحة من بينها : "الوشاح الأحمر" الذي شارك في بطولته المرحوم "محمد البسطاوي" وفيلم سينمائي  آخر "دقات القدر" صدر في متم سنة 2018 ومن أبطاله الفنانين محمد الشوبي وعبد الله شاكيري، وقامت فيه "يسرا" بدور مؤثر في أحداث القصة، التي تتعرض للفترة التاريخية التي قصفت فيها جنود الاحتلال الإسباني الريف بالقنابل الكيماوية، وكانت قد أقدمت على حلق شعر رأسها كاملا، لتنسجم بصدق مع هذا الدور، (ضحية لمخلفات القصف الكيماوي)، لكن عاشت مضايقات الناس في الشارع العام، بسبب هذا الأمر، فقد نـُعتت "يسرا" بنعوت قاسية وصُنفت في خانة المتمردات على الأعراف والتقاليد المحلية، وليس ذلك بالأمر الغريب على مجتمع لا يفرق معظمه بين الشخصية الطبيعية والوظيفية، إذ سقطت "يسرا" ضحية لخاصية "التناص" بشكل سلبي، وهي على يقين أن هذه الظاهرة الاجتماعية النفسية رغم كونها حكما جائرا، قد تصدر من أشخاص بعينهم بشكل عفوي، وتتطلب حينا من الدهر، لتفكيكها وإعادة تركيبها بشكل سوي في الذاكرة الجماعية لأي مجتمع. وقد سبق اشتغالها في السينما مع زوجها، مشاركتها في أول فيلم سينمائي ناطق باللغة الريفية، يحصل على دعم المركز السينمائي المغربي، وهو فيلم تاريخي عنوانه "ميغيس" للمخرج "جمال بلمجدوب"، كما شاركت في فيلم سينمائي آخر عنوانه "وداعا كارمن" للمخرج  "محمد أمين بنعمراوي".

من بلدة "أزغنغان" وردة مدينة الناظور، حيث صدى الجبال يردِّدُ لحن "ثاقرعشت"، بلسان أمازيغي يوصف بـ "تريفيت" ويعكس التنوع الثقافي بالمغرب حتى على مستوى الثقافة الأمازيغية.

من الريف، وفي هذه البلدة (أزغنغان)، التي تعد الصورة الأخرى للمنطقة، حيث تتفتق المساكن بين الجبال وتأبى إلا أن تضل بشكلها منذ سنين، لكن تنفلت هذه البلدة مع ضواحي أخرى وسط سلوان وأيت سيدال ودار الكبداني، لتشكل استثناء جميلا، مقاوما للرتابة والنمطية، مقاوما لضربة المقص الذي يقصُّ أسفل  طرف جناح "العصفورة"، كي لا تطير كما يطيرُ "العصفور".

تقف هذه البلدة، معاندة علو الجبال، كمركز حضري، يعج بالحركة، يذيب الثلوج، ليُطلق العنان لسيول من النشاط الثقافي  والحركة و الانطلاق نحو أفق أرحب وأعلى، لا يضاهيه سوى أحلام فتاة صغيرة، اختارت أن تكبر في عوالم الفنون و الإعلام .. من "أزغنغان".. البستان أو الحديقة الجميلة - كما يحلو للبعض نعتها -، بحكم أن بها حديقة مشابهة لحدائق الأندلس.. من هناك رأت الطفلة "يسرا طارق" النور، وفتحت عينها على مجتمع يعج بالأعراف المكبلة لحرية المرأة، وليس فقط هناك.. بل في مناطق أخرى بعيدة وقريبة من "أزغنغان".

نشأت يسرا طارق، في عائلة تمردت على الأعراف، التي لا ترى في الأنثى سوى "آلة أدمية" داخل المنزل للطبخ والكنس وإنجاب الأطفال ... وكانت أمها نقطة ضوء في حياتها، نحو إنارة أفق للتعبير عن الذات والالتحاق بفصول الدراسة وبـ "دار الشباب أزغنغان"، للاختلاط بالذكور وممارسة الرقصات التعبيرية والمسرح، ولم يجد والدها حلا لعتاب الناس وإحراجهم له، بكون ابنته تطير مغردة بعيدا عن جدران المنزل، سوى من خلال ثقته في تربية أمها لها ومواكبة أنشطتها وثقته أيضا في فلذة كبده، خصوصا حين بدأت تعتمد على نفسها في إكمال مسارها الدراسي والانفتاح على مناطق خارج "أزغنغان"، إذ أنهت دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية٬ وبعد نيلها لشهادة البكالوريا التحقت بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة، لتتابع بعد ذلك دراستها بالمعهد العالي التقني، ضمن شعبته الخاصة بمجال السمعي البصري بمدينة الرباط، إلى أن التحقت بالمدرسة العليا للصحافة والإعلام بالدار البيضاء. وكان حب أبيها ومساندته لها، زادها للانطلاق للتألق في مجالين صعبي المنال على الإناث (الفن والإعلام)، وهو اليوم فخور بها ويردد على طريقة الريفيين : " يُسْرَانو"..  فهاهي تلك الفتاة الصغيرة قد كبرت، وأصبت تطل على أبيها من الشاشتين الصغيرة والكبيرة ويرفع لها يده للتحية.. متباهيا بها، ليس بسذاجة البعيدين عن عالم التكنولوجيا الحديثة، لكن بصفاء روح الإنسان الريفي الذي يحس بأحلام ابنته ونشوة تألقها واعتزازها، بتكوين شخصيتها والاعتماد على نفسها لتحقيق أحلامها المشروعة، التي انطلقت منذ بداية تعلقها بالإبداع الفني والجمالي بين جدران "دار الشباب أزغنغان"، التي تشبعت فيها بعشق الفنون وحب الوطن والدفاع عن الثقافة الأمازيغية والاهتمام بقضايا المجتمع المغربي، خصوصا قضية المرأة القروية وهو ما انعكس على اشتغالها الإعلامي وحضورها في الساحة الفنية والثقافية ..

اليوم ليس كالأمس إذ أضحت بناية "دار الشباب أزغنغان" متصدعة الجدران. تتساقط أجزاء من صباغتها بشكل محزن وقاتم يزيد من سواده، فراغها وأفول شمس العطاء الثقافي في فترة الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة، رغم كونها (دار الشباب أزغنغان) ذاكرة للعديد من الأنشطة الفنية والثقافية، التي حملت مشعلها العديد من الأسماء الجمعوية بالمنطقة .. وليست "يسرا طارق" سوى اسما من هذه الأسماء القليلة جدا، التي جمعت بين الإعلام والسينما وشكلت استثناء جميلا لنون النسوة، في العديد من المناطق، التي لازالت فيها المرأة حبيسة الجدران والتقاليد البالية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسرا طارق الفتاة الريفية المُتمرِّدة والمتيَّمة بالسينما والإعلام يسرا طارق الفتاة الريفية المُتمرِّدة والمتيَّمة بالسينما والإعلام



سيرين عبد النور تتألق بمجوهرات فاخرة وأزياء أنيقة في مختلف المناسبات

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - مضمون المقترح الأحدث لوقف إطلاق النار في غزة

GMT 17:08 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يصعد مع تراجع الدولار وتوقعات الطلب تلقي بظلالها

GMT 19:32 2022 الثلاثاء ,25 كانون الثاني / يناير

ساعات يد أنثوية مزينة بعرق اللؤلؤ لإطلالة

GMT 10:27 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

5 علامات تدل على إصابتك بالسكتة الدماغية أبرزها الصداع

GMT 02:04 2020 الثلاثاء ,14 إبريل / نيسان

طرق استخدام الشجر اليابس في الديكور

GMT 11:34 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

أسعار العملات اليوم في الكويت بالدينار الكويتي

GMT 08:07 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات اليوم في عمان بالريال العماني

GMT 17:09 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

السفارة الأميركية تطلب موظف أردني

GMT 06:59 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع العطور لعام 2019 لجاذبية وأنوثة لا تقاوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib