بكين - المغرب اليوم
أعلنت وسائل الإعلام الصينية، اليوم الأحد، أن فيضانًا مفاجئًا اجتاح موقعًا للتخييم في شمال البلاد، ما أسفر عن مصرع ثمانية أشخاص وفقدان أربعة آخرين، في حصيلة أولية تكشف عن حجم المأساة التي طالت المنطقة.
ووفقًا لما أوردته وكالة شينخوا الرسمية، وقع الفيضان في تمام الساعة العاشرة مساء السبت بالتوقيت المحلي في منطقة أوراد رير بانر الجبلية التابعة لإقليم منغوليا الداخلية ذاتي الحكم، وهي منطقة سياحية مشهورة تستقطب عشاق الطبيعة والتخييم في الهواء الطلق.
وكانت السلطات قد أعلنت في بادئ الأمر أن 13 شخصًا من المخيمين في عداد المفقودين، قبل أن تؤكد صباح الأحد إنقاذ شخص واحد والعثور على جثث ثمانية ضحايا، بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن الأربعة الآخرين الذين لم يُعرف مصيرهم بعد.
وقد دفعت السلطات المحلية بفرق إنقاذ وإغاثة مدعومة بمعدات متخصصة وكلاب بحث، إلى جانب متطوعين من أبناء المنطقة، في محاولة للعثور على المفقودين، وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن وعورة التضاريس واستمرار تدفق مياه الأمطار.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت شمال الصين موجة من الكوارث الطبيعية المفاجئة، بما في ذلك فيضانات وانهيارات أرضية ضربت مقاطعة قانسو في أوائل أغسطس الجاري، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى وفقدان 33 آخرين، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا بشأن ضعف البنية التحتية في مواجهة الكوارث المناخية.
كما تعرّضت مناطق واسعة من البلاد إلى أمطار غزيرة غير مسبوقة، كان أبرزها في هونغ كونغ، حيث هطلت كميات قياسية من الأمطار تسببت في شلّ الحركة المرورية وغمر الأحياء السكنية، في مشهد وصفه السكان بأنه الأسوأ منذ عقود.
ويحذر خبراء المناخ من أن تغير أنماط الطقس وارتفاع وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة يزيدان من خطورة الكوارث الطبيعية في الصين، الأمر الذي يفرض على السلطات تعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتطوير خطط الإجلاء الطارئة لحماية السكان في المناطق الجبلية والنائية.
ويرى مراقبون أن تكرار هذه الكوارث في فترات زمنية متقاربة يشير إلى ضرورة استثمار أكبر في مشاريع البنية التحتية المقاومة للفيضانات، بما في ذلك بناء سدود صغيرة، تحسين شبكات تصريف المياه، وتكثيف برامج التوعية المجتمعية حول كيفية التعامل مع المخاطر البيئية المفاجئة.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر