فنلندا والتانغو قصة حب مستمرة منذ اكثر من قرن
آخر تحديث GMT 11:17:23
المغرب اليوم -

"فنلندا والتانغو" قصة حب مستمرة منذ اكثر من قرن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

بولنديون يرقصون التانغو في سينايوكي
سينايوكي ـ أ ف ب

 وجدت رقصة التانغو موطنا حاضنا لها في فنلندا، ففي كل صيف تعود قصة الحب التي تجمعها مع هذا البلد الاسكندينافي لتطل من جديد... وعلى رغم البرودة الظاهرة لدى الفنلنديين، الا ان قلوبهم الدافئة تنبض فرحا عند سماعهم الايقاعات اللاتينية.
وبالنسبة للكثيرين من هواة التانغو فإن هذه الرقصة تترك المجال مفتوحا امام التعبير عن المشاعر، ما يضرب العادات السائدة القاضية بضرورة كبت هذه المشاعر وعدم اظهارها للاخرين.
وتقول اوتي سوونينن وهي تتصبب عرقا بعد رقصها التانغو لساعة كاملة على حلبة للرقص في سينايوكي (غرب)، لوكالة فرانس برس ان "رقص التانغو يعطينا المجال لاطلاق احاسيسنا التي نجد صعوبة في التعبير عنها بطريقة اخرى".
اما شريكها في الرقص هايكي كيرولانن فيؤكد ان التانغو "يسمح لنا بالحميمية. هذا الامر يعزز علاقتنا".
ويقام مهرجان سينايوكي الذي يمثل افضل تعبير عن شغف الفنلنديين بالتانغو، بشكل سنوي في شهر تموز/يوليو، ويمثل احد اكبر مهرجانات التانغو، ليس في فنلندا وحسب بل في العالم اجمع.
ويؤكد المدير الفني للمهرجان مارتي هاباماكي ان الهدف يكمن في "الابقاء على التقليد الفنلندي بالتانغو وتعزيزه"، معتبرا ان "المهرجان يعطي دفعا من الطاقة للبلاد برمتها".
وهذا العام، احتفل مهرجان سينايوكي بالذكرى السنوية الثلاثين لانطلاقته، وجذب 116 الف زائر. فمن اصل 5,4 مليون نسمة في فنلندا، شارك شخص من اصل 50 فنلنديا في المهرجان.
ومن عناصر الفرادة ايضا في رقصة التانغو هي الطريقة التي يجب اعتمادها لاداء الاغنيات المرافقة لها، كما يظهر احد المشاهد الاكثر تأثيرا في المهرجان: تتويج "ملك" و"ملكة" المهرجان الذي يعود القرار النهائي فيه الى لجنة تحكيم لهذا الحدث الذي يتابعه حوالى مليون مشاهد عبر شاشات التلفزيون.
وكثيرا ما تثير الحماسة الكبيرة لهذه الرقصة المتحدرة من الارجنتين عجب الاشخاص الذين يزورون فنلندا للمرة الاولى. لكن بالنسبة للفنلنديين، الامر عادي.
ويشير هاباماكي الى ان "التانغو يعتبر مثاليا لتقريب اي فنلندي الى الجنس الاخر".
وخطت رقصة الصالونات هذه اولى خطواتها في فنلندا سنة 1913 - في وقت كانت فيه البلاد لا تزال جزءا من الامبراطورية الروسية  - وذلك بفضل الراقص الكلاسيكي تويفو نيسكانن الذي عاد الى البلاد مذهولا برقص التانغو بعد زيارة الى باريس.
النسخة الفنلندية المعاصرة لرقصة التانغو التي سجلت انتشارا كبيرا في خمسينات وستينات القرن الماضي، تختلف عن تلك المنتشرة في اميركا الجنوبية، وبالامكان ملاحظة هذا الاختلاف حتى بالنسبة لغير المتخصصين في الموضوع.
ويوضح ماركو ليندروس الذي يتابع دروسا في التانغو في العاصمة الفنلندية هلسنكي ان "التانغو الفنلندي يشبه قليلا الموسيقى العسكرية مع ايقاعه الآسر الا ان التانغو الارجنتيني اكثر سلاسة ويسمح لكم بالرقص اكثر".
وفي اي مكان من العالم، يمثل التانغو مزيجا من حب الحياة والحزن، لكن هذا الوجه الثاني يبدو انه الاكثر ملاءمة للفنلنديين.
فبحسب المؤرخين، يعكس المزاج الحزين اجمالا لدى الفنلنديين الجو الذي كان سائدا في البلاد ابان الحرب العالمية الثانية وبعدها، حين خاضت فنلندا حربين ضد الاتحاد السوفياتي وانتهى بها المطاف الى التخلي عن اجزاء كبيرة من اراضيها الى عدوها الذي كان متفوقا عليها عسكريا.
وبعد الحرب، اصبحت رقصة التانغو وسيلة للتعبير عن الخسارة والشجن. اتخذت الكلمات معنى اوسع، بحسب ايريو هاينونن الاستاذ في الدراسات الثقافية المعاصرة في جامعة توركو.
ومذ ذاك، واجهت رقصة التانغو تحديات جديدة مع الوقت خصوصا مع بروز انواع اخرى من الموسيقى الشعبية، من الفيس بريسلي الى موسيقى "الميتال" مرورا بالـ"راب".
وفي حين دخلت هذه الظاهرة الموسيقية قرنها الثاني في فنلندا، يشكك مراقبون في امكانية استمرارها طويلا.
اما بالنسبة للمتفائلين، فلا سبب يدعو للقلق، لأن التانغو يملك عامل جذب اساسي يتمثل في الحميمية الجسدية وبالتالي سيستمر في اثارة اهتمام اجيال كثيرة في المستقبل.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنلندا والتانغو قصة حب مستمرة منذ اكثر من قرن فنلندا والتانغو قصة حب مستمرة منذ اكثر من قرن



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

نجمات الموضة يتألقن بإطلالات صيفية منعشة تجمع بين البساطة والأنوثة

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:25 2016 الأربعاء ,18 أيار / مايو

أمير قطر يتسلم رسالة خطية من الرئيس السوداني

GMT 18:16 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

زيت شجرة الشاي لعلاج التهاب باطن العين

GMT 04:56 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حركة النقل الجوي في مطارات المغرب بنسبة 1.79 %

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة "المغانا" تتبرأ من "تيفو" مباراة المغرب والغابون

GMT 22:00 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ناصيف زيتون يحي صيف النجاحات وسط حضور جماهيري حاشد

GMT 19:55 2022 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

هبوط أسعار النفط مع تنامي مخاوف الصين من فيروس كورونا

GMT 15:06 2022 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أرباح "مصرف المغرب" تبلغ 438 مليون درهم

GMT 12:29 2022 السبت ,07 أيار / مايو

أفضل أنواع الهايلايتر لجميع أنواع البشرة

GMT 17:41 2022 السبت ,09 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4,3 درجات في إقليم الدريوْش

GMT 23:50 2022 الأربعاء ,26 كانون الثاني / يناير

"ناسا" ترصد مليون دولار لمن يحل مشكلة إطعام رواد الفضاء

GMT 20:42 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

مدريد تستعد لأشد تساقط للثلوج منذ عقود

GMT 01:34 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المودل سلمى الشيمي ومصورها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib