بين مسكين الدارمي وأحلام مستغانمي
آخر تحديث GMT 09:00:16
المغرب اليوم -
محاولة اغتيال مرشح الرئاسة الكولومبية ميجيل أوريبي خلال فعالية انتخابية غرب العاصمة بوجوتا زلزال بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر يضرب المحيط الهندي الأونروا تصف منع دخول الصحفيين إلى غزة بأنه حظر على نقل الحقيقة البنك الدولي يُعلن تحديث خط الفقر الدولي ليصبح 3 دولارات للشخص الواحد يوميًا زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب منطقة جبل آثوس في شمال اليونان سرايا القدس تعلن استهداف قوة إسرائيلية في كمين محكم بتل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة إصابة أربعة عناصر من الأمن العام السوري جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم تفكيكها في بلدة البغيلية بريف دير الزور الغربي الولايات المتحدة تُجدد دعمها الكامل لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزة انفجار عبوة ناسفة بمركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام نفذته قوات الاحتلال ضمن حملة أمنية وسط مدينة جنين اندلاع نيران هائلة في السوق القديم لمدينة بندر عباس جنوب إيران
أخر الأخبار

بين مسكين الدارمي وأحلام مستغانمي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بين مسكين الدارمي وأحلام مستغانمي

بقلم ـ خالد محمد الشامي

كان اللون وسيظل أكثر المرئيات إثارة للأحاسيس ، أكان ذلك حبا أم بغضا ، سعادة أم حزنا، سلما أم حربا. أشهر التفرقات العنصرية كانت بسبب اللون ، وأوضح دلالات الحرب كان جريان الدم الأحمر ، وأولى علامات نهاية الحرب رفع الراية البيضاء ، وأكثر علامات الهلع الوجودي ارتداء الأسود. كان اللون الأسود لدى البشرية هو الأكثر ارتباطا بالمآسي ، منذ شهد الغراب الأسود أول سفك للدم بشري ، ومن بعدها صار رمزا لكل ما هو سلبي ، وحول المعتاد إلى مستغرب. وكان الشعر كثير الاحتفاء بهذا اللون، كرمز واضح الدلالة بين الشاعر وجمهوره لإيصال ما يريد بأقل كلفة ، وأكثر إيحاء. ولذلك تجنب الناس التعامل مع الأسود في الغالب تجنبا للشؤم ومراعاة لإعجاب الآخرين ورضاهم، وباعتبار النساء الأكثر اهتماما وحساسية للألوان فقد كان هذا اللون غير مرغوب عندهن، إلا فيما اقتصر على الخلقة الموهوبة من الخالق، فقد اضطروا واضطررن إلى القبول به مع ذم بعضه كسواد البشرة، ومدح بعضه كسواد العينين والشعر، هذا قبل أن تظهر العدسات والباروكات. وفي التجارة مثلا عانى بعض التجار من كساد بضاعته لا لشيء إلا لأنه أساء اختيار اللون ، ومن أمثلة ذلك ما حدث لذلك التاجر في العصر الأموي حين كسدت تجارته من الخُمُر - (جمع خمار) – ذات اللون الأسود ،عند نساء المدينة ، ولم ينقذه من محنته إلا الشاعر مسكين الدارمي حين عرض عليه أن يكون منبره الدعائي في ترويج بضاعته، مقابل حصوله على جزء من الربح ، فوافق التاجر، وسار الدارمي في الأسواق وهو يردد بصوته الشجي: قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد ؟! قد كان شمر للصلاة ثيابه حتى عرضت له بباب المسجد ردي عليه صلاته وصيامه لا تقتليه بحق ديـن محمــد وشاع الخبر في المدينة ، وتوافدت النساء على ذلك التاجر كل واحدة منهن تريد الظفر بخمار أسود ليصدق عليها قول مسكين الدارمي. في القرن العشرين ستتكرر الصورة وإن بأساليب وحيثيات أخرى ، من خلال الرواية الأشهر والأجمل (الأسود يليق بك) ، وقد بدأ مفعولها السريع يظهر على بطلة الرواية نفسها(هالة الوافي) التي كانت ترتدي الأسود كتعبير عن حزنها على والدها وشقيقها اللذين قتلا خلال أعمال العنف الشهيرة في الجزائر ، ثم صارت ترتديه رغبة في إرضاء ذوق شخص دخل حياتها فجأة عن طريق وسائل عدة ، كان أشهرها عبارته التي أرفقها بإحدى باقات الورد (الأسود يليق بك) ، ولم يكن ذلك سوى رجل الأعمال (طلال هاشم) ، الذي أدت عبارته تلك مفعولها الدعائي بصورة تفوقت على دعاية منافسه الإعلاني (مسكين الدارمي). ودليل ذلك كما سبق هو بدء سريان تأثيرها ونتائجها في المحضن الأساس (الرواية). حيث استطاع (طلال هاشم) من تحويل اللباس الأسود عند (هالة) من رمز تعبيري عن الحزن ، إلى رمز تجعل منه جسرا لإشباع رغبة الطارق الجديد في حياتها ، وصار الأسود مرتبطا به دون أن يغدو مرتبطا بما كانت تهدف إليه قبلا ، ولذلك حينما اختلفت معه ورغبت في التخلص كل شيء يذكرها به ، كانت أولى الذكريات التي خلعتها هي الأسود الذي لم يعد يليق بها ، ونسيت ثأرها القديم مع الإرهاب. أما التأثير الدعائي الحقيقي فهو المنعكس على الواقع، فقد بدأ رواج العبارة قبل رواج البضاعة ، صارت تتردد في بعض الكتابات ، وفي عدد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي . غير أن تأثير الدارميين الجدد سينعكس - وإن بصورة غير مباشرة - على سلوك القراء خصوصا منهم النساء، ولذلك فلا تستغرب أن تجد إحداهن في اليمن مثلا وهي تتمثل تداعيات الرواية وأصداءها - حين ترتدي الأسود - أكثر من استدعاءها لمطلب شرعي ، وبدلا من أن تجدها تستحضر في ذهنها أقوالا تصفها بالغراب الأسود تجدها تزهو لأن الأسود يليق بها. لكن ثمة سؤال: هل ستتوحد الكاتبة بروايتها فيصبح الأسود لونها المفضل ؟! أم أن شركات الإعلان لا تبالي بمشاعر المعلنين قدر اهتمامها بجيوبهم ؟!

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين مسكين الدارمي وأحلام مستغانمي بين مسكين الدارمي وأحلام مستغانمي



GMT 07:04 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

يقولون : في الليل تنمو بذرة النسيان..

GMT 09:26 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أزمة الصمت

GMT 09:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

لا ترجعي...! :

GMT 13:16 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 08:05 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 11:49 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 06:45 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 17:42 2023 السبت ,08 إبريل / نيسان

4.9 مليار دولار أرباح أدنوك للغاز في 2022

GMT 23:30 2023 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

«تيك توك» تفرض قيودا على بعض المقاطع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,29 أيار / مايو

حقائق تجهليها عن شهر العسل

GMT 10:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف مستجدات الحالة الوبائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib