اريحا - وفا
احتفل في أريحا، اليوم الخميس، بتخريج 90 متدربا من العاملين في قطاع الفنادق، هم الدفعة الأخيرة من ألف متدرب ضمن برنامج استمر ثمانية أشهر، نفذه مشروع تطوير القطاع الخاص 'كومبيت' الممول من الوكالة الأميركية للتنمية.
ويعمل خريجو الدفعة الأخيرة في 29 فندقا من فنادق الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وشمل التدريب عاملين في مختلف المرافق الفندقية، بما فيها المدراء، وخدمات تقديم الطعام، وخدمة الغرف، والأقسام الإدارية.
وحضر الحفل وكيل وزارة السياحة والآثار حمدان طه، ورئيس بعثة الوكالة الأميركية للتنمية ديفيد هاردن، ورئيس جمعية الفنادق العربية رائد سعادة.
والبرنامج التدريبي الذي اختتم اليوم يشكل المرحلة الأولى من مشروع تطوير قطاع السياحة بدعم أميركي، بالتعاون مع وزارة السياحة وجمعية الفنادق العربية، وتشمل المرحلة التالية بناء مدرستين للتدريب الفندقي، إحداهما في أريحا، والثانية في جامعة بيت لحم.
وقال منسق برنامج 'كومبيت'، غسان الجمل، إن التصاميم اللازمة لإنشاء المدرسة في أريحا أنجزت، وتوقع بدء البناء الفعلي للمدرسة في أيار المقبل، فيما وقعت الجهات المعنية اتفاقية مع جامعة بيت لحم لتطوير المنهاج الحالي، ليتضمن 50% مادة نظرية و50% تدريبا عمليا، وتطوير 25 برنامجا تقنيا، مؤكدا أن التدريب في هذه المدرسة سيبدأ اعتبارا من بداية العام الدراسي المقبل في أيلول.
وقال طه إن هذه الدورة تتويج لدورات سابقة شملت مئات المتدربين، 'ونحن على ثقة بأن تسهم جوهريا في تطوير مستوى الخدمات الفندقية، وهي صناعة تنافسية'.
واعتبر القطاع السياحي من أهم القطاعات الاقتصادية في فلسطين، لمساهمته الكبيرة في الدخل القومي، وإمكاناته الكامنة على مساهمة اكبر في المستقبل.
وأضاف: الفنادق تشكل العمود الفقري للقطاع السياحي، وتستحوذ على 60% من إجمالي هذا القطاع، ونعتقد أن التنمية البشرية هي التحدي الأبرز في تنمية قطاع السياحة بشكل عام.
وأشاد طه بالدور 'البارز' الذي تلعبه الوكالة الأميركية للتنمية وفي تطوير قطاع السياحة، لافتا إلى أن عملية تصنيف الفنادق كانت ابرز المبادرات للوكالة الأميركية في هذا المجال.
من جهته، شدد سعادة على أهمية التدريب في قطاع الفنادق خصوصا، والسياحة عموما، 'إذ هناك أكثر من جهة تسوق نفس المنتوج السياحي، كالقدس وبيت لحم وأريحا، ما يتطلب رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة الفلسطيني'.
وقال: من هذا المنطلق، فإن التدريب يحتل رأس سلم أولوياتنا، حيث بات وجود كوادر قادرة على تقديم خدمات مناسبة للزوار أمر في غاية الحيوية، ويرفع من قدرتنا التنافسية'.
وأعرب سعادة عن ثقته بأن يساهم التدريب الذي تلقاه الخريجون في رفع مستوى الخدمات الفندقية، معتبرا أن 'الضيافة تبادل ثقافي وليست مجرد خدمة، والمطلوب تطوير المفاهيم الثقافية وليس فقط تطوير مهارات الضيافة'.
بدوره، قال هاردن إن الهدف النهائي لجهود الوكالة الأميركية في تطوير قطاع السياحة الفلسطيني 'إن يقضي الزائر وقتا أطول، وينفق نقودا أكثر في الأراضي الفلسطينية، وهذا لن يتأتى إلا بتطوير الخدمات في قطاع السياحة عموما، والفنادق بشكل خاص'.
وأضاف، افهم طبيعة المعيقات التي تعترض قطاع السياحة الفلسطيني، لكنني على ثقة بأن الثقافة الفلسطينية، والطعام الفلسطيني، والموسيقى الفلسطينية قادرة على قيادة التطور في هذا القطاع. نحن لا ننفق أموالا كبيرة، لكننا نسلط الضوء على هذه العناصر في المجتمع الفلسطيني.
ولفت هاردن إلى النمو الكبير في قطاع السياحة الفلسطيني على مدى السنوات الماضية، حيث ارتفع عدد السياح من 350 ألفا زاروا فلسطين في عام 2007 إلى 2.5 مليون سائح في عام 2013، فيما ارتفع عدد الغرف الفندقية خلال نفس الفترة بنسبة 60%، 'وكل هذا بحاجة إلى كوادر من طباخين وعاملين في خدمة الغرف ومدراء، وغيرهم من مقدمي الخدمات الفندقية.
ورغم من هذا النمو، قال هاردن 'إن 205 مليون سائح عبارة عن لا شيء قياسا إلى الإمكانيات المتاحة في قطاع السياحة الفلسطيني.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر