بوخارست - أ.ف.ب
تقوم مجموعة من السياح بجولة غريبة من نوعها في حي دوروبانتي الراقي في بوخارست لزيارة مواطن الفساد في البلاد.فقد رسم القيمون على مهرجان الأفلام الوثائقية الخاصة بحقوق الإنسان "وان وورلد رومينيا" "مسارا سياحيا كبيرا للرشوات" في العاصمة الرومانية، في مسعى إلى التنديد بظاهرة لا تزال مستشرية في أوروبا الشرقية بعد 25 عاما على انهيار الشيوعية.وقال الكاتب والصحافي أوجين إستودر الذي أصبح في هذه المناسبة مرشدا سياحيا للسياح "لن نجد أشخاصا في منازلهم حيث نتوقف لأنهم كلهم في السجن".وتبدأ هذه الجولة من حي دوروبانتي المعروف بمتاجره ومقاهيه الفاخرة حيث قام رجل أعمال برشوة وزيري زراعة سابقين هما ديسيبال ريميس وإيوان موريسان في قضية امتيازات عامة تعرف ب "قضية النقانق".
وقد تلقى ديسيبال ريميس مبلغا نقديا بقيمة 15 ألف يورو، فضلا عن نقانق ومياه روحية، في مقابل "خدماته".وقد حكم العام الماضي على الوزيرين السابقين بثلاثة أعوام من السجن مع أعمال شاقة.
وتقدم هذه الجولة معلومات دقيقة تتخللها نكت فكاهية ويتوقف فيها السياح أمام منزل أدريان ناستاسيه رئيس وزراء رومانيا بين العامين 2000 و2004 الذي يعد أعلى مسؤوول حكم عليه بالسجن مع أعمال شاقة بتهمة الفساد منذ انهيار النظام الشيوعي.وهو مسجون منذ كانون الثاني/يناير إثر تلقيه رشوات واختلاس الأموال لحملته الانتخابية.
وشرح الدليل السياحي أن "أشخاصا يعملون في مؤسسات تابعة للحكومة دفعوا 125 يورو للمشاركة في مؤتمر معنون +جائزة النوعية+ لا صلة له بالنوعية، إذ ان المسألة كانت مجرد تقديم رشاوى. وجمع بالتالي حوالى مليون يورو للانتخابات".وتهدف هذه الجولة السياحية الفريدة من نوعها إلى تسليط الضوء على ظاهرة مستشرية في البلدان الشيوعية السابقة، بحسب القيمين على مهرجان "وان وورلد رومينيا" الذي يعد من أكبر مهرجانات الأفلام الوثائقية في أوروبا الشرقية.وقد أكدت منظمة الشفافية الدولية أن مؤشرات الفساد هي الأعلى في هذه البلدان على الصعيد الأوروبي.غير أن القيمين على المهرجان يرغبون أيضا في أن يثبتوا للسكان أنه في وسعهم تغيير الأمور.
وقالت ميكاييلا أوبرويو إحدى السائحات لوكالة فرانس برس "رفضت تقديم الرشاوى العادية عند الطبيب وقد تلقيت العلاج بالرغم من ذلك. وهم لم يطرودوني وأظن بالتالي أن الأمر قد يجدي نفعا".وبعد وقفة أمام الدارة الفاخرة لصاحب نادي بوخارست لكرة القدم جورج بيكالي المسجون بسبب تهم فساد، تنتهي الجولة أمام مقر الحكومة مع عرض عن قضية استغلال للسلطة.وكان الإفلات من العقاب سائدا في رومانيا، غير أن السلطات القضائية بدأت مؤخرا تتطرق إلى هذه المشكلة وهي حكمت في العام 2013 على أكثر من ألف شخص أحكاما نهائية بالفساد، من بينهم وزراء ورجال شرطة ورؤساء بلدية، مع العلم أنها لم تصدر في العام 2006 إلا 155 حكما من هذا القبيل.وفي العام 2013 نزل الشباب للمرة الأولى إلى الشوارع في رومانيا وبلغاريا والبوسنة للتنديد بالفساد والمحسوبيات.وختم إستودور قائلا "قد لا يرى جيلنا الحالي ثمرة أفعاله، لكن الجيل المقبل سيستفيد منها من دون شك".


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر