الفاشر - المغرب اليوم
تتواصل المعارك العنيفة اليوم الأحد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، في وقت أكدت فيه مصادر ميدانية ومجموعات مقاتلة موالية للجيش أن المدينة ما زالت صامدة، نافية ادعاءات الدعم السريع بسيطرتها على مقر قيادة الجيش فيها.
وقالت "المقاومة الشعبية" في الفاشر، وهي مجموعات من المتطوعين تقاتل إلى جانب الجيش، في بيان إن المدينة "ما زالت تقاوم الهجمات الشرسة التي تشنها قوات الدعم السريع"، مؤكدة أن ما يروَّج حول سقوط مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة "محض دعاية إعلامية تهدف إلى بث الرعب بين السكان".
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع "تخوض حملة تضليل ممنهجة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، بادعائها دخول مقر رئاسة الفرقة السادسة، في محاولة لإيهام الرأي العام بأنها سيطرت على الفاشر"، مشددة على أن "المعركة ما زالت مستمرة وأن القوات المشتركة والمقاومة الشعبية تواصل صد الهجمات من عدة محاور".
وفي السياق ذاته، ذكرت "لجان مقاومة الفاشر" أن قائد الفرقة السادسة مشاة، اللواء محمد خضر، "يقود المعارك ميدانيًا"، مؤكدة أن "المدينة تشهد قتالًا عنيفًا تتكاتف فيه قوات الجيش مع الحركات المسلحة المنضوية ضمن القوة المشتركة، إلى جانب المقاومة الشعبية، في مواجهة محاولات التقدم التي تنفذها قوات الدعم السريع".
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في وقت سابق اليوم سيطرتها على مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة في المدينة، وهو ما لم تؤكده أي جهة مستقلة، بينما التزم الجيش السوداني الصمت ولم يصدر تعليقًا رسميًا حتى اللحظة.
وفي خضم الاشتباكات، أعلنت "شبكة أطباء السودان" مقتل ممرض وإصابة ثلاثة من الكوادر الطبية في قصف مدفعي استهدف مستشفى الفاشر، محملة قوات الدعم السريع المسؤولية عن الهجوم الذي وصفته بأنه "جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني".
ودعت الشبكة المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لحماية المدنيين الذين يتعرضون منذ فجر اليوم لقصف مكثف بمختلف أنواع الصواريخ الموجهة"، مؤكدة أن "الأوضاع الإنسانية في المدينة تزداد سوءًا مع استمرار القتال وازدياد عدد الضحايا".
يُذكر أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا على مدينة الفاشر منذ العاشر من مايو 2024، في حين يحاول الجيش السوداني كسر هذا الحصار لما للمدينة من أهمية استراتيجية وإنسانية، إذ تُعد مركز العمليات والإغاثة الرئيسي في إقليم دارفور الذي يضم خمس ولايات.
وتستمر الحرب في السودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع دون أن تنجح الوساطات الإقليمية والدولية في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال، بينما يعيش المدنيون أوضاعًا مأساوية جراء النزاع الذي أودى بحياة نحو عشرين ألف شخص وأجبر أكثر من خمسة عشر مليونًا على النزوح داخل البلاد وخارجها، وفق تقارير أممية ومحلية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
قوات الدعم السريع تسيطر على مقر الفرقة السادسة مشاة في الفاشر وسط استمرار المعارك
مفوض أممي يدعو لتدابير عاجلة لمنع ارتكاب جرائم في مدينة الفاشر


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر