قالت حركة فتح إن توافق الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجنة إدارية مهنية من الكفاءات لإدارة شؤون قطاع غزة لفترة محددة "تُعد خطوة مهمة ومطلوبة، شريطة أن تكون هذه اللجنة تحت مرجعية الحكومة الفلسطينية".
وأضافت الحركة في بيان، أن "أي تجاهل لهذه المرجعية من قبل أي طرف يعتبر تكريساً للانقسام، ويخدم أهداف الاحتلال الساعية إلى فصل غزة عن الضفة والقدس، ومنع تجسيد الدولة الفلسطينية الموحدة".
وأكدت أن الأمن في قطاع غزة "مسؤولية الأجهزة الأمنية الفلسطينية الرسمية، وأن أي قوة دولية إن وُجدت يجب أن تكون على الحدود لا داخل القطاع، وبتفويض واضح ومحدد من مجلس الأمن بما لا يمس بالسيادة الفلسطينية ولا بدور مؤسساتها الرسمية".
وشددت الحركة على "رفض أي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب على الشعب، وأن دور لجنة السلام الدولية هو للرقابة والتدقيق في إطار زمني محدد ولضمان التزام الجميع بوقف الحرب، والإشراف على إعادة الإعمار وتنفيذ الخطة، دون أي مساس بالقرار الوطني المستقل أو ولاية مؤسسات دولة فلسطين".
فيما يخص السلاح الفلسطيني، أكدت الحركة أن "المعالجة الجذرية لهذا الملف يجب أن تكون ضمن رؤية وطنية تؤسس لسلطة واحدة، وسلاح واحد، وقانون واحد، وبما يضمن وحدة الموقف والاستقرار الداخلي، ويفوّت على إسرائيل ذرائع استمرار العدوان أو تكريس الانقسام".
وكانت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في العاصمة المصرية القاهرة اتفقت على سلسلة من الخطوات السياسية والإدارية المتعلقة بمستقبل قطاع غزة، أبرزها تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين لإدارة شؤون القطاع، والدعوة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن نشر قوات أممية مؤقتة لمراقبة وقف إطلاق النار.
وشددت حركة فتح على أن "الالتفاف حول الأولوية الفلسطينية التي عملت عليها القيادة الفلسطينية منذ اليوم الأول للحرب والمتمثلة في وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، واستعادة الحياة إلى القطاع، ومنع التهجير وتبادل الأسرى والرهائن هو المسار الصحيح الذي يجب أن تتوحّد حوله كل القوى، بدل الانشغال بأجندات فصائلية أو حسابات ضيقة تضعف الموقف الوطني العام".
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على متن الطائرة الرئاسية السبت، أمير قطر ورئيس حكومتها لمناقشة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال توقّف في قطر في طريقه الى آسيا، وفق ما نقلت فرانس برس.
ولعبت قطر دوراً رئيسياً في جهود الوساطة التي أدت إلى وقف لإطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، استناداً إلى خطة طرحها ترامب لوضع حد للحرب التي استمرّت عامين في القطاع الفلسطيني.
وصعد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الحكومة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على متن طائرة الرئيس الأمريكي لإجراء هذه المحادثات خلال توقف فنّي في قطر أثناء توجه ترامب إلى ماليزيا، المحطّة الأولى في جولته الآسيوية.
وقال ترامب إن الزعيمين قاما بدور حاسم في عملية السلام في الشرق الأوسط، مضيفاً أن رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كان "صديقه للعالم".
وانضم إلى هذه المحادثات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو العائد للتو من زيارة إلى إسرائيل أتت في إطار الجهود الدبلوماسية الشاملة التي تبذلها واشنطن في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار الهش الساري منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة.
ويسافر ترامب إلى آسيا لأول مرة منذ توليه منصبه في كانون الثاني/يناير، ومن المقرر أن يعقد قمتين إقليميتين واجتماعات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ وقادة آخرين.
واستضاف أمير قطر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هذا الأسبوع لمناقشة الخطوات التالية الشديدة الحساسية في الاتفاق، وبينها إنشاء قوة أمنية في غزة ومصير حركة حماس.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، خلال زيارته لإسرائيل، استمرار الجهود لاستعادة رفات الرهائن، وذلك خلال اجتماع مع أقارب جنديين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية من بين 13 جندياً يعتقد أن جثامينهم ما زالت في غزة.
وقال روبيو في منشور على منصة إكس، "لن ننسى أبداً أرواح الرهائن الذين قضوا في أسر حماس. التقيت اليوم عائلتي المواطنين الأمريكيين إيتاي تشين وعومر نيوترا".
وأضاف "لن نوقف جهودنا حتى تتم استعادة رفاتهم - ورفات جميع الآخرين".
ويأتي ذلك، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل تلقت رسالة بأن حركة حماس قد تسلم اليوم بعض جثامين الرهائن.
ميدانياً، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت 19 قتيلاً بينهم 4 قتلوا برصاص إسرائيلي، فيما انتشلث جثامين 15 آخرين من تحت الأنقاض، إضافة إلى 7 إصابات خلال 48 ساعة ماضية.
في حين، لا يزال "عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة"، وفق الوزارة.
وارتفعت حصيلة القتلى منذ بداية الحرب إلى 68,519، فيما وصل عدد الإصابات إلى 170,382 إصابة، وفق الوزارة التي قالت إنها أضافت "220 شهيداً للإحصائية التراكمية للشهداء، ممن تم اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية المتابعة لملف التبليغات والمفقودين من تاريخ 17/10/2025 إلى 24/10/2025".
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قتل 93 شخصاً وأصيب 324 آخرين بحسب الوزارة.
وأشارت إلى التمكن من التعرف على 64 جثماناً من أصل 195 جثماناً أفرج عنها من قبل إسرائيل.
ودعت وزارة الداخلية في غزة، سكان القطاع، إلى "الحذر والانتباه" حال "العثور على أية مخلفات أو أجسام غريبة بين الركام وأنقاض المباني المدمرة" مطالبة بـ "ضرورة عدم الاقتراب منها أو العبث بها حفاظاً على حياتهم".
وأكدت المديرية العامة للشرطة في غزة أن "الطواقم المختصة بشرطة هندسة المتفجرات، ومنذ سريان وقف إطلاق النار، تقوم بواجبها في التعامل مع المخلفات الحربية والأجسام المشبوهة التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي في محافظات قطاع غزة كافة"، مشيرة إلى "وقوع حوادث انفجارات لأجسام مشبوهة، أدت لإصابات بينها أطفال نتيجة عبثهم بتلك الأجسام".
كما أعلن الدفاع المدني في غزة، مقتل طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، وإصابة ثلاثة آخرين، إثر انهيار مبنى آيل للسقوط على قاطنيه في حيّ الصبرة في محيط مسجد الاستجابة جنوب مدينة غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح، السبت، من جراء تعرضهم لاعتداء مستوطنين في قرية دير نظام شمال غرب رام الله، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ونقلت الوكالة الرسمية عن الناشط مجاهد التميمي، بأن مستوطنين "هاجموا المزارعين أثناء قطفهم ثمار الزيتون بالقرب من المدخل الغربي للبلدة، واعتدوا عليهم بالضرب بأعقاب أسلحتهم، ما أدى لإصابة ثلاثة منهم بجروح ورضوض مختلفة، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم".
وقالت الوكالة إن "الاحتلال يواصل للأسبوع الثاني على التوالي منع المزارعين من الوصول لأراضيهم شمال غرب رام الله".
وبحسب "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان"، فإن طواقمها "رصدت ما مجموعه 158 اعتداءً ضد قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم الحالي، حيث نفذ جيش الاحتلال 17 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 141".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ترامب يرفض عقد لقاء مع بوتين إذا لم يكن مثمرا ويؤكد أنه لا يريد اجتماعا يضيع الوقت
حركة فتح تحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير مروان البرغوثي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر