حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة
آخر تحديث GMT 06:54:17
المغرب اليوم -

يعملون في ظروف غير صحيَّة وبأجور زهيدة ومعظمهم شباب جامعي

حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة

المحاجر الجزائرية
الجزائر - سميرة عوام

تحولتْ المحاجر المهجورة، في أعالي قالمة الجزائرية، إلى مكان لكسب العيش وقوت الكثير من الرجال والشباب، الذين وجدوا أنفسهم مجبورين على أن يحملوا بين أيديهم وعلى أكتافهم النحيلة أدوات الحفر، ويدفعون بعجلات نقل قديمة يسيرون جماعة من أجل العمل لسعات طويلة، تحت أشعة الشمس، والغبار المتطاير، بالإضافة إلى أن المنطقة محفوفة بالمخاطر، لأنها ملغمة بالقنابل، التي زرعها المستعمر الفرنسي إبان الثورة الجزائرية المباركة، باعتبارها منطقة محظورة وقتها.
ورغم خطورة الوضع، إلا أن الجوع والفقر دفع هؤلاء الرجال إلى مقاومة الموت بين الألغام المزروعة، والبحث عن ورشات التنقيب، وحفر الحجارة الصلبة، لتفتتها أنامل الشبان، حتى يتمكنوا من بيعها بأثمان زهيدة، لاستعمالها في المساكن، لتزيين شرفات الفيلات وغيرها، متحملين مشقة الصعود إلى علو عشرات الأمتار دون حبال إنقاذ، وهو حالهم منذ سنوات كثيرة.
وأكَّد بعض الرِّجال العاملين في تلك المحاجر، أنهم "يطلقون عليهم عبيد الحجارة، لأن صورهم وهم ينقبون عن الحجارة تشبه عمل المساجين المعاقبين بالأعمال الشاقة، وعددهم يفوق 12 شخصًا موزعين على مختلف زوايا المحجرة".
ووجدناهم منهمكين في تحطيم نوع من الحجرة القاسية، معتمدين على قوة عضلاتهم، ثم يرمون بها عبر أنابيب بلاستيكية، ذات حجم متوسط، وذلك لتحويل حمولة الحجارة، التي تتدحرج بسرعة عبرها، ليلتقطها آخرون ينتظرون وصولها من حين لآخر، من أجل حملها على متن شاحنات، قدمت بعد عقد صفقات بيع.
وأكَّد أحد الرجال العاملين، ويدعى محمد (30 عامًا)، أنه "مضطر للعمل رغم مخاطر الألغام التي زرعها المستعمر، إلى جانب خطورة المحجرة، لكنه يستغل ذلك الوقت لتوفير الدواء لابنته المصابة بمرض السرطان، وعليه تم الاتفاق مع بعض الشبان من أجل ممارسة ذلك العمل، والحصول على مصروفه".
وأضاف شاب يدعى خالد، وهو خريج جامعي، أن "الحياة حرمته من العمل في الإدارة الجزائرية، فوجد ذلك العمل الشاق كوسيلة لكسب قوته، لأنه بقي دون عمل منذ 10 سنوات، حيث يعمل في دفع العجلات المعبأة بأوزان محسوبة من الحجارة، ليلقي بها إلى الأسفل، واصفًا نفسه بـ"السجين"، ورغم معاناته استكمل الشاب عمله مع بقية رفاقه، الذين يعتقدون أن مستقبلهم مجهولًا، بعد أن وضعوه بين الألغام والحجارة، والتي تُشكِّل أكبر خطر على حياتهم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة



GMT 18:03 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

بنك المغرب ينبه المواطنين إلى تزايد عمليات الاحتيال المالي

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib