المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب
آخر تحديث GMT 13:32:52
المغرب اليوم -

بوادر خلاف حاد بين رئيس الجمهورية والغنوشي بعد إلغاء المشاورات

المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب

الحبيب الجملي، رئيس الحكومة التونسية المُكلّف
تونس - المغرب اليوم

قرّر الحبيب الجملي، رئيس الحكومة التونسية المُكلّف، مساء أول من أمس، تشكيل حكومة كفاءات واستبعاد كل الأحزاب السياسية منها، بعد مشاورات متواصلة دامت أكثر من شهر دون أن تفضي إلى أي توافق، وبعدها بساعات قليلة، أعلنت المعارضة رفضها الصريح لهذه الخطوة، واعتبرتها "مجرد هروب من المسؤولية" وقال الجملي في مؤتمر صحافي: "أعلن من الآن أنني سأشكل حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن كل الأحزاب، ومقياسي هو الكفاءة والنزاهة والقدرة على التسيير". مبرزا أن هناك "تجاذبات" بين الأحزاب حالت دون التوصل إلى توافقات بخصوص تشكيل الحكومة، وهو ما زاد المشهد صعوبة كبيرة، حسب تعبيره.

وشككت قيادات عدد من الأحزاب المعارضة، وعلى رأسها حركة "تحيا تونس" وحزبا "التيار" و"حركة الشعب" في إمكانية نجاح حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة، التي سيعلن عنها الجملي، مرجعة ذلك إلى ضعف الدعم السياسي المقدم لها، وتنامي قوة الأحزاب المعارضة داخل البرلمان وخارجه وفي هذا الشأن، قال وليد جلاد، قيادي "تحيا تونس" إن هذا المقترح "يعد حيلة سياسية، وهروبا من المسؤولية". مشيرا إلى أن هذه الحكومة "هي حكومة حركة النهضة"، التي ستتحالف بصفة غير معلنة مع حزب "قلب تونس"، لنبيل القروي و"ائتلاف الكرامة"، الذي يقوده سيف الدين مخلوف، وأكد في السياق ذاته أن الجملي مرشح النهضة، وأنها (الحكومة) غير مستقلة، على حد قوله.

من جهته، وصف "الاتحاد الشعبي الجمهوري" مقترح تشكيل "حكومة كفاءات وطنية مستقلة" بأنه "تحايل على الإرادة الشعبية، إذ سيتم بمقتضاه تسليم الحكم إلى شخصيات لم تحظ بتصويت شعبي"، حسب تعبير رئيسه لطفي المرايحي، الذي شدد على أن هذا التوجه "ليس سوى إفراغ للديمقراطية من كنهها ومعناها" وجاء في بيان المرايحي، أمس، أن "الاتحاد الشعبي الجمهوري، وبعد أن عبّر في السابق عن استعداده للتصويت لأي حكومة تعرض على البرلمان، من باب التعبير عن حسن النوايا، فإنه يجد نفسه أمام مقترح "حكومة كفاءات وطنية" مجبرا على التصدي له، وسيعمل جاهدا على إقناع مكونات مجلس النواب أن تحذو حذوه".

في المقابل، أكد راشد الغنوشي، رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) ورئيس حركة النهضة، أن حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة، التي اقترحها الجملي "ستحظى بتأييد أكثر من أي حكومة أخرى"، معللا ذلك بأنها "ستكون مفتوحة أمام الجميع". وشدد الغنوشي في تصريح إعلامي أن "الأفضل لتونس اليوم هو تأليف حكومة كفاءات وطنية، لا تقصي أحدا، وتخدم مصلحة تونس" ويجمع محللون سياسيون على أن الغنوشي هو الذي اتخذ القرار بهدف قطع الطريق أمام مقترح "حكومة الرئيس"، الذي تمسكت به حركة الشعب (قومي)، وهو مقترح يقتضي إقرار حركة النهضة بفشلها في تشكيل الحكومة للمرور لتنفيذ الفصل 89 من الدستور. كما أكد بعض المراقبين أن قرار إنهاء التفاوض بين الأحزاب في إطار مشاورات تشكيل الحكومة، اتخذ من طرف الغنوشي، وليس الجملي، وذهب بعضهم إلى القول إن الجملي "كلّف بتنفيذ هذا القرار".

في غضون ذلك، خلف خيار تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، وإعلان الغنوشي إنهاء المفاوضات، وعدم استعداده للتشاور مجددا، خاصة مع حزبي التيار وحركة الشعب، بوادر خلاف حاد بينه وبين قيس سعيد، رئيس الجمهورية، تجلى حينما أقدم الرئيس سعيد على وقف الجلسة التي جمعته مساء أول من أمس بالغنوشي، ممثلا عن حركة "النهضة"، ويوسف الشاهد عن حركة "تحيا تونس"، وزهير المغزاوي عن "حركة الشعب"، ومحمد عبو عن حزب "التيار الديمقراطي"، بعد مرور دقائق قليلة على انطلاقها بالقصر الرئاسي في قرطاج.

وكان الغنوشي قد اعترض على مواصلة التشاور مع هذه الأطراف السياسية الثلاثة، التي أعلنت يوم الأحد الماضي انسحابها من المفاوضات، وترك "النهضة" وحدها لتشكيل الحكومة التي يقودها الحبيب الجملي وركز قيس سعيد خلال افتتاح هذا اللقاء، الذي انعقد بطلب منه، على دعوة مختلف القوى السياسية إلى توحيد كلمتها للإسراع بتشكيل الحكومة، مشددا على ضرورة الاعتماد على مقاربة وطنية لمعالجة الوضع الذي تعيشه البلاد. غير أن الغنوشي أبدى اعتراضا على مقترح الرئيس، القاضي بإعادة إطلاق مسار التفاوض بين الأحزاب المرشحة للمشاركة في الائتلاف الحاكم، بغية إنهاء الأزمة قبل انتهاء الآجال الدستورية منتصف شهر يناير (كانون الثاني) المقبل وأشارت أطراف سياسية حضرت الاجتماع إلى أن موقف الغنوشي أغضب رئيس الجمهورية، الذي كان يأمل في جمع الفرقاء من جديد، وهو ما دفعه إلى رفع الجلسة مباشرة بعد كلام الغنوشي، مرددا عبارة "اللهم إني بلغت".

قد يهمك ايضا :

أفيف كوخافي يكشف أنّ إيران تمتلك مئات الصواريخ تستهدف دولته

خبير يؤكد أن الأكراد يعترضون على قانون الانتخابات الجديد في العراق

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب المعارضة التونسية تعلن رفضها اقتراح تشكيل حكومة كفاءات تستبعد الأحزاب



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت - المغرب اليوم

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 15:31 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 00:38 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

اغتصاب طفلة في منطقة "أزلا" ضواحي تطوان

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 14:43 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

توتنهام الإنجليزي يحل ضيفًا على برشلونة بملعب كامب نو

GMT 07:44 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 11:39 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

طرق للحصول على مظهر أكثر شبابًا لاستقبال العام الجديد

GMT 15:22 2013 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

الأسماك الغنية بالأوميغا 3 تطيل العمر

GMT 07:38 2016 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

فقدان أثر طائرة في النيبال على متنها 21 شخصًا

GMT 05:57 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

ايدين بلمهدي يستعد لعرض مجموعة "مريام" للمرأة العربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib