أزمة فيروس كورونا القاتل في المغرب بين العقاب الإلهي ونظريات المؤامرة
آخر تحديث GMT 21:59:45
المغرب اليوم -
‏نتنياهو: هناك حظوظ جيدة للتوصل إلى اتفاق في غزة مراسل القناة 13 العبرية:أكد مسؤولون في فريق التفاوض أن "إسرائيل" ستوافق على تغيير انتشار القوات على محور موراغ في قطاع غزة. وأضافوا أن هناك تقدمًا ملحوظًا في الطريق إلى اتفاق.*. حركة حماس توافق على إطلاق سراح 10 أسرى من الإسرائيليين الموجودين في غزة لضمان تدفق الإغاثة ووقف العدوان منظمات دولية تدين خطط كاتس لتهجير الفلسطينيين وتصفها بالمخطط الوحشي ضد التهدئة ارتقاء 39 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم كتائب القسام تعلن تنفيذ عملية شرق خان يونس واستهداف آليات الاحتلال واغتنام سلاح جندي إسرائيل تعلن استلام شحنة جرافات D9 الأميركية بعد الإفراج عنها من إدارة ترامب بعد أن كانت مجمدة خلال الفترة الماضية المغربي غانم سايس مدافع نادي السد القطري يعود إلى التداريب بعد غياب دام لأربعة أشهر بسبب الإصابة نادي بوتافوغو يُعين الإيطالي دافيد أنشيلوتي نجل كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي في منصب المدرب الجديد للفريق. نادي ريال بيتيس الإسباني يعلن ضم المدافع المغربي موحى حمدون
أخر الأخبار

تجتاز المملكة كسائر الأقطاب مرحلة تاريخية دقيقة بسبب الوباء المتفشّي

أزمة فيروس "كورونا" القاتل في المغرب بين العقاب الإلهي و"نظريات المؤامرة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أزمة فيروس

فيروس "كورونا" التاجي
الرباط - المغرب اليوم

يجتاز المغرب كسائر الأقطاب الغربية والعربية مرحلة تاريخية دقيقة، متمثلة في الأزمة الوبائية الاستثنائية التي يمرّ بها العالم، وهي الأزمة شديدة الشبه بملامح أوبئة العصر الوسيط في المملكة التي سادت فيها التفسيرات المستغرقة في الفكر الغيبي والأسطوري.وتوزعت ذهنية المغاربة بشأن "أزمة كورونا" بين العقاب الإلهي الذي يُصنّف الوباء على أنه "انتقام" من غير المؤمنين تارة، وبين النظرة المؤامراتية التي تُرجع الظاهرة إلى "حرب الفيروسات" تارة، وبين "الحرب البيولوجية" التي تسعى إلى تقليص أعداد السكّان في العالم تارة أخرى.

مهاوٍ لا متناهية
"الفيروس جند من جنود الله"، "كورونا مؤامرة من أمريكا"، "المختبرات الصينية طوّرت الفيروس"، "الوباء عقاب للكفار"، عبارات وأخرى تتداخل فيما بينها، تكاد تلخّص واقع الحال؛ لأنها جعلت كثيرين من المغاربة يقعون في مهاوٍ غير متناهية بشأن تفسير دوافع بروز وباء "كورونا"، الذي تفشى في العالم.شرائح مجتمعية متفرّقة ظلّت أسيرة التفسيرات التآمرية والتبريرية للجائحة الوبائية، ما مرد ذلك إلى أنها تُساوي بين الأمور الإرادية الخاضعة لخاصية الإمكان والأمور الطبيعية الخاضعة لخاصية الضرورة؛ وهو ما يدفعها إلى تأثيم الأفراد حين يُقدمون على بناء تصورات مغايرة لما هي عليه في المخيّلة الجمعية.

وتبلورت الذهنية المغربية تجاه "أزمة كورونا" في سياق زمني محدد، واكتسبت دلالاتها التآمرية في قلب هذا السياق، حيث اسْتَوت ملامحها الأولى في إطار الشبكات الاجتماعية التي غذّت فكر المؤامرة، واتخذت صورة جلّية في بعض المضامين الدينية التي تربط الوباء بـ"العقاب الإلهي"، وتطورت دلالاتها في ظل الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وبكين، وذلك في السياق الصراعي بين أقطاب العالم.

نزعات مُنكرة ومُستهجِنة

إن استقراء جلّ التعاليق المُضمّنة في مواقع التواصل الاجتماعي يكشف النزعات المُنكرة، بل المستهجنة للأزمة الوبائية في أحايين كثيرة؛ وهو ما أدى إلى حدوث تصادم للمواقف بين الميّالين إلى التبسيط والمنحازين إلى التعقيد العلمي في النسيج التداولي العام، في حين وقع تصادم "واقعي" بين دعاة الفكر التآمري وأجهزة السلطة في الأمكنة العامة، ففي بداية الأزمة الوبائية، تعامل المغاربة باستهزاء كبير مع "كورونا"؛ لأن الجميع ظنّ أن تداعيات الفيروس لن توصل العالم إلى "النفق المظلم" الذي لم نستطع الخروج بعد منه، ثم سرعان ما استشعر السكان خطورة الوضع الصحي، فارتجّت القيم وغلب الخوف على المجتمع في "زمن كورونا" المضطرب.

وظهر "فقهاء" يدّعون امتلاك أدوات "تطهير" و"تعقيم" الأرض المغربية من الفيروس العالمي، ملتجئين إلى الشعوذة لتخليص المواطنين من "رُهاب الجائحة"، مقابل الدعوة إلى تعطيل ميكانزمات العقل لتعليل الوباء، من خلال الاستسلام للطقوس السحرية وخرافات الأساطير لتبرير تفشي فيروس "كوفيد-19".

صراع الجوائح
بخلاف منظور أجهزة المخزن في العصر الوسيط بالمملكة، حينما كانت تستغل الكوارث الطبيعية لتكريس سلطتها الكاملة على القبائل، وهو ما تطرّق إليه الحسين بولقطيب، من خلال كتابه المعنون بـ"جوائح وأوبئة مغرب عهد الموحدين"، الذي لفت إلى سعي السلطة الموحدية إلى ترسيخ علاقة الأوبئة بالخروج عن تعاليم الدين؛ فإن "مخزن 2020" انتبه مبكّرا إلى أهمية الاحتواء الديني للجائحة، لا سيما بعد إقدامه على إغلاق المساجد في وجه المصلّين لمحاصرة "كورونا"، ما دفع تيارات دينية وسلفية إلى محاولة استغلال الوضع لتأليب الرأي العام ضد الدولة، فعمدت إلى الدعوة لخرق حالة "الطوارئ"، وهو ما تجسّد في المسيرات الليلية المتعددة.

ولعلها ليست المرة الأولى التي تستغل فيها التيارات الدينية الوضع العام المتأزم في المملكة من أجل قلب الموازين القوى لصالحها، فقد أورد بولقطيب أن الأمراض والأوبئة عادة ما أضفت شرعية سياسية ودينية واجتماعية على تيار اجتماعي كان لا يزال يبحث له عن موطئ قدم داخل الخريطة الدينية والسياسية، ويعني به الكاتب تيار الأولياء والصلحاء الذي كان يسعى إلى إظهار فشل السياسة الاجتماعية للدولة.

المقدّس وسرديات المؤامرة
بالنسبة إلى علي الشعباني، باحث في علم الاجتماع، فـ"الإنسان عندما يعجز عن التوصل لحل أمر معقد، يلجأ إلى تلك التبريرات المؤامراتية، حيث طرح إميل دوركهايم هذه الظواهر الاجتماعية، من خلال الإشارة إلى أن عجز الإنسان عن مواجهة بعض الأمور وإيجاد التبريرات المنطقية الخاضعة لمنطق العقل يدفعه صوب البحث عن حلول أخرى".
وقال الشعباني، في تصريح أدلى به، إن "عدم استطاعة الإنسان في مواجهة العواصف والزلازل والأمراض والموت تجعله يستعين بالتفكير الديني عبر خلق الأديان، لأنه عجز عن التغلب على تلك الظواهر في الظرفية الزمنية التي يعيشها، ما يرجع إلى المعتقد الديني عند الناس، بالنظر إلى المجتمع الإسلامي المتدين الذي يسود فيه العمق الديني في لا شعور الكثير من المغاربة".

وأضاف الباحث الاجتماعي أن "الإنسان المتديّن تحكمه تلك الخلفية المذكورة، بينما الأشخاص الذين تغيب عندهم الخلفية الدينية القوية يلجؤون إلى التفسيرات المؤامراتية، عبر إسقاط تعقيدات ومشاكل العالم على الواقع المعاش، وذلك في سياق الصراع العالمي بين مجموعة من الأقطاب"، خاتما: "أرى أن المسألة بعيدة كل البعد عن نظرية المؤامرة، لأنه وباء يرتبط بمجموعة من القضايا التي قد تحدث في المجتمع".

قد يهمك ايضا

سفيرة فرنسا لدى المغرب تُعلِّق على "الأزمة الصامتة" بين البلدين

دعوات لتعليق الامتيازات العينية والمادية التي يتلقّاها النوّاب المغربيون

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة فيروس كورونا القاتل في المغرب بين العقاب الإلهي ونظريات المؤامرة أزمة فيروس كورونا القاتل في المغرب بين العقاب الإلهي ونظريات المؤامرة



GMT 19:41 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

المغربيتان عرافي وعقاوي تتأهلان إلى نصف نهاية سباق 1500متر

GMT 14:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

زكريا العامري يمثل عمان في رالي الإمارات للسيارات

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

فروسينوني الإيطالي يعلن تعيين باروني مديرًا فنيًا للفريق

GMT 22:37 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شرفات أفيلال تكشف حقيقة قرب توليها رئاسة جامعة مغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib