معركة قادمون من ريف حماه إلى مدينة حمص لفك الحصار عنها
آخر تحديث GMT 19:36:45
المغرب اليوم -

تهجير أكثر من 70% من سكانها بعدما تعرضت احياؤها للتدمير

معركة "قادمون" من ريف حماه إلى مدينة حمص لفك الحصار عنها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معركة

عناصر تابعة للجيش السوري الحر
حمص - عادل نقشبندي

تغيب الأرقام الحقيقية والدقيقة لعدد النازحين والمهجرين في الداخل السوري، كما يصعب تحديد أماكن تواجدهم لصعوبة التواصل، وتعتبر مدينة حمص من أبرز المحافظات التي شهدت نزوحاً كبيراً شكّل نحو 70% من السكان بحسب ناشطين من داخل المدينة المنكوبة. فبعد تعرض حمص للتدمير والتهجير نتيجة المعارك والقصف المتواصل لقوات الحكومة، أصبح أهلها تحت وطأة التشرد والنزوح، وهي الآن مقسمة إلى ثلاث مناطق أساسية، وتعتبر المناطق المحاصرة التي كانت مهداً للمظاهرات السلمية المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الأقل نسبة في عدد بالسكان بعد نزوح جماعي كبير هرباً من القصف الهمجي من قبل قوات النظام، كأحياء بابا عمرو والخالدية والقرابيص وباب هود، وبقية أحياء "المؤيدين" وهي منطقة محمية من قبل الحكومة وتقطنها الطائفة العلوية الموالية.
وثمة أحياء "آمنة" نزح إليها سكان الأحياء المحاصرة ، هي أحياء الغوطة والحمرا والميدان وحي الوعر وكرم الشامي والادخار والشماس والمحطة والإنشاءات والدبلان الذي حدثت فيها مجزرة مدرسة "الأندلس".
وهذه الأحياء استقبلت النازحين من داخل حمص وهي كلها تحت سيطرة النظام ومقطعة الأوصال بالحواجز المنتشرة في شوارعها ومداخل حاراتها، فحي الإنشاءات، مغلقٌ بحواجز إسمنتية ولا يمكن الدخول إليه إلا من مدخلين تتواجد فيهما حواجز قوات النظام الذين يقومون بتفتيش المارة والداخلين للحي عبر تفتيش دقيق، وخاصة النازحين منهم، ويمارسون حالات اعتقال في كثير من الأحيان، ويعتبر الدخول إليه مخاطرة كبيرة، كما يوجد فيه فرع أمن الدولة وتنتشر فيه عناصر الأمن بشكل كبير، نظراً الى قربه من حي بابا عمرو المدمر بشكل كامل انتقاما من أهله الذين كانوا أول المشاركين بالمظاهرات السلمية منذ باكورة الثورة السورية.
أما حي المحطة فهو حي تقطنه غالبية مسيحية، والنظام حاول تحييد هذا الحي عن الثورة السورية حتى لا يخسر ولاء سكانه، أو بالمعنى الأكثر دقة يضمن عدم انحيازهم للثورة ضد النظام، فيما يعتبر حي الوعر الأكبر والذي يؤوي نازحين يتجاوز عددهم 500 ألف نازح من الأحياء المحاصرة، ولا يفصله عن الأحياء المحاصرة سوى بساتين حمص التي يتقاسم الجيشين الحر والنظامي السيطرة عليها، ويتحكم النظام بالمساعدات الغذائية والطبية التي تقدم للنازحين من المنظمات الدولية، وهو مغلق بجميع مداخله، فطريق "الغاردينيا" وطريق "خالد بن الوليد" تم إغلاقمها، أما طريق المزرعة وطريق التحويلة (مصياف) فيقوم النظام بإغلاقهما وفتحهما حسب مزاجه مما يشكل ضغطاً كبيراً على سكان الحي عامة والنازحين خاصة.
ولا يخلو حي كرم الشامي والميدان الذي يتواجد به مبنى الأمن العسكري والمتاخمة للأحياء المحاصرة من أحداث خطف وقتل للنازحين من قبل الشبيحة، كحادثة خطف سبع أشخاص من قبل الشبيحة وقتلهم في حي كرم الشامي، أو انفجار لسيارات مفخخة كما حدث في حي الحمرا وأودت بحياة 23 مدنياً وجرح العشرات بينهم أطفال، ولا ننسى المجزرة التي أودت بحياة 50 شخص في حي الشماس المواجه لحي عكرمة ووادي الذهب المواليين للنظام.
وتسيطر قوات الحكومة على حي "الغوطة" وفيه مبنى أمن الدولة، أما حي "الدبلان" فالحياة فيه لا تنعم بالصخب والحركة والازدحام كما كان سابقاً، نظرا لقربه من مركز المدينة الذي يعتبر خزاناً لقوى النظام والشبيحة، والذين يقومون بالاعتقالات والخطف لقربه من حي جورة الشياح المحاصر، وفي هذا الحي الهادئ نسبيا والواقع تحت سيطرة النظام باستثناء نزول القذائف التي تسقط بين الفينة والأخرى كحال بقية أحياء حمص التي تسمى آمنة، يوجد فيه مدرسة التمريض والأندلس اللتان أصبحتا من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان لارتفاع عدد النازحين المقيمين فيها (أكثر من 250 عائلة) أي أكثر من ألف شخص بين طفل وامرأة وشيخ مسن، لجؤوا إلى المدارس بعد تهديم منازلهم وأحلامهم)، ويتابعون حياتهم في ظروف معيشية قاسية للغاية.
تواجه مدينة حمص مشكلات النزوح المستمرة، ومعظم سكان الأحياء المؤيدة للثورة السورية قد نزحوا إلى أحياء مجاورة لأحيائهم المدمرة بفعل قصف قوات الحكومة، أو لجأوا إلى لبنان وقليل منهم لجأ إلى الأردن وتركيا، ويسيطر النظام على معظم أحيائها باستثناء المدينة القديمة التي مازالت تقاوم صواريخ النظام وقذائف مدفعيته يومياً وتهدم أكثر من نصف بيوتها بشكل كامل.
وفي ظل هذا الوضع كان الجيش الحر قد أطلق في ريف حماة الشمالي معركة أطلق عليها اسم "قادمون" نسبة إلى حمص المدينة لفك الحصار عنها، وفي الأيام القليلة الماضية نجحت الكتائب المشاركة بالسيطرة على عدة قرى وقتل عشرات من جنود الحكومة.
بعد المحاولات المتكررة لفك الحصار عن محافظة حمص والتي بائت جميعها بالفشل وذلك بسب تشبث الحكومة بها، وبعد إحباط عملية الجسد الواحد في الوصول لها يقول أبو منذر من المكتب الإعلامي لكتائب الفاروق المشاركة في المعركة لأحد مواقع المعارضة: "ما كان من إخواننا (كتائب الفاروق الإسلامية – فاروق سوريا – لواء التوحيد – هيئة حماية المدنيين – ألوية الفاتح) إلا أن يستجمعوا قواهم ويوحدوا صفوفهم ويعدوا العدة ليخلصوا حمص عاصمة الثورة السورية من براثن هذا النظام الباغي الذي قام بدوره بتضيق الخناق على إخواننا في حمص المحاصرة بعد ان استطاع اقتحام حي الخالدية في حمص المحاصرة وتدنيس مسجد سيدنا خالد ابن الوليد رضي الله عنه", وأضاف "الهدف من معركة قادمون في بداية الأمر هو تحرير مدينة حمص بالكامل كما ذكرت بينما انتشرت المعركة في عدة مناطق من سوريا شملت منها الساحل السوري حيث قامت الكتائب العاملة في الساحل بإطلاق عملية جديدة سميت سمية "أبطال الساحل قادمون".
حققت الكتائب المشاركة في المعركة انتصارات عديدة أهمها السيطرة على 22 قرية، وعدد من الحواجز واغتنام أسلحة وقتل العشرات من جنودالحكومة، يلخصها أبو منذر "كانت شارة البداية في ناحية عقيربات حيث تم تحريرها إضافة إلى القرى التالية: سوحا، عكش، رسم العبد، خطملو، النعيمية، الخضيرة، رسم العوابد، أم ميل، الحردانة، سلاَم، قهوجي، حمادي عمر، رسم الضبع، مكيمن الشمالي، مكيمن الجنوبي، مسعدة، مسعود، أبو حنايا، أبو حبيلات، قليب الثور، الخريجة والسعن، كما تم السيطرة على عدد كبير من الحواجز العسكرية لقوات الحكومة، واغتنام عدد من المدرعات والأسلحة المتوسطة والفردية، وقتل عدد كبير من الجنود، ونبين أن معركة القادمون منتشرة بمواقعها على معظم الأراضي السورية في الجبهة الشمالية والجبهة الساحلية وجبهة حمص هدفها القضاء على قوات الحكومة ونصرة أهلنا في حمص عاصمة الثورة".
وعن خطط الكتائب المشاركة في الأياد القادمة وتصوراتهم للمعركة إلى حد الآن يقول أبو منذر "بعد تحرير اثنين وعشرين قرية كان لابد للكتائب كافة أن تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب صفوفها وتعيد رسم خطتها، حيث أن المعركة اتجهت لنطاق أوسع واتسعت محاورها، وكان لابد ان ننتظر بعض الفصائل كي تعمل على محاورها وإشغال النظام لاقتحام كتيبة المدفعية في قرية بري, والتي تعتبر من أعنف الترسانات العسكرية في ريف حماه، كما قامت كتائب الفاروق الإسلامية بعمليتين استشهاديتين كان لهما وقع كبير في الريف الشرقي لحمص حيث قامت بتفجير حاجز الجوية وحاجز المخابرات العسكرية, وبحمد من الله ومنّه أدت هذه العملية إلى مقتل 160 من شبيحة النظام ومرتزقته وتدمير آليتين عسكريتين، حيث أن هذان الحاجزان يعتبران العقل المفكر للحواجز في المنطقة. وحتى اللحظة فان معركة قادمون مستمرة ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها كاملة، ونتوعد النظام في الأيام القليلة القادمة بعمليات على نطاق واسع سوف يسمع صداها في القصر الجمهوري والبيت الأبيض".
من جانبه قال سامي الحموي عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة عن معركة قادمون "تختلف المعركة عن سابقتها بأن هذه المعركة جاءت ضمن ظروف ملائمة أكثر، فغرفة عمليات كبيرة وذات فاعلية وتكتيك عسكري يستحق الاحترام, كما أن الفصائل المشاركة ذات سمعة قتالية عالية كالجبهة الإسلامية متمثلة بكتائب الفاروق الإسلامية وهيئة حماية المدنيين وكذلك لواء التوحيد ذو السمعة االعسكرية الطيبة" وأضاف "الآن ومع دخول المعركة شهرها الثاني محافظة على نفس الزخم منذ بدايتها وحتى الآن نستطيع أن نقول أنها معركة ناجحة بامتياز, وتقدير كبير لجميع المشاركين فيها".
وختم حديثه "إذاً وبعد الانتهاء من معركة الجسد الواحد التي لم تؤتِ ثمارها نستطيع أن نقول أن الثوار اليوم باتوا أكثر قدرة على التعامل مع آلة النظام وتلافوا الأخطاء الماضية ويقتربون رويداً رويداً من تحقيق أهداف معركتهم".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة قادمون من ريف حماه إلى مدينة حمص لفك الحصار عنها معركة قادمون من ريف حماه إلى مدينة حمص لفك الحصار عنها



GMT 19:05 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في أول زيارة لواشنطن

GMT 18:58 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تحركات مكثفة للوسطاء لحل أزمة مقاتلي حماس خلف الخط الأصفر

GMT 18:42 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تطلب رفع العقوبات وترامب يبدي انفتاحه على الحوار

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 19:14 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال
المغرب اليوم - أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 05:24 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 19:51 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل افتتاح بنكهة أفريقية للشان في المغرب

GMT 13:32 2025 الثلاثاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أنشيلوتي يطمح لقيادة البرازيل نحو لقبها العالمي السادس

GMT 14:13 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية ثورية للتحكم في النعاس أثناء القيادة من باناسونيك

GMT 04:57 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

ظهور دولفين مهجن آخر في هاواي

GMT 04:45 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحسين عموتة يهدد اللاعبين الذين تراجع مستواهم

GMT 05:18 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

محمد جبور يعرب عن فخره بنجاح تصاميمه عالميًا

GMT 14:45 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

تصنيف “جامعة الرباط” في المرتبة 15 إفريقيّا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib