الرباط -- أمينة ساجد
انتقد المستشار الملكي المغربي السابق حسن أوريد، في مداخلة له في الجامعة الدولية في مدينة أغادير في الجمعيات الأمازيغية، معتبرًا أنها لازالت متشبثة في مطالبها وهويتها بما هو مادي مرتبط باللغة والتراث والأيقونات، دون أن تمتلك رؤية وتصورًا كونيًا يجعلها تنتقل من المطالب الثقافية المحضة إلى المطالب السياسيَّة.
وطبقاَ لتقارير إعلامية، فإن أوريد أعطى في مداخلة بعنوان "الحركات الأمازيغية بعد الربيع العربي" أمثلة عن التجارب الإنسانية في القديم والحديث والتي امتلكت هذه الرؤية الكونية واستطاعت أن تنتشر في العالم من خلال تجربة الثقافة العربية في الزمن القديم حين ارتبطت بالأسلاك الذي دعا إلى المساواة والعدالة والحرية والتسامح. ومن خلال التجربة التركية التورانية الحديثة التي امتلكت هذه الرؤية عندما تبنت العلمانية فكرًا وممارسة مما جعلها تنجح في ولوج الحضارة الإنسانية من بابها الواسع فكرًا وسياسة وتصنيعًا، وإبداعًا حين امتلكت مقومات الحضارة الأوربية منذ عهد فلاسفة الأنوار.
ونسبت صحيفة الرأي المغربية أنّ أوريد، قال إن المخرج الحقيقي لكي تتجاوز الحركات الأمازيغية عثراتها ومزالقها الفكرية والأيديولوجية وتشبثها بالهوية الأمازيغية في بعدها المادي الصرف، هو أن تمتلك ثلاثة أشياء كبرى كي تتفاعل مع الحضارة الإنسانية أجملها أوريد في "الوعي التاريخي من خلال استحضار تجارب أمازيغية قديمة وحديثة"، وثانيها وضوح الرؤية حول علاقة الأمازيغية بالإسلام التي لا تعني التضاد والتنافر بل التكامل، وثالثها الانخراط في التجربة الإنسانية الحديثة على أسس ثابتة وقوية قوامها الحرية بقيمتها الإيجابية بهدم الموانع والإعلاء من قيمة العقل والفكر والبحث عن إنسان جديد وحر في ذهنه وجسده غير خاضع للتقليد وهذا يتطلب انضباطًا أخلاقيًا وفكريًا.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر