واشنطن - رولا عيسى
صنّف تقرير صادر عن "الجمعية البريطانية للأطفال"، أطفال الجزائر أقل سعادة بعد نظرائهم البريطانيين، في دراسة شملت 11 دولة، تهدف إلى معرفة مستوى رضا الأطفال عن حياتهم. وأسقط التقرير بعض الدول التي تعيش على خط النار مثل فلسطين وسورية وليبيا والعراق، التي يبدو حسب معدي الدراسة أنهم أكثر سعادة من الجزائريين.تحفّظ رئيس شبكة "ندى للدفاع عن حقوق الطفل" عبد الرحمن عرعار، عن ما جاء في التقرير الذي اعتبره "غير منطقي وغير واقعي ونتائجه غير مقبولة تماما"، متسائلا عن المؤشرات التي اعتمدت عليه الجهة التي نشرته.
وأكّد عرعار أن هناك تناقضا واضحا بين نتائج الدراسات والتقارير الرسمية التي تصدرها المنظمات العالمية على غرار "اليونيسف"، موضحًا "أن ما جاء في التقرير لا علاقة له بتقارير المنظمات الرسمية عن أوضاع أطفال الجزائر وفيه مبالغة كبيرة".وأضاف "إذا كان أطفال الجزائر غير سعداء، فكيف هو حال أطفال سورية والعراق وليبيا، وحتى بالنسبة إلى أطفال بريطانيا الذين صنّفوا في مقدمة ترتيب الأطفال الأقل سعادة، فيما يعرف أن وضعيتهم هي الأحسن في أوروبا".وذكر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "الفورام"، مصطفى خياطي،
أن تقرير جمعية الأطفال البريطانية لم يأت بجديد، وأنه تحدّث عن واقع يعيشه أطفال الجزائر بالفعل في الميدان، واعتبرهم "مهمشين، وغير متفائلين ولا يعيشون طفولتهم".وذهب خياطي أبعد من تصنيف البريطانيين لأطفال الجزائر بأنهم الأقل سعادة في العالم بعد البريطانيين، عندما وصف حياة الأطفال الجزائريين الذين يمثلون 40 % من مجموع السكان بـ"البائسة".وتابع خياطي أن الواقع يتحدث عن وجود مليون طفل جزائري في عمل الأطفال. مبينًا أن أغلبية أبناء الجزائريين لا يتمتعون بحقوقهم كاملة والقانون لا يعترف بهم، وهذا يعني أنهم غير محترمين ومهمشين وليست لهم أي قيمة، مواصلا: "هل يمكن تصور أنه بعد خمسين سنة من الاستقلال لم نتمكن من وضع قانون خاص بأطفالنا ولازلنا نحتكم فقط إلى الاتفاقية العالمية للطفولة".
وأشار رئيس "الفورام"، إلى أن مصادقة مجلس الوزراء على مشروع القانون المتعلق بحماية الطفل أخيرًا، لا يعني أن أطفال الجزائر بخير "لأن القانون متعلق فقط بالأطفال الذين يعانون من وضعيات خاصة، وهؤلاء يمثلون فقط 10 % من أطفال الجزائر".
وأبرز خياطي أنه من المنطقي أن يشعر الطفل الجزائري بأنه أقل سعادة من غيره، وأردف قائلا: "كيف يكون وضع الطفل عندما يسلب منه حقه في اللعب الذي من المفترض أن يمثل 50% من وقته، ففضاءات اللعب غير موجودة، وحتى إن وجدت فهي غير كافية وحتى الرصيف أخذه الكبار".


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر