غزة – محمد حبيب
قال ضابط كبير في هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "أخطأ في تقييم قدرة حركة حماس على مواصلة القتال" خلال العدوان العسكري الأخير ضد قطاع غزة.الضابط، الذي لم تكشف الإذاعة الإسرائيلية العامة عن هويته، أضاف: "بعض مسلحي حماس تلقوا تدريبات عسكرية جيدة خارج قطاع غزة".وأشار الضابط بشكل خاص إلى قوة من كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" حاولت في التاسع من شهر يوليو/ تموز الماضي تنفيذ عملية ضد قاعدة عسكرية إسرائيلية في "زيكيم"، جنوبي عسقلان، من خلال التسلل عبر البحر.وتقع عسقلان جنوبي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وشمال قطاع غزة.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، آنذاك، إن الخلية تسللت إلى من قطاع غزة إلى شاطئ عسقلان عن طريق البحر، وزعمت أنه تم رصد تحركاتهم قبل أن يجتازوا الحدود بواسطة المنظومة الخاصة تحت مائية التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي.واعترف وزير الحرب الإسرائيلي "موشيه يعالون" أن حركة حماس تمتلك قدرات استخبارية عالية جداً تشابه تلك القدرات التي تتوفر لدى الدول.
وأشار يعالون في مقابلة مع القناة العاشرة الاسرائيلية إلى أن حماس علمت بزيارته لموقع "نحال عوز" القريب من قطاع غزة بطرق استخبارية مسبقة.ولفت يعالون إلى أن إلغاءه لزيارة مقررة لمستوطنة نحال عوز في آخر أيام الحرب بسبب حركة حماس سيجعله يدفع ثمناً سياسياً كبيراً من خلال تضرر صورته أمام المستوطنين وخاصة في مستوطنات غلاف غزة.
وأقر بأن المقاومة كثفت من قصفها لنحال عوز بعد علمها استخبارياً بأن يعالون سيزور المستوطنة، مما أدى لإصابة حارس أمني بشظايا قذيفة هاون ومقتل مسئول أمن المستوطنة.وزعم يعالون أنه ألغى جولته لنحال عوز خوفا على حياة سكان المستوطنة الذين كانوا في انتظاره، كاشفا عن أن حارس الأمن الذي أصيب كان يقف في المكان الذي أقرت أن يكون اللقاء فيه.
وأضاف: "حماس علمت بالزيارة وفقاً لمعلومات استخبارية مسبقة.. ويجب استخلاص العبر من ذلك... وعلى ما يبدو فإن الجهاز الأمني لحماس يمتلك قدرات استخبارية تشبه تلك القدرات التي تتوفر في الدول".هذا ولم تعد قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم مثل السابق، فالحرب الاخيرة على القطاع كشفت عن خفايا “عظيمة” وفق وصف المحللين والمتابعين، حيث وصلت إلى العمق “الإسرائيلي”، على غرار حربي “2008-2009″ و”2012.
ومنذ بضع سنوات اتبعت المقاومة الفلسطينية نهجًا جديدًا في سبيل ردع الاحتلال، منها اختطاف الجنود “الإسرائيليين” بغتة، كما جرى مع عمليات خطف الجندي جلعاد شاليط في حزيران/يونيورباغ2007، وما تبعه من صفقة لتبادل الأسرى في أكتوبر 2011، فضلا عن تحويل أرض الصراع من العمق الغزاوي والضفة الغربية إلى قلب تل أبيب وإرعاب المواطنين “الإسرائيليين” بصواريخ المقاومة محلية الصنع.
الخبير في الصراع العربي-الإسرائيلي، محمد عصمت سيف الدولة، يرى أن ما حدث من تطور في القدرات العسكرية للمقاومة جاء عبر الخبرة في الحروب السابقة، وترجمتها اليوم فوق أرض الميدان.
وأضاف سيف الدولة:” أن سياسة المقاومة في التعامل كانت صحيحة فهم قالوا “إذا تركنا إسرائيل تسجن وتقمع وتستوطن وتغتال ما تريد فمن الذي سيمنعها ويوقف سياساتها”، مؤكدًا أن استراتيجيتهم في التعامل كانت صائبة فبعد كل عدوان كانوا يتلقون ردًا موجعًا مثل حربي 2008 و 2012 والذي جعلهم يكفون أيديهم عن إيذاء الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ولو لشهور قليلة.
وكانت كتائب القسام سيرت عددًا من طائرات بدون طيار إلى العمق “الاسرائيلي” لتنفيذ عدة مهام متوعدة بموافاة جديدة خلال الساعات القليلة القادمة.
كمال أكد مصدر “إسرائيلي”: “إن صاروخ باتريوت اعترض طائرة بدون طيار تسللت فوق سماء أسدود وأطلقتها حماس من قطاع غزة.وبحسب موقع “واللا” العبري فقد تم إسقاط الطائرة دون طيار قادمة من قطاع غزة على شواطئ مدينة أسدود، بصاروخ باتريوت بعد إطلاق صفارات الانذار”، مضيفا: “أن طائرة أخرى تم ضبطها في الأجواء الإسرائيلية كانت تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية أو لتنفيذ عملية”.
وشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة، في الثامن من يوليو/تموز الماضي، استمرت لمدة 51 يومًا، وأسفر عن استشهاد 2150 فلسطينيا وإصابة، أكثر من 11 آلاف آخرين.في المقابل، قتل في تصدي المقاومة للعدوان الإسرائيلي 67 جندياً، و5 مستوطنين من الإسرائيليين، حسب بيانات إسرائيلية رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة العدوان.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر