غياب الإنارة وانعدام الإشارات المرورية ومباغتة قطعان الإبل للسائقين
آخر تحديث GMT 21:39:00
المغرب اليوم -

الطريق الوطنية رقم 1 في الأقاليم الجنوبية المغربية طريق الموت

غياب الإنارة وانعدام الإشارات المرورية ومباغتة قطعان الإبل للسائقين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غياب الإنارة وانعدام الإشارات المرورية ومباغتة قطعان الإبل للسائقين

الأقاليم الجنوبية المغربية طريق الموت
العيون -هشام المدراوي

تعتبر الطريق الوطنية رقم 1 المارة من مختلف الأقاليم المغربية الجنوبية، من أهم الطرق التي تعبرها المئات من الشاحنات والحافلات والسيارات بشكل يومي، تعد شريانًا حيويًا ينهض بالاقتصاد المحلي وينمي مختلف قطاعاته، إلا أنه وبالرغم من الأهمية التي تكتسيها هذه الطريق إلا أن ذلك كله، لم يشفع لها، لدى المسؤولين عن قطاع النقل والتجهيز، من أجل تطويرها وتجاوز كثير من المشاكل المتعلقة بها، والتي كانت سببًا مباشرًا في وقوع العشرات من الحوادث المميتة التي أدت إلى سقوط المئات من الضحايا بين قتيل وجريح، ناهيك عن جملة من الخسائر المادية الجسيمة التي يتم تسجيلها بشكل يومي، حوادث حسب كثير من المتتبعين كان في الإمكان تجاوزها، لو تم إيلاء الاهتمام اللازم لهذه الطريق الحيوية.وتعد قطعان الإبل الموجودة في محيط الطريق الوطنية رقم 1 من أكبر المخاطر الكبيرة التي تهدد سلامة مستعملي هذه الطريق، حيث تتخذ من جنبات هذه الطريق مرعى لها، ومن دون وجود أي حراسة للتحكم في تحركاتها، حيث أن غالبية الرعاة لا يعيرون أي اهتمام  لتلك القطعان ويكتفون باللجوء إلى استعمال مجموعة من العلامات من قبيل الأوشام عن طريق الكي على رقابها لتمييز إبلهم عن الإبل الأخرى المنتشرة على طول أقاليمنا الجنوبية.  وتشير الأرقام والاحصاءات المنجزة في هذا الإطار على أن النسبة الكبرى من الحوادث التي تم تسجيلها خلال العقد الأخير في هذه الطريق يعود بالأساس إلى قطعان الإبل التي ضلت الطريق، لا سيما في الفترة الليلية عند سوء الأحوال الجوية، مثل الانتشار الكثيف للضباب، حيث تنعدم الرؤية، ويصير من المستحيل على عموم السائقين تمييز تحركات تلك القطعان التي غالبا ما تبادر إلى حركات كثيرًا ما يتفاجأ بها مستعملو هذه الطريق، ويحكي "إبراهيم" وهو من مستعملي هذه الطريق بشكل دوري باعتباره سائقًا يعمل لحساب شركة لنقل البضائع، والتي لها أنشطة كثيرة في مختلف أقاليمنا الجنوبية، كيف أنه ذات ليلة تفاجأ بانسلال ناقة من وسط قطيع من الإبل كانت تتمركز في محيط الطريق الرابطة بين بوجدور والعيون، ولم يستطع التحكم في شاحنته، الشيء الذي تسبب في صدمه للناقة التي أُزهقت روحها في الحال نظرًا إلى قوة الارتطام الذي فصل رأسها عن بقية جسمها، فما كان من "إبراهيم" إلا أن تابع سيره نحو وجهته، فهو يقول بأن تلك القطعان من الإبل لا راعي لها، فهي تنتقل بين أماكن مختلفة، ما دام أنه تم التأشير عليها عبر وضع علامات مختلفة لتميز بعضها البعض عن بقية القطعان الأخرى درءًا لكل لبس قد يحدث في هذا الاطار، أما "سعيد" فهو سائق سيارة أجرة يعمل بين بوجدور والعيون، ويقول عن المخاطر التي تشكلها قطعان الإبل على مستعملي هذه الطريق "إننا كسائقين نعيش بشكل يومي التداعيات المترتبة عن الانتشار العشوائي لقطيع الإبل الذي صار يهدد حياتنا وحياة الركاب الذين يكونون معانا، ولمسنا أن السلطات والجهات الأمنية لم تتخذ الاجراءات الضرورية الكفيلة في حمايتنا من الخطر الذي باتت تشكله تلك الابل التي كنا شاهدين على حوادث مميتة تسببت فيها، وما زالتُ أتذكر كيف أن شاحنة لنقل البضائع دهست ناقة جاثية وسط الطريق عند النقطة الكيلومترية 13 ما تسبب في انحرافها عند منعطف خطر، الشيء الذي كاد يؤدي إلى إنقلابها لولا الألطاف الإلهية التي مكنت السائق من النجاة بأعجوبة بعد أن عاد التوازن إلى الشاحنة بقدرة قادر، وبذلك تنفس السائق الصعداء بعد دقائق طويلة من الرعب". ما تحدث عنه كل من "إبراهيم" و"سعيد" أمر يعيش أحداثه بشكل يومي مستعملي الطريق الوطنية رقم 1، ويستغرب هؤلاء كيف أن الجهات المسؤولة لم تتحرك لإتخاد التدابير والاجراءات الضرورية اللازمة للقضاء على هذا المشكل الذي يؤدي إلى حدوث مجموعة من الكوارث التي كان بالامكان تجاوزها، لو أنه تم توحيد الجهود، للوقوف بحزم أمام الزحف العشوائي لتلك القطعان في جنبات الطريق، من خلال التفكير الجاد في تقنين عملية الرعي العشوائي وتحديد مساحة معينة لها، بعيدًا عن المحاور الطريقية الرئيسية، التي تعد شريانًا حيويًا للاقتصاد الجهوي والوطني. والزام الرعاة بوضع أحزمة عاكسة للضوء خلال الفترة الليلية حتى يتسنى لعموم السائقين تميزها وتحديد مسار تحرك تلك القطعان.
ومن المشاكل التي طرحت بشدة من طرف عموم مستعملي الطريق الوطنية رقم واحد، الغياب التام لإشارات السير بعدد من النقاط الكيلومترية على طول هذه الطريق،  وتتفاقمن المشكلة أكثر كلما توغلنا جنوبًا في إتجاه الداخل، حيث المنعرجات والمسارات الضيقة المتعاقبة وزحف الرمال من الجانبين، بفعل عوامل التصحر، إلا أن كل تلك العوامل لم تشفع لمستعملي هذه الطريق من طرف الجهات الوصية على وضع إشارات مرورية بمختلف النقاط الكيلومترية من أجل ضمان سلامة السائقين وكذلك المارة الذين يتخذون من هوامش هذه الطريق مسكنًا لهم، فكان أن تسببت ظاهرة غياب الإشارات المرورية في عدد من الحوادث، ويقول في هذا الصدد "السالمي" وهو سائق حافلة  "نجد مشكلات كثيرة عند استعمال هذه الطريق، التي تكاد تغيب فيها الإشارات المرورية بطريقة مطلقة، حيث لم تشفع المخاطر الكثيرة التي تعكسها مختلف النقاط الكيلومترية على طولها، من استدارك هذه الظاهرة، ولا حظنا أن جميع الحوادث الأخيرة التي تم تسجيلها في السنة الحالية كانت بسبب الغياب التام للإشارات المرورية ، إذ لا يمكن لكثير من السائقين الاجتهاد في تقدير أماكن الخطر نتيجة كثرة المنعرجات وتزايد خطر الاصطدام بالإبل التي ترعى بمحيط هذه الطريق، بالإضافة إلى عدم التمكن من التمييز بين الأماكن التي يمنع فيها التجاوز من غيرها". وإذا كان "السالمي" يحمل مسؤولية غياب الإشارات المرورية إلى الجهات المسؤولة، فإن زميله في المهنة "اسماعيل" يحمّل غياب الإشارات المرورية إلى الابل التي ترعى في محيط هذه الطريق حيث يقول في هذا الإطار  "لقد كانت هناك العديد من الإشارات المرورية بمختلف النقاط الكيلومترية الخاصة في هذه الطريق إلا أن القطعان المكونة في عمومها من الإبل  اقتلعت تلك العلامات من دون سابق إنذار، الأمر الذي كانت له كثير من التداعيات على مستوى تعامل السائقين مع الإشارات المرورية ، إذ  كان ذلك إيذانًا بانطلاق سلسلة من الاجتهادات التي كان يقوم بها عموم السائقين والتي غالبًا لم تكن تؤدي إلى النتائج المرجوة نظرًا لصعوبة الوصول إلى ميزة تقديرية صحيحة يعتمد عليها السائقين أثناء مسارهم اليومي بهذه الطريق، كما أن عملية اقتلاع الإشارات المرورية من طرف قطعان الابل لم يواكبها اجتهاد من طرف السلطات المعنية من أجل إعادة تشييد مجموعة من العلامات الجديدة تماشيًا مع الإلحاح المتواصل لعموم السائقين الذين يرون في استمرار هذا الوضع غير السوي الذي تعيش على ايقاعه هذه الطريق انتهاكًا صريحًا لحقوقهم في الاستفادة من علامة الإشارات المرورية ، التي تعتبر الكفيلة في نظرهم لوضع حد لسلسلة الحوادث المتواصلة التي تعرفها في فترات متعاقبة من الزمن".
مشكلة غياب الإشارات المرورية ليس وحده ما تعانيه هذه الطريق الحيوية، بل إن هناك مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن المشكلة الأولى، حيث إنعدام الإنارة على جنبات الطريق يطرح أيضًا كثيرا من المشكلات التي لا حصر لها، والتي إذا دلت على شيء فإنها تدل على أن هناك تهميشًا كبيرًا لهذه الطريق المهمة من طرف المسؤولين عن قطاع الطرقات إذ لا يعقل أن لا تتوفر على طريق ذات بعد وطني وتمركز مغاربي، أن تحرم من أبسط المقومات التي تتوفر عليها مختلف الطرق الأخرى ألا وهو الحق في الاستفادة من الإنارة على طول الطريق، تفاديًا لكل ما من شأنه أن يطرح عائقًا أمام عموم السائقين، الذين طالما عبروا عن تذمرهم الشديد واستيائهم العميق مما وصفوه بالإهمال غير المفهوم الذي صارت تعيش على وقعه هذه الطريق، التي طالما حصدت أرواح العشرات من الأبرياء الذين ذهبوا ضيحة لنتيجة الاهمال الذي صار يحترق به مستعملو هذه الطريق، والسؤال الذي يبقى مطروحًا في هذا الباب إلى متى ستبقى السلطات ساكتة عن هذا الوضع غير السوي؟.مع العلم أن شهر رمضان لوحده كان قد كشف النقاب على حوادث مميتة أزهقت أرواح الكثير من الأبرياء خصوصًا الطريق الرابطة بين العيون وطرفاية عند منطقة الدورة حيث يشير السائقون بأصابع الاتهام للمصالح الأمنية التي لم تضع حواجز أمنية على طول تلك الطريق وآلات قياس السرعة ما شجع عددًا من المستهترين بأرواح الناس للسير بسرعة تجاوزت الحد المسموح به، بالإضافة إلى غياب محطات للاستراحة ترقى إلى التطلعات، حيث يؤدي نوم السائقين إلى حوادث قاتلة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب الإنارة وانعدام الإشارات المرورية ومباغتة قطعان الإبل للسائقين غياب الإنارة وانعدام الإشارات المرورية ومباغتة قطعان الإبل للسائقين



GMT 09:43 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

كوريا الجنوبية تمنع توتنهام من بيع سون هيونج

GMT 09:34 2025 الخميس ,12 حزيران / يونيو

دورتموند يرفض عرضًا من تشيلسي لضم جيتنز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib