آفة الانتحار تهدد الأمن الإجتماعي في المغرب وتفضح فشل النظام التربوي والتنشئة السلبية
آخر تحديث GMT 02:16:59
المغرب اليوم -
ترامب يستبعد مناقشة "تقسيم الأراضي" مع بوتين في قمة ألاسكا ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي
أخر الأخبار

تأكد وجود الظاهرة في الذكور والعزاب أكثر منها في الإناث والمتزوجين

آفة الانتحار تهدد الأمن الإجتماعي في المغرب وتفضح فشل النظام التربوي والتنشئة السلبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - آفة الانتحار تهدد الأمن الإجتماعي في المغرب وتفضح فشل النظام التربوي والتنشئة السلبية

الانتحار في المغرب
إدريس الخولاني : المغرب اليوم

شهد المغرب في الآونة الأخيرة ارتفاع وتيرة الانتحار بشكل رهيب و مرعب، اذ لا  يمر  يوم  دون أن نسمع خبرًا هنا و هناك عن رجل شنق نفسه و امرأة رمت بنفسها في غفلة من الناس في البحر و ثالث  تناول سمًا و رابعة تناولت سمًا انهت حياتها.و لا تكاد  تخلو يوميًا  وسائل الإعلام المغربية بمختلف انواعها بأخبار محاولات الانتحار و تنفيذ فعل الإنتحار  بين من بحت أصواتهم و تكسرت أضلاعهم في طريق البحث عن فرصة عيش كريم  لم يوفرها  النظام الإجتماعي و السياسي و التعليمي المغربي "، و بين من اجتمعت عليهم نوائب الفقر و المشاكل النفسية الاجتماعيةوالاقتصادية، فاختاروا الانتحار هروبًا من حياة "شقية".

" المغرب اليوم" تدلف الظاهرة و  وترسف عند حالة الأم" بوزيدي عراقي" المكلومة في إنتحار ابنها فأسست جمعية مدنية تدين الصمت، مع رصد  أراء  الباحثين المغاربة في سوسيولوجيا الإنتحار بشأن  التشخيص و البواعت و التداعيات، حيث  يعتبر الباحثون  بعض محاولات الانتحار تكون مجرد وسيلة للاحتجاج لموضوع معين أو رغبة في تأكيد الذات، كما يؤكد ذلك أنس  طفل مغربي يبلغ من العمر 12 عامًا ، الذي قال إنه فكر في الانتحار مرارًا، و قام ببعض المحاولات لجلب انتباه عائلته التي يحكى بكونها "لا تجيد التواصل، وسئمت من مشاجرات والدي كل مساء".

 ويحكي عبد الله قصة ابنه الذي ترك قبل انتحاره كلمة خطها على ورقة وفيها "أنا محكور"، ومعناها "أنا مظلوم"، رحل الابن تاركًا وراءه سرًا لا تزال أسرته تعيش على ذكرى فك رموزه الخفية‪.  "   كفى صمتًا"، هو شعار الحملة التحسيسية التي أنجزتها جمعية "ابتسامة رضى"، أم مغربية "مريم بوزيدي عراقي "مؤسسة الجمعية، عاشت مأساة إقدام ابنها رضا على الانتحار عام 2009، وهو بعد في عمر 13 ‪.

وتقول بوزيدي " مهمتنا في جمعية ابتسامة رضى هو التدخل عبر بعض الوسائل للوقاية من خطر العزلة الذي قد يؤدي بمراهق طفل إلى الانتحار‪".


‪ وفي تقرير أعده معهد الأرض من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة في قياس السعادة، بالاعتماد على مدى شعور الأفراد بالسعادة والرضا في حياتهم، احتل المغرب مرتبة متدنية باحتلاله الرتبة 99 من أصل 156 دولة شملها المسح‪.  يرى علي الشعباني أخصائي علم الاجتماع والنفس أن آفة الإنتحار تهدد مستقبل المجتمع المغربي وبدأت تلفت النظر في السنوات الأخيرة وهي ليست بالعادية، " بـ "وجود تداخل دوافع عدة، حيث نجد العامل الاجتماعي، النفسي، الاقتصادي والأمن العام للمجتمع وكذا الانفتاح الإعلامي الذي أصبحنا نعيش فيه، والأطفال عادة يتأثرون بما يقع حولهم‪. ويقول الشعباني أن الدولة بدورها تتحمل المسؤولية، من خلال النظام التعليمي الذي لم يرسو على أي برنامج منذ الاستقلال، وكذا النظام الاقتصادي يجثو بثقله هو الآخر

و‪".يرى رشيد جرموني أخصائي علم الاجتماع الديني، أن " ظاهرة الانتحارخطيرة ومعقدة، قد تكون وسيلة للاحتجاج على المجتمع، على فشل النظام السياسي الاجتماعي وغيرها".مشيرًا إلى أننا أصبحنا اليوم نعيش "أزمة قلق" نتجت عن تداخل مجموعة من العوامل المباشرة و غير المباشرة وبالأخص عندما تغيب التنشئة الاجتماعية المتماسكة‪.و تحت غطاء درء "الأمر المسكوت"، أصبح الانتحار يجثو على المجتمع المغربي، حالات هنا وحالات هناك. وفي ظل غياب احصائيات ووضع اقتصادي واجتماعي مريح، يظل صوت هؤلاء يصدح في اننتظار قدوم منقد قد يأتي و في الغالب لا يأتي

‪. أما الباحث السوسيولوجي عياد أبلال، فقد جعل في مقدمة أسباب الانتحار عالميًا، التفكك الأسري، والبطالة والفقر، والأمراض النفسية، والإدمان على المخدرات،  ويعتبر أن المقاربة السوسيولوجية للظاهرة تبقى ضرورية، باعتبار أن مختلف الاضطرابات النفسية سببها اجتماعي، ومن بينها عدم تمكن نسق الشخصية من تلبية الحاجات الأساسية التي تضمن للمرء الاستقرار والتوازن، أو وقوع خلل على مستوى النسق الثقافي أو الاجتماعي.أن الانتحار محرم في الإسلام، ومنبوذ في المجتمع، لكن حين يصل الخلل الوظيفي في أداء مختلف الأنساق إلى مستوى حرج، يصل نسق الفعل إلى رفض المجتمع، ومن ثم إلى رفض ثقافته ومعاييره، أو الشعور، في حالة تفكك الأسرة، بغياب الدفء الأسري والمساندة الوجدانية والحاجيات المعنوية والرمزية التي تجعل الفرد يتمسك بوجوده الذاتي، مؤكّدًا أن كل خلل في الأداء النسقي للشخصية يصيب الفرد باضطرابات نفسية وعصبية، قد تجعل مسألة الانتحار لديه جد بسيطة.

وتؤكد الأرقام والدراسات، بحسب" أبلال، على ارتفاع حالات الانتحار ومحاولات الإقدام عليه في صفوف المراهقين من الجنسين، وبشكل أكبر في صفوف الذكور، كما تقل النسب في صفوف المتزوجين في مقابل ارتفاعها عند العزاب. وبالعودة إلى المراهقين، فالأمر يمكن شرحه بكون أن هذه المرحلة جد حساسة ضمن مراحل نمو الفرد الثقافي والاجتماعي والبيولوجي، وهي مرحلة تعرف بطور بناء الشخصية. و أن إصابة الشخصية بخلل ما، يصير لدى صاحبها الانتحار حلًا  في حالة اليأس العميق، خصوصًا وأن طموحات الشباب في تلك المرحلة تكون أكبر من حجم المتطلبات التي يمكن للمجتمع تلبيتها، حيث يحدث ذلك بنسبة أكبر لدى الذكور، في حين إن النسبة تكون أقل في صفوف الإناث نظرًا للتربية التي تتلقاها البنت منذ الصغر، حيث تجعل منها أكثر ارتباطًا بالأسرة والدفء العائلي.

وعن مسؤولية الأسرة في تسارع هذه الظاهرة،  يعتبر أبلال أن الأسرة كانت في السابق تلبي بشكل أو بآخر مختلف متطلبات الأطفال، حيث اكتفت بلعب دور المؤمن للجوء السكني للطفل أو المراهق، ولم تعد قادرة على تحقيق التوازن والأمن العاطفي والوجداني للفرد.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آفة الانتحار تهدد الأمن الإجتماعي في المغرب وتفضح فشل النظام التربوي والتنشئة السلبية آفة الانتحار تهدد الأمن الإجتماعي في المغرب وتفضح فشل النظام التربوي والتنشئة السلبية



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib