الرباط - المغرب اليوم
أدت البطالة و"إقصاء" ذوي الاحتياجات الخاصة من فرص الشغل إلى تفكير الشاب إشن الحسين، المتحدر من جماعة تونفيت بإقليم ميدلت، في تأسيس وكالة لسياحة المعاقين، تُعنى بالدرجة الأولى بمهمة توفير الولوجيات، التي تكاد تكون منعدمة بالمرافق العمومية بالمغرب.
"فكرة تأسيس الوكالة بدأت تراودني منذ سنوات"، يقول إشن، محفزه في ذلك اللغات الأجنبية التي يتقنها، والتي يتواصل بها مع السياح المعاقين الذين يزورون المغرب للاستمتاع بجمالية مناطقه وروعة طبيعته، ويعتمدون على خدماته لسبر أغوار مختلف الفضاءات المغربية. كما أن الفكرة اختمرت أكثر بعد مشاركته في مؤتمر للمعاقين بماليزيا.
هذه الوكالة التي يصبو إشن إلى تأسيسها، ستشغّل، وفق ما صرح به لهسبريس، ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، بغية محاربة البطالة في صفوف هذه الفئة المهمشة.
كما أنها ستكون مشروعا فريدا من نوعه على الصعيد الوطني، نظرا إلى أن البلد يفتقر إلى مثل هذه الوكالات، قصد إعطاء صورة أجمل عن المغرب لباقي البلدان، التي تولي الاعتناء والاهتمام اللازمين للمعاق في مختلف المجالات.
وأضاف إشن، معددا مزايا هذه الوكالة، أنها ستساهم في تطوير السياحة المغربية، وستحفز المعاقين المغاربة على السفر والتجوال في كافة ربوع الوطن، دون متاريس وعراقيل تقتل روح المغامرة وحب السفر والاستكشاف.
وتابع قائلا إن هذا "المشروع سيشجع على توفير الولوجيات لذوي الاحتياجات الخاصة، زد على هذا أنها ستكون في صالح المعاقين المغاربة أولا، ثم الزوار ثانيا، وبالتالي سيكون توفيرها في الصالح العام، دون نسيان أن لهذه الوكالة هدفا إنسانيا بالدرجة الأولى، ونشر الوعي بضرورة الولوجيات من أجل التعامل مع الجميع على قدم المساواة".
وضرب إشن المثال بمعاقين مغاربة يجدون مشاكل في مطاعم ومقاهٍ لا تتوفر على ولوجيات، قائلا: "لقد سبق لي أن فتحت الموضوع مع مجموعة من أصحاب الفنادق حول موضوع الولوجيات، وأخبرتهم بأني أرافق زبائن هم في حاجة إليها للمرور وقضاء أغراضهم أسوة ببقية الناس، فتلقيت وعودا من طرفهم بإنجازها، إلا أن هناك من وفى بوعده، وآخرون أخلفوا وعدهم".
ومن العراقيل التي تحول دون توفير هذه الولوجيات، يضيف إشن، أن المشتغلين في مجال البناء والتعمير، من المهندسين وغيرهم، لا يملكون مقاييس ومعايير دَولية للولوجيات. ومضى مفصلا حديثه: "إعداد قنطرة لا يعني ولوجية، إذ إنها تتطلب معايير محددة؛ منها درجة الانحدار والمواد المستعملة في بناء هذه الولوجيات، لذا من الضروري أخذ مثل هذه التفاصيل بعين الاعتبار".
إن الغاية الأولى من هذه الوكالة التي يصبو إشن إلى تأسيسها هي جعل المغرب وجهة سياحية رقم واحد لذوي الاحتياجات الخاصة، و"بفضلي أدخلت المغرب إلى موسوعة عالمية خاصة بالمعاقين"، يقول إشن.
ورغم كل المشاكل والتحديات التي تواجهه في هذا الإطار، وتفرمل طريقه من حين إلى آخر، يقر إشن بأنه "لا يجب أن نبخس ونقلل من المجهودات التي تُبذل في هذا الشأن، من أجل رد الاعتبار للمعاقين أينما حلوا وارتحلوا، ومع ذلك آمل أن تضاعف وزارة السياحة ومختلف الوزارات ذات الصلة مجهوداتها، حتى يتسنى تيسير مأمورية ذوي الاحتياجات الخاصة الراغبين في قضاء مآربهم بكل ارتياح".
وختم إشن تصريحه قائلا: "أطمح أن يتواصل معي أحد المسؤولين بوزارة السياحة للتعبير عن تقديره للمجهودات التي أبذلها في هذا المجال، ولمباشرة العمل في تأسيس الوكالة التي أتمنى أن تكون فأل خير على ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المغرب وخارجه".
وقد يهمك أيضا :
"القرقوبي" يدفع الأمن إلى مداهمة مؤسسة فندقية
توقيف خمسة متورطين في أعمال الشغب الخطيرة في فاس


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر