الرباط - المغرب اليوم
يتجاوز الـ 16 من عمره بقليل، إلا أنه يملك همة عالية وطموحا كبيرا في أن يحقق أحلامه، لا يثنيه عنها واقع فقدانه للبصر، بل الأمر يشكل دافعا كبيرا له. إنه اليافع مهدي ملكان، الذي يدرس الآداب ويتعلم الموسيقى للمضي قدما في إنجاز اختراعات علمية يؤمن بها.
استطاع ملكان، بمساعدة من والده، اختراع لوحة إلكترونية عن الطاقات المتجددة وتطويرها، قال عنها: "كنت أستعد لعرض لوحتي الإلكترونية المتطورة أثناء فعاليات COP22، إلا أن تأخر الانتهاء من المشروع حال دون ذلك، وهي مائدة تستطيع مد المتلقي بعدد كبير من المعلومات ذات العلاقة بالطاقة الشمسية والطاقة المولدة للرياح، وغيرها".
ويشرح المهدي اختراعه قائلا: "اللوحة المتحكم فيها عبر الحاسوب معدة أيضا لإعطاء معلومات حول كل ما يتواجد عليها؛ إذ بإمكان المكفوفين تحسُّس المُجسمات. كما يكفي الضغط على زر يوجد أمام كل مجسم لتنطلق المعطيات حوله مسترسلة باللغة الانجليزية باعتبارها لغة العلم الأولى عالميا".
ويعمل ملكان حاليا على اختراع جديد عبارة عن لعبة موجهة إلى الفئات العمرية الأصغر، تحتوي بدورها على كم من المعلومات المفيدة. وأبرز أن هذه اللوحات تعمل بطريقة معقدة رياضيا ولا تشكل أي ضرر على مستعمليها.
وختم مهدي تصريحه قائلا: "أسعى إلى تحقيق أحلامي، ومنها أن أتابع دراستي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال كي أصير إعلاميا"، مشيرا إلى أن "الإعاقة لا يجب أن تكون سببا في أن تتوقف طموحات الفرد".
ويرى ملكان أن الأطفال المكفوفين ذووا قدرات عالية بمستويات عالية من الذكاء والأحاسيس والإبداع، "العمى لا يصيب البصر ولكنه يصيب البصيرة"، يقول النائب السابق في برلمان الطفل في المغرب، مؤكدا أنه أجرى أزيد من ثلاثين عملية في فرنسا حتى يتمكن من الرؤية بعين واحدة فقط، مشددا على أنه يرفض حاليا إجراء مزيد من العمليات، وقال: "لا مشكل لدي في أن أعيش مكفوفا، وما أدراني؟، لعلي عندما أفتح عيني سأرى أمورا لا ترضيني"، بتعبيره.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر