أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء أن البرنامج النووي الإيراني تراجع «عقوداً» إلى الوراء، وأن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية ألحقت «دماراً شاملاً» بالمواقع المستهدفة، في حين اعتبرت إسرائيل أنه لا يزال «من المبكر» تقييم الأضرار.وقال ترمب إن إسرائيل وإيران «منهكتان ومتعبتان» من الحرب لكن الصراع بينهما قد يتجدد.وصرح ترمب صحافي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي: «لقد تعاملت مع الطرفين وهما منهكان ومتعبان»، مضيفاً «لقد قاتلا بشدة ووحشية شديدة وعنف بالغ، وكان كلاهما راضياً» عن توقف الحرب.
وأضاف ترمب للصحافيين «هل يمكن أن يتجدد الصراع؟ أعتقد أنه ممكن يوماً ما. ربما يبدأ قريباً».وأضاف ترمب أن إدارته تخطط لإجراء محادثات مع إيران الأسبوع المقبل بعد أن أدت المفاوضات الفاشلة بين طهران وتل أبيب إلى هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية.وتابع أن الولايات المتحدة لم تتراجع عن سياسة أقصى الضغوط على إيران، والتي تتضمن قيودا على مبيعاتها من النفط، لكنه أشار إلى احتمال تخفيف تطبيق العقوبات لمساعدة البلاد على إعادة البناء. وردا على سؤال عما إذا كان سيخفف عقوبات النفط المفروضة على إيران، ترمب: «سيحتاجون إلى المال لإعادة البلاد إلى سابق عهدها. نريد أن نرى ذلك يحدث».
وقال الرئيس الأميركي أمس إن الصين يمكنها مواصلة شراء النفط الإيراني بعد أن اتفقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، لكن البيت الأبيض أوضح لاحقا أن تصريحاته لا تشير إلى تخفيف العقوبات الأمريكية.وفرض ترمب حزما متتالية من العقوبات المتعلقة بإيران على عدد من المصافي الصينية المستقلة ومشغلي الموانئ بسبب مشترياتها من النفط الإيراني.
وغداة بدء سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترمب، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي الأربعاء إن المنشآت النووية تعرضت «لأضرار بالغة».وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ايفي ديفرين إلى أن بلاده وجهت«ضربة موجعة» للبرنامج النووي الإيراني خلال الحرب التي بدأتها في 13 يونيو (حزيران) واستمرت 12 يوما. لكنه أوضح أنه «ما زال من المبكر تقييم نتائج العملية».
ويأتي تفاوت المواقف غداة الكشف عن تقرير استخبارتي سرّي أميركي أثار شكوكاً حول فعالية الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ليل السبت الأحد على ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران هي فوردو ونطنز وأصفهان، في خضم الحرب التي كانت تشنها إسرائيل واستهدفت خصوصاً مواقع نووية وعسكرية.وأكد ترمب الذي أعلن التوصل لوقف إطلاق النار، أن الضربات الأميركية ألحقت «دماراً شاملاً» بالقدرات النووية لإيران، وأعادت برنامجها «عقوداً» إلى الوراء.وقال ترمب على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي «لن يصنعوا قنابل لوقت طويل»، مضيفاً أن وقف إطلاق النار يستمر «بشكل جيد جدا».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشاد مساء الثلاثاء، بتحقيق «انتصار تاريخي»، مؤكداً أن الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية «أحبطت مشروع إيران النووي»، مضيفاً «لن تحصل إيران أبدا على سلاح نووي».من جهتها، أعلنت إيران أنها «انتصرت» في الحرب، مؤكدة استعدادها للعودة الى طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي، مع تمسّكها بـ«حقوقها المشروعة» بالاستخدام السلمي للطاقة الذرية.وخلص تقرير استخباري أولي أميركي سرّي أوردته وسائل إعلام نقلا عن أشخاص مطلعين إلى أن الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان لم تدمّر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصّب، خصوصاً في منشأة فوردو المحفورة في جوف الجبال.
ووفق التقرير فقد أغلقت الضربات مداخل بعض من المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض، وبالتالي أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء ولم تدمّره.وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت نفت بدورها صحّة هذه المعلومات، مؤكدة أنّ التقرير الاستخباري«خاطئ تماما وكان مصنّفاً سرياً للغاية وعلى الرغم من ذلك تمّ تسريبه».وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال دان كين أكثر تحفّظاً إذ قال إنّ «التقييمات الأولية تشير إلى أنّ المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين».وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استحالة تقييم الأضرار في هذه المرحلة، وطلبت السماح لها بدخول المواقع الإيرانية.
ويعتقد خبراء أن إيران قد تكون قد نقلت مواد نووية من المواقع المتضررة، وتؤكد طهران أنها لا تزال تمتلك مخزونا من اليورانيوم المخصب.وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لم تعثر على دليل على «برنامج مُمنهج» لصنع قنبلة ذرية في البلاد.ولطالما اشتبهت الدول الغربية وإسرائيل بأن إيران تسعى الى تصنيع قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران وتتمسك بحقها في تطوير برنامج نووي مدني. وتتمسك إسرائيل بالغموض بشأن امتلاكها السلاح النووي، إلا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تملك 90 رأساً نووياً.الأربعاء، صوّت النواب الإيرانيون لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الأممية.
ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف قوله إن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي رفضت إصدار حتى إدانة محدودة للهجوم على منشآت إيران النووية، باعت مصداقيتها الدولية بأبخس الأثمان».وأضاف أن «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى حين ضمان أمن المنشآت النووية».
قد يهمك أيضــــــــــــــا
إيران تتوعد بالرد على أي هجوم وتؤكد تسريع برنامجها النووي بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل
نصران في حرب واحدة إيران وإسرائيل تعلنان نتائج المواجهة الأولية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر