كلميم - آمال العياشي
نجح والي جهة كلميم السمارة عامل إقليم كلميم، رفقة عامل إقليم اسا الزاك، في إخماد فتيل مواجهة كادت أن تتحول إلى حرب معلنة، وتؤدي إلى ضحايا في الأرواح، بين قبيلتي "أيت زكري" و"أيت أوسى" المعروفون بعدائهم القبلي القديم بشأن الكلأ والماء والأرض.
وأدى هذا النجاح إلى إصلاح ذات البين، وتقريب وجهات النظر، بين القبيلتين، اللتان قبلتا، عقب مفوضات عسيرة، استغرقت ساعات عدة، قبول الوساطة، بغية الصلح بينهما.
وفوض أعيان القبيلتين الأمر إلى والي كلميم، للتحكيم بينهما، بصورة نهائية، وطي هذا الملف، عبر رسم الحدود، وتصفية جميع المشاكل السابقة العالقة بينهما، وذلك من خلال اجتماع موسع، احتضنته قاعة ولاية جهة كلميم السمارة، الخميس.
وتعود أسباب هذه المواجهات، والتي دارت رحاها في منطقة تبعد عن كلميم 74 كيلومترًا، في اتجاه مدينة أسا، إلى حفر بئر يبعد بحوالي 7 كيلومترات عن منطقة البرج، التابعة لجماعة فاصك، أدى إلى مواجهات دموية بين قبيلتين، واحدة من جماعة فاصك وأخرى من أسا الزاك، استعملت فيها الهراوات والحجارة، ونتجت عنها إصابات في صفوف الطرفين، ذلك أن حفر هذا البئر اعتبرته قبيلة "أيت اوسى" قد تم في الوعاء العقاري الخاص بالنفوذ الترابي لها، وهو ما اعتبرته تحديًا، ومحاولة للاستيلاء على أملاكهم، لتعمل على إيقاف العملية، وفضلاً عن هذه الإصابات، التي تمت بطرق مباشرة، قتل شخصان، ينتميان للقبيلتين معًا، كانا في طريقهما للمشاركة في هذه المواجهات، إثر حوادث سير.
هذه الأحداث أدت إلى توافد تعزيزات أمنية كبيرة، تمثلت في الدرك الملكي، والقوات المساعدة من إقليمي كلميم وأسا الزاك، لمنع مواجهات جديدة، لاسيما إثر توافد أعداد كبيرة من مناصري الطرفين إلى موقع النزاع، أو المواجهة عبر سيارات الدفع الرباعي.
وحسب مصادر مقربة، فإن هذا الصراع كان بالإمكان تفاديه، لو لم تتم المغامرة ببناء هذا البئر، في تلك المنطقة، علمًا بأنهم على معرفة تامة بالنزاع التاريخي بينهما.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر