الجزائر - و.م.ع
اعتبر العديد من المراقبين في نيويورك أن التصريحات الإعلاميَّة الأخيرة للرَّئيس الجزائريّ عبدالعزيز بوتفليقة حول قضيَّة الصحراء المغربيَّة تعتبر إشارة واضحة على رفض الجزائر لكل "حلّ متفاوض بشأنه" حول هذا النزاع المفتعَل، وإصرارها على قتل الديناميّة الجديدة التي يعتزم المبعوث الشخصيّ للأمين العامّ للأمم المتحدة للصحراء "كريستوفر روس" إطلاقها في المنطقة "في مهدها".
ورأى هؤلاء المراقبون أن الجزائر تتذرَّع مرة أخرى بحجج واهية من أجل التملُّص من أية رغبة في المضيّ قُدمًا في البحث عن حل سياسيّ عادل ودائم ومقبول من الأطراف في إطار القرارات الوجيهة لمجلس الأمن لهذا النزاع الذي عمر طويلًا، وأن الجزائر باستغلاله لملف حقوق الإنسان، يكون ا قد أعطى إشارة على "رفضه" للمنهجية الجديدة للأمم المتحدة القائمة على "الرحلات الدبلوماسية المكوكية" من أجل إخراج مسار المفاوضات من المأزق.
وعدَّ مراقبون على اطلاع بالملف الصحراويّ أن هذه التصريحات "إشارة واضحة" على أن الجزائر "لا ترغب في الحديث عن مسار المفاوضات" أو "على الأقل التوافقات"، متسائلين "كيف يمكن تفسير الأصوات المتعالية المثيرة للاستغراب" بل "وتوقيتها" غداة زيارة السيد روس للمنطقة.
وتساءل هؤلاء المراقبون "كيف يمكن الإبقاء على سكان محتجزين في مخيمات لعقود طويلة، مع رفض المطالب الدولية بإحصائهم، رغم أن العملية تنفيذ صريح للقانون الدولي، بل والتغاضي عن ممارسات العبودية في حقهم وتحويل المساعدات الدولية المخصصة إليهم ثم الذهاب إلى المنتديات للدفاع عن حقوق السكان ذاتهم؟".
وأوضح المراقبون أن خطوة الجزائر "ليس من طبيعتها المساعدة على تسوية النزاع المفتعل ولا دعم استقرار المنطقة"، مشيرين إلى أن "المسار متجمد، ولاستئناف المفاوضات، يتعين أن تتوفر الأطراف على الإرادة والكفاءة والشرعية"، وأن المغرب، وهو الذي أعرب عن إرادته وحسن نيته من خلال مخطط الحكم الذاتيّ الذي حظي باعتراف دولي، لا يمكن لوحده تجاوز العقبات الموضوعة عنوة مرارا وتكرارا من أجل التوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر