أصابت طائرة مسيّرة أطلقتها جماعة الحوثي مطار «رامون» في النقب، الأحد، ما ألحق أضراراً بقاعة المسافرين، في أول اختراق مباشر معلن للبنية التحتية المدنية داخل إسرائيل منذ بدء الهجمات الحوثية أواخر 2023.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض 3 طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون من اليمن، قبل أن يعود لتأكيد أن إحدى المسيرات سقطت في منطقة مطار رامون، وأن الحادث «قيد الفحص».
وفي حين يُنتظر أن تتبنى الجماعة المتحالفة مع إيران هذه الهجمات، قالت «هيئة البث الإسرائيلية» إن قاعة المسافرين في مطار رامون بالنقب تعرضت لأضرار بعد إصابتها بمسيّرة حوثية، دون الحديث عن خسائر بشرية.
وتقول الجماعة الحوثية إن هجماتها بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل وضد السفن المرتبطة بموانيها يأتي لمساندة الفلسطينيين في غزة، وأن الهجمات لن تتوقف إلا بتوقف الحرب الإسرائيلية ودخول المساعدات.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن سلاح الجو اعترض 3 طائرات مسيرة، مشيراً إلى أن اثنتين منها أُسقطتا قبل دخول المجال الجوي الإسرائيلي.
وفي تغريدة لاحقة على منصة «إكس» قال أفيخاي أدرعي المتحدث العسكري الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية، إن «مسيرة أخرى أُطلقتْ من اليمن سقطت في منطقة مطار رامون، حيث لم يتم تفعيل الإنذارات»، «معترفاً «بأن الحادث قيد الفحص».
من جهتها، أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية أن طائرة مسيرة أطلقت من اليمن أصابت صالة الوصول في مطار رامون قرب مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر، وأنه تم وقف عمليات الإقلاع والهبوط في المطار، ويجري العمل على استئناف العمليات بصورة طبيعية في أسرع وقت ممكن.
وتأتي هذه الهجمات في سياق سعي الحوثيين لتعظيم قوتهم أمام قواعدهم عقب الخسارة الضخمة التي لحقت بهم بعد مقتل رئيس حكومتهم و9 من وزرائه في ضربة إسرائيلية استهدفت صنعاء في 28 أغسطس (آب) الماضي.
تهديد متصاعد
يرى مراقبون أن تل أبيب تتعامل بحذر مع هذه الهجمات، لكنها لا تنفي خطورة تحوُّل الجبهة الحوثية في اليمن إلى مصدر تهديد متكرر في ظل انشغال إسرائيل في غزة ولبنان.
ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 كثّف الحوثيون عملياتهم باتجاه إسرائيل وضد سفن الشحن باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والمجنحة، وتسبّبت الهجمات في مقتل إسرائيلي واحد، وغرق 4 سفن وقرصنة سفينة خامسة، وكذا مقتل 9 بحارة على الأقل.
وردت إسرائيل خلال 15 موجة بغارات مركزة على مواقع للجماعة الحوثية في صنعاء والحديدة، وكان أبرزها في 28 أغسطس حين خسرت الجماعة صفيْها السياسي والإداري جرّاء ضربة استهدفت اجتماعاً في صنعاء.
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي توعد إثر مقتل حكومته، بتصعيد العمليات ضد إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، أو بالحظر البحري.
وقال في خطبة بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة إن «مسارنا العسكري ثابت وتصاعدي في الاستهداف للعدو الإسرائيلي، سواء بالصواريخ والطائرات المسيرة، أو بالحظر البحري»، مؤكداً مواصلة «هذه المعركة المقدسة ضد العدو الإسرائيلي في كل المجالات عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً»، وفق تعبيره.
يشار إلى أن أخطر هجوم صاروخي حوثي باتجاه البنية التحتية في إسرائيل كان في الرابع من مايو (أيار) الماضي حينما انفجر صاروخ باليستي بالقرب من مطار بن غوريون محدثاً حفرة ضخمة، وهو الأمر الذي دفع تل أبيب إلى شن ضربات انتقامية عنيفة شلت مواني الحديدة ومطار صنعاء، ودمرت مصنعي أسمنت ومحطات كهرباء تديرها الجماعة.
وبدأت الضربات الإسرائيلية الانتقامية ضد الجماعة في 20 يوليو (تموز) 2024 إثر مقتل شخص جراء انفجار طائرة مسيرة أصابت شقة في تل أبيب، وهي العملية الحوثية الوحيدة التي تسببت في سقوط خسائر بشرية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر