غزة - المغرب اليوم
غلب الاستياء على وجه الستيني أبو خالد شرير وهو يستمع إلى الراديو يتابع نشرة الأخبار، التي لم تكشف عن جديد حول أزمة الكهرباء التي تفاقمت في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم التاسع عشر، سوى المناشدات والدعوات.
ومنذ اليوم الأول للعملية البرية الإسرائيلية، دمرت قوات الاحتلال خطوط الكهرباء المغذية لمناطق واسعة من القطاع ما أدى الى غرقها بظلام دامس.
وبفعل انقطاع الكهرباء فإن الأزمات تتزاحم في حياة الغزيين، بدءً بانقطاع المياه عن البيوت لأيام، مرورا بالتحذير من تلف المولدات الكهربائية في المستشفيات، وليس انتهاء بتلف مضخات الصرف الصحي التي استهدف الاحتلال عددا منها خلال العدوان، وبات القطاع مهددا بالغرق بالمياه العادمة في أي لحظة.
وتعاني مناطق واسعة في حي الشجاعية والزيتون والشعف والتفاح شرق مدينة غزة، التي تعرضت لقصف عنيف من طائرات الاحتلال، من أزمة مياه وكهرباء.
وبتنهيدةٍ كشفت عن مدى معاناة أبو خالد يقول: "والله سئمنا من هذه المعاناة، وما أن نخرج من أزمة حتى تأتينا أزمات، لابد أن تنتهي هذه المشاكل، وتعود الكهرباء 24 ساعة بعد العدوان، لأننا عانينا كثيرا"، مشيدا بشروط المقاومة ودعاها للثبات على موقفها "فإما حياة تسر الصديق وإما مماتا يغيض العدا" حسبما يقول.
ولم تتوقف الأزمات في غزة على الكهرباء فقط، فقد ظهرت أزمة مياه في العديد من البيوت وذلك لأن ساعات وصول التيار الكهربائي إليها لا تكفي لملء الخزانات وبخاصة العمارات والأبراج السكنية المرتفعة.
ويحاول المواطن أبو حسن الهندي (50 عاما) التغلب على أزمة المياه التي نتجت عن أزمة الكهرباء بالاستعانة بالأخرى المحلاة، أو تعبئة جالونات من الصنبور الذي يبعد عن منزله بضعة أمتار.
ويقول الهندي لـ"صفا": "لم تصل المياه منزلي منذ ثلاثة أيام بسبب انقطاع الكهرباء الذي زاد خلال أيام العدوان(...) الحياة لم تعد تطاق، فنحن نعيش بلا ماء ولا كهرباء".
وأشار إلى أنه يقطن منزلا في معسكر الشاطئ مكونا من طابقين برفقة شقيقه، ما يزيد صعوبة ارتفاع المياه نحو الخزانات الموجودة على سطح المنزل بفعل انقطاع الكهرباء.
ويضيف "نعاني انقطاع الكهرباء والماء في الوقت نفسه"، موضحا أنهم كانوا يتغلبون على المشكلة في السابق باستخدام مواتير الكهرباء، "لكن ذلك لم يعد ممكنا في ظل أزمة الوقود وغلاء أسعاره".
من جهته، قال عرفات عليان أحد سكان أبراج الندى شمال قطاع غزة، إن الكهرباء والمياه لم تصل بيوتهم منذ 4 أيام، مما جعلهم يعيشون في أوضاعا سيئة للغاية.
وأضاف عليان لوكالة "صفا" "تحولت بلدتنا إلى مدينة أشباح لا يوجد فيها ماء ولا كهرباء ولا يسمع فيها إلا أصوات الانفجارات"، مناشدا العالم للتحرك فورا لإنقاذ أهالي القطاع من كارثة محققة.
وبين تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أوتشا" أن انقطاع التيار الكهربائي يقوض توفير خدمات المياه والصرف الصحي التي تعرض عدد كبير منها للتدمير، ما أدى لقطع إمدادات المياه لأكثر من نصف سكان غزة.
وقال نائب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية فتحي الشيخ خليل إن "8 خطوط مغذية لقطاع غزة بالكهرباء من أصل 10 معطلة نتيجة للقصف الإسرائيلي للشبكة، بالإضافة إلى توقف عمل المحطة بالكامل الساعة 11:10 من مساء الأمس بعد سماع أصوات انفجارات بمحيطها".
وأوضح الشيخ خليل لـ"صفا" أن القطاع لا يحصل على الكهرباء سوى نحو 24 ميغا واط من الخطين الواصلين من (إسرائيل) حتى اللحظة، مبينا أن أكثر من 80% من قطاع غزة يعيش في ظلام في هذه الساعات.
وتزود محطة الطاقة الرئيسية القطاعَ بنحو 65 ميجاواط، أي ثلث حاجة غزة الكلية من الكهرباء فقط، في حين أن القطاع المحاصر منذ سبع سنوات، يحصل على 120 ميجاواط من الكهرباء من (إسرائيل)، و28 ميجاواط من مصر بشكل يومي، وفقا لسلطة الطاقة في غزة.
وتصل حاجة سكان القطاع، البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، من 480 إلى 500 ميغاواط، بحسب إحصائية لسلطة الطاقة في غزة.
صفا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر