الرباط ـ المغرب اليوم
قتل ثمانية عناصر من حزب الله في الاشتباكات التي وقعت الاحد بين الحزب ومسلحين قدموا من الاراضي السورية في منطقة على الحدود، بحسب حصيلة جديدة ادلى بها مصدر في الحزب اللبناني الاثنين.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس "استشهد ثمانية عناصر على الاقل في الهجوم على موقع لحزب الله (...) وفي الاشتباكات التي تلته".
وتبين ان الهجوم وقع فجر الاحد، وجرت المعارك بعد الظهر خلال عملية استرجاع الموقع التي قام بها حزب الله.
وتبنت جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) على حسابها على موقع تويتر الهجوم على نقطة لحزب الله قالت انها في "جرود بريتال اللبنانية"، مشيرة الى مقتل احد عشر عنصرا من الحزب. ونشرت الجبهة صورا لجثث شبان بلباس عسكري في منطقة جبلية جرداء قالت انها لهؤلاء القتلى.
وكانت حصيلة سابقة للحزب اشارت الى مقتل خمسة مقاتلين من الحزب وعشرات المسلحين.
وفي حين اوضح مصدر رسمي في حزب الله ان المعارك وقعت داخل الاراضي السورية، وان النقطة التي تعرضت للهجوم موجودة كذلك في القلمون التي تتداخل الجرود فيها مع جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية، قال سكان من بلدة النبي سباط اللبنانية المجاورة لبريتال فروا من المعارك والوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ووسائل اعلام لبنانية بينها قناة "المنار" الناطقة باسم حزب الله، ان الهجوم استهدف موقعا للحزب في نقطة لبنانية حدودية.
ويملك لبنان حدودا واسعة مع سوريا غير محددة رسميا بمعظمها، لا سيما في المناطق النائية حيث تنتشر المعابر غير القانونية في ارض وعرة، وحيث تتداخل الاراضي بين البلدين.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان المسلحين شنوا الهجوم "انطلاقا من عسال الورد في سوريا"، وهي بلدة في القلمون مواجهة لجرود النبي سباط وبريتال اللبنانية.
وبثت "جبهة النصرة" على احد حساباتها على "تويتر" شريط فيديو تضمن صورا قالت انها من الهجوم على موقع حزب الله.
وتبدو في الشريط شاحنات عسكرية محملة باشخاص تم تمويههم حتى لا يتم التعرف عليهم، ثم صور لرجال باللباس العسكري مدججين بالذخيرة يسيرون في طريق ترابي اسفل تلة، وتمت التقاط صورهم من الخلف.
ثم شوهد المسلحون يسيرون صعودا بين صخور وتلال، في ما اسماه تعليق في اسفل الشريط "تسلل الاخوة المجاهدين مستعينين بالله الى نقطة الحزب الايراني"، الى حين وصولهم الى خيمة تحيط بها براميل ومتاريس، وبدا بداخلها سرير وفناجين قهوة بلاستيكية وكتاب "زاد المريدين" الديني.
ثم يشاهد مدفع يطلق النار ومدفع آخر قرب علم لجبهة النصرة، ثم خيم تحترق ودخان اسود.
وظهرت في الشريط جثث عدة لشبان بلباس عسكري، معظمها مدماة، داخل احدى الخيم وخارجها، وعلى صخرة مرتفعة، وعلى الارض.
وفي نهاية الشريط، يظهر المسلحون وهم ينقلون اسلحة الى شاحنة صغيرة، ويقول التعليق "المجاهدون يجمعون ما رزقهم الله من غنائم".
وذكرت النصرة ان بين "الغنائم" قاعدة صواريخ اميركية الصنع من نوع "تاو" وعشرات الصواريخ وعدد من الرشاشات وكمية كبيرة من الذخائر.
وقالت النصرة ان الهجوم رد على احراق خيم اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية.
وجرت في آب/اغسطس معارك عنيفة في بلدة عرسال الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من جرود بريتال، بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قدمت من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين موجودة في عرسال. وتخللت المعارك وتلتها مداهمات قام بها الجيش لمخيمات اللاجئين.
وتسببت المعارك بمقتل عشرين عسكريا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وخطف مسلحون انسحبوا الى سوريا عناصر من قوى الامن والجيش، ثم اقدموا على قتل ثلاثة منهم وافرجوا عن آخرين. ولا تزال "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" يحتجزان اكثر من 25 عنصرا.
ويطالب الخاطفون بالافراج عن رفاق لهم في مجموعات اسلامية متطرفة موقوفين لدى السلطات اللبنانية مقابل الافراج عن الجنود وعناصر الامن، الا ان الحكومة اللبنانية التي وافقت على وساطة قطرية مع الخاطفين، ترفض المقايضة. كما يطالب الخاطفون بانسحاب حزب الله من سوريا.
ومنذ معركة عرسال، تصاعدت نسبة التوتر على الحدود.
وينتشر حزب الله الى جانب القوات النظامية السورية في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان بعد طرد مقاتلي المعارضة وبينهم جبهة النصرة من غالبية قراها وبلداتها منذ نيسان/ابريل. الا ان مئات المسلحين يختبئون في مرتفعات القلمون وينطلقون منها لشن هجمات على مواقع الحزب اللبناني والجيش السوري.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر