طبيب عائد من غزة يروي شهادته على الأساليب الهمجية لقتل المدنيين
آخر تحديث GMT 03:06:20
المغرب اليوم -

طبيب عائد من غزة يروي شهادته على الأساليب الهمجية لقتل المدنيين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طبيب عائد من غزة يروي شهادته على الأساليب الهمجية لقتل المدنيين

مستشفى "المقاصد" في القدس المحتلة
رام الله ـ دانا عوض

روى رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى "المقاصد" في القدس المحتلة الطبيب الفلسطيني هيثم الحسن، رحلته التطوعية لقطاع غزة لإنقاذ جرحى العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا "كلما اعتدنا كأطباء على وحشية الاحتلال، خلال الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والحروب على قطاع غزة المحاصر، جاء الاحتلال بالمزيد من الأساليب الهمجية لقتل المدنيين الفلسطينيين من نساء وأطفال وشيوخ".   
وأوضح الحسن وهو اختصاصي جراحة الأوعية الدموية والعائد من غزة ضمن الوفد الطبي التطوعي من الضفة الغربية إلى مستشفيات القطاع، أنّ "هذا العدوان بلا شك هو الأصعب والأعنف والأسوأ، فجميع المشاهدات توضح أن القضية أصبحت استهدافًا للمدنيين بالدرجة الأولى، وليس الهدف مواجهة تنظيم أو فصيل أو حزب، بل هو استهداف للمدنيين والشعب الفلسطيني، في أماكن سكناهم وليس في ميادين المعارك، والدليل أن ٣٢٪ من الجرحى هم من الأطفال، و٢٦٪ من الشهداء من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ١٢ عاماً".
وتابع، "عايشنا في الحروب والاعتداءات السابقة حالات مختلفة نتيجة إصابات بقذائف صاروخية أو مدفعية، ولكن أن نستقبل مئات الحالات طيلة ثمانية أيام يعتبر تحدياً جديداً بالنسبة لنا، فالعدوان الحالي يختلف عن عدوان 2008 و2012 حيث تركز القصف حينها على المباني والوزارات والهيئات الحكومية".
واستذكر الحسن في تصريحات صحافية عقب عودته للضفة من قطاع غزة، أنّ أصعب الحالات الإنسانية التي استقبلها في اليوم الأول لوصوله إلى غزة، جريح لم تستطع الطواقم الطبية إسعافه، وقد تعرض لنزيف حاد، بعد أن تسبب القصف الإسرائيلي بقطع في فروة رأسه، وكسور في اليدين والرجلين، إضافة إلى كسور في الفك وتهتك في الأنسجة، كما كان يعاني من نزيف داخل فجوة الصدر والرئتين، وإصابات داخل الأمعاء، وأثناء العملية الجراحية دخل الجريح في حالة نزيف عام، ونتيجة للإصابة الشديدة في الدماغ استشهد، وذلك بالرغم من وجود 3 أطقم طبية في الوقت نفسه تشارك في العملية، إلى جانب العشرات من أكياس الدم لمحاولة إنقاذه.
وروى الحسن، إحدى القصص الإنسانية المؤلمة في ذاكرته، عن والد أسرة في غزة حيث ذهب برفقة ولديه لشراء الخضار من السوق، تاركًا زوجته وبناته السبع في الشقة، فقصف المنزل واستشهدت الزوجة والبنات السبع، وبعد أن ذهب لاستئجار منزل، عادت الطائرات الإسرائيلية واستهدفت المنزل الجديد ليستشهد هو والولديْن، لتباد الأسرة بكاملها.
وأكد الحسن، أنّ هناك أسلحة محرمة دولياً يستخدمها الاحتلال ضد المدنيين، مشيرًا إلى شظايا القذائف التي تدخل إلى جسد الضحية لتصيب أعضاءه بالشلل، حيث خلفت تلك الأسلحة قرابة 3000 معاق، أي ما يزيد عن 40% من نسبة الجرحى، نتيجة الانفجاريات العنيفة وموجة التصادم التي تسببها القذائف الصاروخية فتقذف الضحية بعيداً إلى مسافة عشرات الأمتار، ناهيك عن التعرض للإصابة المباشرة أو سقوط أحد الجدران عليه.
وضرب الحسن مثلاً كحالة الطفل قصي النملة ذي الأربعة أشهر، والمتواجد حاليًا في مستشفى "المقاصد"، حيث قذفته موجة التصادم إلى رأس شجرة على بعد 20 مترًا من البيت الذي قصف في مدينة رفح.
وبشأن سلاح "الدايم" متفجرات المعدن الخاملة الكثيفة، الذي نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريراً عن استخدامه من الاحتلال، بين الطبيب أن ذلك السلاح له قوة انفجارية محدودة ولكنها شديدة جداً، تؤدي إلى قتل ضحاياها عبر بتر أطرافهم بما يشبه عمل المنشار الآلي، وتتسبب بإصدار موجات حرارية تحرق الجلد والملابس، فالشخص الذي يتمكن من النجاة سيعيش بجسد مهترئ نتيجة تعرضه للبودرة الملتهبة التي تصدر عن هذا السلاح، وسيعيش معرضاً للإصابة بمرض السرطان بسبب احتوائها على مادة "التنغستن" المسرطنة.
ولفت الحسن إلى، أن 60 حالة بتر للأطراف حدثت في مستشفى "الشفاء" خلال يوم واحد فقط، جراء التعرض لسلاح "الدايم" القاتل، منوهاً إلى أن عدد المعاقين غير نهائي، فقد يصل إلى أكثر من 4000 ، وذلك بالإشارة إلى العدد الكبير من حالات الإصابة في الدماغ الموجودة في المستشفيات، هؤلاء لا تستطيع الإحصائيات أن تستثنيهم قبل استكمال علاجهم والتأكد من استعادة أهليتهم، وإعادة تأهيل من هم بحاجة لذلك في المراكز المختصة.
ووصف الحسن الأوضاع في قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء بـ"الكارثية"، حيث يضطر طاقمان طبيان مختلفان لإجراء عمليتين جراحيتين لمصابيْن في الغرفة نفسها، وأحيانًا لإجراء العمليات في ممرات قسم العمليات الجراحية خارج الغرف، مشيرًا إلى أن أغلب الحالات قد تم التعامل معها جراحيًا كمرحلة أولى، ولكنهم لا يزالون بحاجة إلى عملية أخرى أو أكثر، لذلك تم إفراغ 400 جريح إلى خارج القطاع، وهو عدد قليل وغير كاف، وقد توزع الجرحى على مستشفيات القدس والضفة والأردن ومصر وتركيا، من أجل استكمال ما يلزم من عمليات أو استكمال علاج ما بعد العمليات.
وبحسب الحسن، فإن الطواقم الطبية الوافدة تعمل جنباً إلى جنب مع الطواقم المحلية لمتابعة حالة الجرحى والمرضى، حيث يتناوب الأطباء على المرور اليومي العام في المستشفى، ويقومون باختيار الحالات التي يستحسن تحويلها إلى مستشفيات الضفة، أو خارج فلسطين.
وذكر أن الأطباء المتطوعين يتوزعون على 5 مستشفيات، مؤكدًا أن الطواقم الطبية الموفدة لن تتوقف،على الرغم من تأخر إصدار التصاريح من سلطات الاحتلال لما يزيد عن ثلاثة أسابيع، إلا أنه وبعد عودة الوفد الذي شارك فيه الحسن، تم إرسال وفد طبي آخر من الضفة، وسيتم إرسال وفد من مستشفى المقاصد غالبيته من الممرضين، مشيراً إلى الحاجة الماسة لطواقم تمريضية، لاسيما أن الطاقم التمريضي في مستشفيات غزة قد أصيب بالإرهاق.
وتحدث، عن تقصير المجتمع الدولي في مساعدة قطاع غزة، موضحًا أن، عندما أعلنت السلطة الفلسطينية قطاع غزة منطقة منكوبة، كان على جميع الهيئات والمؤسسات المحلية والعالمية أن تهب للمساعدة، الأمر الذي تأخر حدوثه ، ولقد آن الأوان لتحرك سريع من أجل تشكيل لجان تبحث في كيفية متابعة حالات الإعاقة، ومعالجة الأطفال وحتى الكبار من الصدمة النفسية والعصبية التي تعرضوا لها بعد تعرض أهاليهم وأحبائهم للقتل، فهذه القصص ستظهر بوضوح بعد أن تضع الحرب أوزارها، كما يجب إرسال طواقم رعاية أولية لمنع الأوبئة، وإعطاء التطعيمات، بعد تكدس ما يزيد عن 480 ألف لاجئ في مراكز الإيواء، أكثر من نصفهم يعيشون في المدارس.
ويهيب الحسن بالمجتمع الفلسطيني ككل، بداية بالحكومة، من أجل إيجاد حلول لسكن هؤلاء المشردين، متسائلاً "كيف ومتى ستتوفر مساكن لـ 15 ألف أسرة، بعد أن أصبحت منازلهم غير صالحة للسكن، أو أنها أزيلت بشكل تام وأصبحت ترابًا؟.
وتابع، لقد أصبح العام الدراسي على الأبواب، في حين أن معظم المدارس أصبحت مراكز للإيواء، والقضية بحاجة إلى حل سريع، ولا يوجد حل سريع للأسف، وستستمر معاناة اللاجئين لفترة طويلة، ومؤكدًا أن أربعة آلاف "مشرد" عاينهم بنفسه في ساحات مستشفى الشفاء، كانوا يفترشون الأرض ويتسترون تحت الأغطية واللحف كخيم يجلسون تحتها.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيب عائد من غزة يروي شهادته على الأساليب الهمجية لقتل المدنيين طبيب عائد من غزة يروي شهادته على الأساليب الهمجية لقتل المدنيين



GMT 17:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يغادر إلى البرازيل للمشاركة في قمة المناخ كوب 30

GMT 13:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تعلن السلام خيارها الاستراتيجي مع الحفاظ على قوة الردع

GMT 13:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نبيه بري يؤكد التزام حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً
المغرب اليوم - اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib