الرئيسية » شمس و بحر

لندن ـ ماريا طبراني

تبدو غرفتي في أنسي شاستانيت Anse Chastanet، في ظلة "الجزء الأعلى المتغصن من الغابة" ومفتوحة من جميع الجهات، تبدو كالعيش في منزل من الأشجار. يقع المنتجع في حد ذاته في موقع ممتاز على الساحل الغربي لسانت لوسيا، ويتناثر على سفح الجبل، والغرف والبيوت مخفية بعيدًا في الغابة المطيرة مع بعض الخطوات أو الطرق المنحدرة التي تؤدي إلى خليج رملي. وتُجَمِّل العصافير المغردة ذات الصدر الأحمر أنفسها على سعف النخيل وطائر الوقواق المنجروف ذو الذيل المقلم، كلها تطير على مستوى العين. ويهرول أبو أبريص مسرعًا على طول العوارض الخشبية للسطح، كما يمكنني الوصول لقرون الفول أو البازلا المتدلية من الأشجار الاستوائية. ويمكنني أن أنعم النظر من خلال أوراق الشجر الكثيفة، وألقي نظرة خاطفة للبحر الفيروزي المتلألئ الذي يقع في موقع مُتدنٍّ قليلاً. ويوجد في السكن مكان فسيح للجلوس، وسرير ذو أعمدة أربعة تلتف حولها الشباك المصنوعة من النسيج القطني، بالإضافة إلى المصابيح الصفراء لصد دخول أي ناموس. ولكن لا يوجد تليفزيون أو هاتف، كما أن المرحاض مبنيّ حول جذع شجرة صنوبر ضخمة تخترق السقف. وتبدو المعيشة بالقرب من الطبيعة لها عيوبها أيضًا، حيث أصوات الضفادع المزعجة التي تسبب الضوضاء طوال الليل، وزقزقة وأصوات الطيور قبل الفجر. يمكن الوصول إلى البُعد والعزلة فقط عن طريق رحلة مثيرة لمسافة ميلين اثنين، حيث إن الرياح تهب نحو منحدر صخري من سوفرير. وتقع العاصمة السابقة أسفل قمم الجبلين "بيتون Pitons" التوأم، والقمم الجبلية المغطاة بالأدغال الكثيفة من الصخور البركانية التي ترفع انحراف المحيط. شعرت بالإرهاق، كما تأخرت الطائرة في الصباح الأول، لذلك توجهت إلى السبا على شاطئ البحر للحصول على التدليك. ويا لدهشتي، فإن المعالجة كاثرين تقودني إلى الخارج فوق التلال إلى مقصورة علاج خاصة مفتوحة تطل على المحيط. وتظل نسمات البحر أفضل من أي ظروف مناخية، وخلال دقائق شعرت بأني أكثر استرخاءً، وانجرفت للنوم على صوت الأمواج. وتوجد على الشاطئ واحدة من أجمل سلاسل صخور سانت لوسيا، وحينما تبتعد بضعة أقدام من الشاطئ ستحاط بأفواج الأسماك الاستوائية ذات الألوان الرائعة، وفي جولة تستغرق عشر دقائق حول الأرض الرأسية "بروز أرضي يمتد في البحر" ستقاد إلى خليج صغير. تم دعم أنسي مامين بمزرعة قصب السكر التي تعود للقرن الثامن عشر، وشاركت مرشدًا يُدعى مينو في نزهة طبيعية خلال بقايا المباني الحجرية الأثرية القديمة، وأفران الحديد التي استُخدمت في غليان دبس السكر تستخدم حاليًا كأداة للشواء على الشاطئ. وتنبت بساتين الفاكهة البرية من جذوع الأشجار والكروم وأشجار السرخس، وقام مينو بقطف بعض الأوراق والفاكهة لتذوقها. وقام بفتح قرن أصفر كبير من شجرة الكوكا، وأعطاني بذورًا بيضاء صغيرة ذات نكهة منعشة، وإذا قممت بقسمها إلى جزأين فستجد حبة بقول أرجوانية اللون التي يتم تحميرها واستخدامها في الشيكولاته. وكان هناك أيضًا "سولفر سبرينغز أو ينابيع الكبريت" في الجزيرة التي تقع على مسافة قصيرة من الفندق، وكانت سوزيتن دليلنا، قادتني عبر ممر فوق المناظر الطبيعية من الرماد، رمادي، حيث كانت برك المياه تقذف البخار بقوة عاليًا إلى الهواء. وقالت سوزيتن "لقد قمت بطهي البيض فيهم حينما كنت صغيرة  في غضون دقيقة أو اثنتين، ولكن تحولت إلى قذائف سوداء". كما يوجد حمامات الطين القريبة، والتي يزعم أنها تعالج مجموعة من الأمراض بما في ذلك مشاكل التهاب المفاصل والجلد، لذلك قمت بتغطية نفسي بالطين اللزج، وتركته يتحمص بشدة في الشمس قبل أن أقوم بغسله. لست متأكدًا من الفوائد العلاجية له، ولكن انتهى بي الأمر لأشبه شكل الحمار الوحشي، وتمكنت فقط من فرك الخطوط السوداء لساعات في ما بعد تحت الدش. وتوقفت في طريق العودة لتناول طعام الغداء في أورلاندو، وهو مطعم جديد في سوفرير يديره شيف مشهور محلي يدعي أورلاندو ساتشيل، الذي يضيف خياله الخاص للطعام الكاريبي. ويقدم حساء جازباتشو بالفاكهة المثلجة، ويتبعها سلطة التونة المحروقة في صلصة الزنجبيل - الأسماك الطازجة جدًا. وتمنحني أمسية قَلْيِ الأسماك في قرية "أنسي لا راي Anse-la-Raye" فرصة أخرى لتذوق الأطباق المحلية. ويعج رصيف الميناء الذي تحول إلى مقهى كبير مفتوح بالباعة الجائلين الذي يطهون السمك على البخار، وسرطان البحر وسمك القد الذي يقدم مع الخبز، وهو خبز مقلي تقليدي. وبعد هبوب العاصفة قمنا بتغطية رؤوسنا بالمناشف حتى نتمكن من رؤية الشوارع الضيقة، والمنازل ذات الألواح الملونة مقابل الأكواخ الآيلة للسقوط، والمجاري المفتوحة التي تتدفق منها المياه. ويتردد صدى الموسيقى المضخمة الشاذة في المدينة، حيث كل جمعة تقام حفلة حتى الساعات الأولى من الصباح التالي، وكنا نقترب لنرقص مع الراقصين، وفي اليوم الأخير توجهت إلى العاصمة كاستريس، على بعد ساعة بالسيارة إلى الشمال، للإبحار، بعد ظهر الثلاثاء، مع "جوس سايل Jus' Sail. وقدم جيمس وبيبسي التحية لي على متن السفينة الشراعية الموجودة على مرسى القوارب المزدحم في خليج رودني. وبمجرد أن غادرنا الميناء قطعنا المحرك ورفعنا الأشرعة مع سمكة طائرة واحدة، واستمتعنا بالاسترخاء حقًا في وقت الظهيرة الممتع. كنت مبتدئًا ولكن كان جيمس يشجعني لسحب الدفة، بينما بيبسي يقدم الفواكه المحلية الغريبة ورقائق الموز مع المُقبِّلات. ليس هناك الكثير من المتاعب، وقام جيمس وبيبسي بوضع المياه المنعشة فوقي على سطح المركب بعد قيامي بالسباحة. بعد ذلك عدت إلى "أنسي شاستانيت Anse Chastanet"، وقمت بتحزيم أمتعتي على مضض. أنا أخطط بالفعل لزيارة العودة ولكن المرة المقبلة لن أنسى سدادات الأذن.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

شاطئ السعديات في أبوظبي يتمتع برمال ذهبية وأجواء مثالية…
أجمل الشواطئ التي ينصح بزيارتها في سريلانكا
أجمل حدائق الألعاب المائية في دبي للعائلات يجب تجربتها
نصائح مهمة يجب أن تعرفها قبل الانطلاق في رحلة…
جزيرة النورس" وجهة هواة الاستجمام والسياحة على شواطئ ينبع…

اخر الاخبار

المحكمة العليا بإسرائيل تصدر قرارا بهدم منزل خطيب المسجد…
الأردن يدين تصويت الكنيست الإسرائيلي لفرض السيادة على الضفة
مصدر مصري اتفاق الهدنة في غزة يقترب من مراحله…
إيران تعلن أن وفد تقني من الوكالة الدولية للطاقة…

فن وموسيقى

أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…

أخبار النجوم

أنوشكا تهاجم مشاركة البلوغرز في الأعمال الفنية
أنغام تتألق في ظهورها الأول بعد شائعة إصابتها بالسرطان
حسين فهمي يشارك في الدورة الثانية من جوائز الباندا…
هنا الزاهد تُشارك متابعيها احتفالها بخطوبة شقيقتها نور

رياضة

ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"
أندية سعودية تبدي اهتمامها بضم يوسف النصيري

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…
مناطق منسية تقلل فاعلية الواقي الشمسي رغم اهميته الكبيره…

الأخبار الأكثر قراءة