الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
القنادس تساعد في الوقاية من الفيضانات

لندن - كاتيا حداد

يبدي العالم في الطبيعة البروفيسور ريتشارد برازيير إعجابه بعمل القنادس في غابات ديفون، في مكان يحتوي على الكثير من الأعمال في مخطط يأمل مؤيدوه في أن يقدم نموذجًا أكثر توازنًا للوقاية من الفيضانات.

وتنفق الحكومة على إدارة الفيضانات حولي 3 مليارات جنيه إسترليني، في الوقت الذي أصبحت فيه الفيضانات مثل تلك التي حدثت في كمبريا العام الماضي أكثر شيوعًا، لذلك تحاول الحكومة الاستفادة من الأمر في مشروع يسمى "إدارة الفيضانات" من خلال تسخير كل المواد في سبيل منع وصول الماء للمصب بدل بناء دفاعات تتعامل معها في تلك المنطقة.

ويمكن أن تكون القنادس التي تسكن على مساحة ثلاثة هكتارات من الغابات بالقرب من أوكهامبتون في ديفون جزءًا من الحل، ففي الأعوام الخمسة الأخيرة منذ لحظة وصولهم إليها استطاعوا أن يقتلعوا الأشجار ويحفروا السدود القنوات ليصنعوا بأنفسهم مكانًا للإقامة.

ويشير البروفيسور ريتشارد إلى أنه قبل العمل مع القنادس لم نكن نقترب من الحيوانات أبدًا، فهي من تعطل العمل أكثر مما تفيده، ولكن القنادس كائنات تهندس البيئة لصالحها، ومن هنا تكمن فائدتها.

ويستهدف مشروع ديفون 3 محاور رئيسية؛ هي: تخزين المياه وإضعاف الفيضان، ونوعية المياه، ويعتقد القائمون عليه أن القنادس تستطيع أن تساعد في الثلاثة محاور، فالسدود الـ 13 التي بنتها هذه الحيوانات على طول 150 مترًا ساعدت في توسيع سعة تخزين المياه، وقللت من مستوى تدفق المياه، وحسنت من نوعية المياه التي تخرج من السد.

ويتابع: "في البداية بنوا سدودًا تستوعب بضع مئات من اللترات، ولكنها اليوم تتسع لحوالي 65 ألف لتر"، وتظهر الرسوم التوضيحية أن السدود تستطيع احتواء هطول المطر المفاجئ ثم الإفراج عنه ببطء من السدود إلى النهر، وبهذه الطريقة تمنع الفيضانات التي تحدث في النهر، وتوفر موردًا قويًا في أوقات الجفاف.
وأضاف: "يعتمد حوالي 20 هكتارًا من المراعي على السدود لجلب السماد والطين والأسمدة العضوية، وتستطيع القنادس أن تبني السدود بحيث تنقي المياه من الشوائب وهذا ما يحسن نوعية المياه".

ويؤكد مدير المشروع مارك اليوت: "المشروع انتقالي بالفعل، وما يحدث هنا هو أمر استثنائي يسمح للحيوانات ببناء نظام بيئي يفيد بساتين الفاكهة المجاورة والكثير من أنواع الحيوانات التي تعيش على مصبات الأنهار، قبل خمسة أعوام عندما بدأنا بالتفكير في المشروع، لم نكن نعرف أننا سنصل إلى هذه النتيجة".

ويسترسل: "حصلنا على ترخيص لمدة خمس سنوات، واستطعنا نقل القنادس من مناطق أخرى من بريطانيا، وكنا مهتمين لمعرفة ماذا تستطيع هذه الحيوانات أن تفعل، وكان من الصعب في السابق على المزارعين ادارة المياه وتخزينها وحماية المزارع من الفيضانات، واليوم استطعنا أن فهم كيف يمكن للقنادس وملاك الأراضي أن يتعايشوا من خلال دراسة  تأثير القنادس على الزراعة والحياة البرية والبيئة والسياحة"، ويؤكد: "أكثر ما يثير قلق الناس ليس القنادس، ولكن السياح الذين يجوبون نهر أوتر لرؤية عمل هذه الحيوانات".

ويرى مستشار البيئة في اتحاد المزارعين الوطني بول كونغنتون أن تأثير القنادس على البيئة يمكن أن يجعل من إدارة الفيضانات أمرًا هامشيًا، ويشير: "إذا كانت القضية حول إدارة الفيضانات، فإن جلب القنادس لا يجب أن يكون أولوية بالنسبة لنا، الأمر يبدو عاطفيًا أكثر فالقنادس جميلة المظهر، ولكن بمجرد أن تكتفي بذاتها تصبح عدائية قليلًا".

وأضاف: "القنادس موجودة في كل مكان تقريبًا في بافاريا وأميركا الشمالية، وظهرت في تلك المناطق قضايا أكبر مثل غمر المياه للمحاصيل الزراعية، وتأثير حياة القنادس على البنية التحتية، وفي هذا المشروع تظهر قضية أكبر بعد 10 أو 20 عامًا عندما تصبح القنادس كثيرة العدد وتحتل مناطق يديرها البشر، فكيف سيتمكن الناس من السيطرة عليها؟".

وتعود الكثير من المخاوف بشأن القنادس أيضا إلى حقيقة أنها كانت غائبة لمدة 400 سنة وخصوصًا الأنواع الأصيلة منها والتي كانت تتعرض للاصطياد لأخذ فرائها لصناعة القبعات، وتنبع أيضًا من الفكرة التي تحتل عقل الناس بأنها ستأكل كل السمك الموجود في النهر، وهي فكرة خاطئة تمامًا، حيث أثبتت الدراسات أن القنادس في الواقع حيوانات تتغذى على الأعشاب.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بداية موسم الحصاد في المغرب مع توقعات بمحصول جيد…
المغرب يسجل ارتفاعاً بأكثر من 5% في الطاقة المتجددة…
أحمد البواري يتفقد مشاريع مهيكلة بجهة الداخلة–وادي الذهب في…
وزير الفلاحة المغربي يؤكد أن الحكومة تعتزم دعم الشباب…
الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من اتفاق تاريخي في مجال…

اخر الاخبار

مصر تؤكد عدم تأثرها بالحادث النووي في إيران وتطمئن…
غوتيريش يحذر من تصعيد خطير بعد الضربات الأمريكية لإيران
مصر تدين التصعيد في إيران وتحذر من عواقب خطيرة…
تستخدم لأول مرة بالتاريخ.. أقوى قنبلة غير نووية في…

فن وموسيقى

هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…

أخبار النجوم

أحمد الفيشاوي يكشف عن حلمه الذي يتمنى أن يحققه…
أزمة جديدة لمحمد رمضان مع عائلة مصرية بسبب أغنيته…
توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في…
مينا مسعود يؤكد أن فيلم في عز الضهر يعكس…

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

دراسات تؤكد فوائد زيت الزيتون في الوقاية من الأمراض…
تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء

الأخبار الأكثر قراءة

أحمد البواري يتفقد مشاريع مهيكلة بجهة الداخلة–وادي الذهب في…
وزير الفلاحة المغربي يؤكد أن الحكومة تعتزم دعم الشباب…
الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من اتفاق تاريخي في مجال…
ارتفاع قيمة مفرغات الصيد البحرية في المغرب بنسبة 12%…
تساقطات أبريل تُجدد آمال الفلاحين المغاربة بشأن الزراعات الربيعية…