غزة - المغرب اليوم
عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لعدوانه العسكري "الجرف الصامد" المتواصل على قطاع غزة لليوم الثالث إلى ارتكاب مجازر مروعة باستهدافه المباشر ومن دون سابق إنذار للمنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها.
وأحصت وكالة صفا استشهاد 33 مواطنًا وجرح العشرات في استهداف المنازل، جلهم من النساء والأطفال.
وقصف طيران الاحتلال الحربي ما يقرب من مائة منزل سكني في مناطق متفرقة في قطاع غزة، ولم يتوان عن استهداف عدد كبير منها من دون مجرد تحذير سكانها لإخلائها في تعمد واضح لإيقاع أكبر خسائر بشرية في صفوفهم.
وبدأت مجازر الاحتلال بحق العائلات داخل المنازل السكنية باستهدافه منزل عائلة "كوارع" في خان يونس رغم تحصن ساكنيه وجيران لهم داخل سطح المنزل لمنع قصفه بعد أن كان أطلق عليه صاروخ طائرة استطلاع تحذيري.
وأسفر قصف الاحتلال للمنزل بصاروخين عن استشهاد سبعة مواطنين أغلبهم من الأطفال وإصابة عشرات آخرين.
وفي ومجزرة ثانية عمد جيش الاحتلال إلى قصف منزل يعود لعائلة "حمد" في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد 6 مواطنين دفعة واحدة هم رب العائلة وزوجته وأربعة من أطفاله الذين لم ينج منهم طفل واحد.
واستشهد ثلاثة أطفال ووالدهم في قصف إسرائيلي غادر على منزل يعود إلى عائلة "النواصرة" في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
وعمل مسعفون وطواقم في الدفاع المدني لأكثر من ساعة في سبيل انتشال جثة طفل من عائلة "ملكة" لم يتجاوز عام ونصف استشهد مع والدته بعد قصف منزلهم وأسفر كذلك عن إصابة الوالد واثنين آخرين من أبنائه بجروح حرجة.
وقتلت غارة مماثلة سيدة من عائلة المصري في الأربعينات من عمرها وأبنها (14 عاما) جراء قصف منزلهم في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وهو نفس المصير الذي لقاه مسن من عائلة حمد الذي استشهد مع نجله في غارة إسرائيلية على منزلهم في نفس البلدة.
واستشهد مواطن من عائلة شلط (37 عاما) فيما أصيب زوجته وأبنائه الثلاثة بجروح خطيرة بعد هدم منزلهم الواقع في مخيم النصيرات للاجئين فوق رؤوسهم بفعل استهداف إسرائيلي أخر.
وامتزجت أشلاء سبعة مواطنين مع ركام منزل يعود لعائلة الحج بعد قصفه من طائرات الاحتلال في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وبذلك يكون 33 مواطنا أغلبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء قضوا ضحية مجازر جيش الاحتلال في استهدافه للمنازل السكنية وذلك من أصل 60 شهيدا هي الحصيلة الإجمالية لشهداء العملية العسكرية لجيش الاحتلال التي بدأت فجر الثلاثاء.
وفي ضوء ذلك أكد سامي أبو زهري الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي النساء والأطفال هو دليل عجزه وفشله في مواجهة المقاومة.
وتوعد أبو زهري في بيان صحفي تلقت "صفا" نسخة منه، بأن الاحتلال "سيندم على اللحظة التي فكر فيها بارتكاب هذه الجرائم".
من جهته اتهمت ثلاث منظمات حقوقية فلسطينية في بيان مشترك لها جيش الاحتلال بارتكاب "جرائم حرب" باستهدافه المنظم للمدنيين وممتلكاتهم وتعمد قصف المنازل السكنية والممتلكات العامة والخاصة.
وشددت المنظمات الحقوقية على أن هجمات جيش الاحتلال الجوية "تتسم بالعشوائية وتهدف إلى ترويع المدنيين"، وتقوم على استخدام قوة كبيرة في أعمال القصف والتدمير.
صفا