الرئيسية » تحقيقات

طرابلس - المغرب اليوم

عنصرية ضد السود أو من أصول أفريقية، وصراع بين القبائل، بعد علو شأن بعضها، وفقدان أخرى لسلطة رجل امتدت لأربعين عاما من الحكم. أرث حكم معمر القذافي لليبيا يظهر في رغبة بعض الجماعات والقبائل في السيطرة على الآخرين. كتب أحدهم على جدار في مدينة بني وليد: "الله ومعمر وليبيا ولا شيء آخر". هذا هو شعار مؤيدي القذافي. فسكان المدينة الجبلية التي تبعد 170 كيلومترا عن العاصمة طرابلس، ينظرون الى أنفسهم على أنهم قد انهزموا. ومدينتهم كانت أثناء الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي، وبعدها مشهدا لاشتباكات وقتال عنيف بين سكان المدينة والثوار. وبعد الثورة فَقَدَ أغلب السكان امتيازاتهم، التي حصلوا عليها خلال حكم ألقذافي لليبيا. وينتمي أغلب سكان بني وليد إلى أكبر قبيلة في ليبيا. وهي قبيلة ورفلة، التي تمتعت بجانب قبيلة القذاذفة التي انتمى الحاكم السابق معمر ألقذافي إليها، بسلطة خاصة. وهناك علاقات قبلية تربط بين بني وليد وبين معقل مؤيدي ألقذافي سرت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وعاصمة جنوب غرب البلاد سبها. وقد وقفت أغلب سكان المدن الثلاث عام 2011 إلى جانب النظام السابق. يمكن لغاية اليوم ملاحظة الدمار الذي لحق بالمدينة جراء قصف طائرات حلف شمال الأطلسي – الناتو عام 2011. ومنذ الهجوم المضاد من جانب الحكومة التي جاءت بعد سقوط ألقذافي في تشرين الثاني/ أكتوبر عام 2012، مازالت بني وليد تشبه حصنا منهارا. هجوم قوات الحكومة والثوار جاء نتيجة التوترات بين سكان المدينة وثوّار مدينة مصراتة، الميناء الذي كان معقلا لمناهضي ألقذافي. انتقام وعقاب وحروب قبلية نموذج هذا النزاع ينتشر على طول وعرض البلاد. تندلع معظم النزاعات في أماكن تتصارع فيها مجموعات مسلحة مختلفة لغرض الحصول على النفوذ والأراضي والموارد. وتكون الحكومة الانتقالية عاجزة إلى حد كبير عن مواجهتها. احد أهم الأسباب لهذا القصور هو أن الحكومة أدرجت مجموعات من المتمردين بكاملها في الجيش، رغم أن هذه المجموعات تشعر بأنها ملتزمة بتحقيق مصالح قبيلتها بالدرجة الأولى. اندلعت بعد إسقاط ألقذافي في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011 عمليات انتقام. وفي معقل القذافي السابق تاورغا، حيث عاش قبل الثورة 30 ألف شخص، اعتقلت مجموعات من الثوار من مصراتة القريبة، سكان تاورغا أو طردتهم منها أو قتلتهم. والمدينة خالية من السكان منذ ذلك الحين. وأبقت تسوية الحسابات المفتوحة بعد 40 عاما من الدكتاتورية، العنف بين الجماعات والأفراد. وفي مدينة سبها أعاد ملاّكون قدامى بالقوة ملكيتهم لممتلكات صودرت منهم في فترة حكم ألقذافي. وشهدت منطقة فزان في جنوب غرب ليبيا أيضا تغيرا ملموسا في ميزان القوى. وتناوبت في منطقة سبها ملكية مزارع كاملة بعد فقدان قبيلة القذاذفة مكانتها البارزة. وتسعى الآن قبائل أخرى كانت مضطهَدة في عهد القذافي مثل أولاد سليمان، إلى الحصول على الهيمنة. "أهلا بالمرتزق التشادي" يشعر كثيرون من سكان سبها بأنهم مهددون من قبل القبائل الناشئة. "يهيمن عائدون ومتطفلون على مجلس المدينة ويبتزون الحكومة"، كما يقول حسين محمد الذي ينتمي، كصاحب أراض ٍ زراعية إلى الطبقة العليا. ورغم أنه لا يحترم أولاد سليمان كثيرا لأنه يرى فيهم مثيرين للشغب، إلا أن حتى أولاد سليمان أفضل في رأيه من المنتمين إلى قبيلة توبو. أقلية توبو تعيش في تشاد والنيجر وليبيا. ويرى قسم كبير من الليبيين أن أفراد هذه القبيلة غرباء، بما فيهم أولئك الذين ولدوا في ليبيا. "تلعب المواقف من الحياة دورا كبيرا، فلص لا يستطيع إنجاب غير لصوص"، كما يقول حسين،  يلاحظ أنتشار ظاهرة العنصرية تجاه المهاجرين الأفارقة السود، والسود أيضا من قبيلة توبو بشكل خاص بعد الثورة. "هل يقرر لون جلدي، فيما إذا كنتُ من هنا"؟ ، يسأل سيدي كيلا التاجر من مرزق. ويضيف: "أنا ليبي أكثر من العرب". وفيما يقول التاجر ذلك، يسلم رجلان شابان على بعضهما بالقول: "أهلا بالمرتزق التشادي". ورغم أن الثورة قد انتهت، إلا أن حمل الأسلحة مازال مستمرا، إذ تحصل في سبها بانتظام اشتباكات دموية بين قبيلتي توبو وأولاد سليمان. الأقليات والحكم الذاتي الإقليمي تشدد الأقليات من الطوارق وغيرهم من البربر وقبيلة توبو مطالبها في حقها بمشاركة أوسع في اتخاذ القرارات، وتهدد أحياناً باستخدام القوة، إذا استمر حرمانها من حقها. وقد ترك ممثلو الأقليات في سياق مناقشة الدستور الليبي الجديد البرلمان، تعبيرا عن غضبهم من عدم توصله إلى أتفاق بشأن مبادئ الدستور الأساسية. وأقامت قبائل الطوارق الليبية مؤخرا مؤتمرا في "غات" الواقعة في جنوب غرب "فزان" أسست فيه هيئة لتمثيل مصالحها. "مطالبنا متواضعة"، كما يقول عمدة غات محمد عبد القادر. ويضيف: "نريد أن تشجع الدولة ثقافتنا ولغتنا وأن توزع المزيد من المناصب الحكومية بيننا وأن تقدم على تنمية إقليمنا. إلا إنه لا يوجد في طرابلس اهتمام بذلك. ويقول ناشط بربري إنه يتم وضع خطط لتأسيس تحالف بين الأقليات ضد الحكومة. وتسعى حركة احتجاجية في شرق ليبيا إلى فصل إقليمها عن بقية ليبيا وتتحدي الحكومة عن طريق محاصرة عدد من موانئ النفط. ويقال إن معالم مثل هذه بدأت في الظهور بفزان أيضا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

محاولة اغتيال في تل أبيب بناءً على دوافع إجرامية…
ارتفاع كبير في عدد المفقودين عالمياً بسبب حروب غزة…
3 سيناريوهات محتملة لرد إيران على قرار إعادة العقوبات
121 طفلاً يموتون جوعاً في غزة وبرنامج الأغذية العالمي…
بدء تنفيذ خطة تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان من…

اخر الاخبار

القوات المسلحة السعودية تختتم تمرين النجم الساطع 2025 في…
عراقجي يكشف أن مخزون اليورانيوم المخصب تحت الأنقاض
إسرائيل تتعهد بملاحقة الإرهاب في الأنفاق والفنادق
فريق ترامب يشدد الاجراءات الامنية بعد مقتل تشارلي كيرك

فن وموسيقى

نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…
رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…

أخبار النجوم

إليسا توضح ظروف غيابها عن السوشيال ميديا وتوجه رسالة…
سيلين ديون تستعد للعودة بعد غياب طويل بسبب المرض
نادين الراسي تعتذر لفضل شاكر وابنه بعد تصريحات مثيرة…
فهد الكبيسي يمر بوعكة صحية مفاجئة ومصادر مقربة توضح…

رياضة

رونالدو يتوج بجائزة "الأفضل في كل العصور" من رابطة…
المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…

صحة وتغذية

تحذيرات صحية في مصر من حقنة هتلر ومخاطر الخلطة…
سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…

الأخبار الأكثر قراءة

سياسة ترمب لترحيل المهاجرين إلى «بلدان ثالثة» تثير جدلاً…
بعد 77 عاماً بريطانيا تلوّح باعتراف مشروط بدولة فلسطين
جيش الاحتلال يفتح تحقيقًا في تزايد حالات انتحار الجنود…
كيف تتحول الاعترافات بفلسطين إلى عنصر مؤثر في طريق…
أزمة ثقة نووية بين إيران والغرب وسط اختبار لحدود…