لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية
دونالد ترامب يأمر بتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت بسبب عمليات ترحيل إسرائيل تدعو إلى سحب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل مع الدولة اللبنانية جيش الاحتلال الإسرائيلي يُهاجم سفينة الحرية المحملة بمساعدات إنسانية أثناء اقترابها من شواطئ قطاع غزة المنتخب البرتغالي يُتوج بلقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه نادي بريشيا الإيطالي لكرة القدم يتجه لإعلان إفلاسه بعد نحو 114 سنة على تأسيسه نفاد تذاكر المباراة الودية بين المغرب والبنين التي ستجري مساء الإثنين بفاس واتساب يختبر أداة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة مقتل امرأة برصاص الشرطة الألمانية بعد طعنها شخصين في ميونخ وزارة الصحة الفلسطينية تعلن توقف 23 مستشفى عن العمل في غزة بسبب اعتداءات الاحتلال وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد إلى 21 في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أخر الأخبار

لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية

المغرب اليوم -

لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية

بقلم عبد الله الفردوس

كــم كان المشهــد مرعبًا ومخيفًا ومحزنًا.. فالـذي حــدث في ملعب محمد الخامس، يوم السبت الماضي، كان بالفعــل فظيــعا وبشعًا، وعبثا فــي عبث.
ما حــدث كان أشبه بمــؤامرة ضـد الرياضة.. ضــد التربيــة.. ضــد الفرجـــة.. ضــد منطــق العـقل الســوي والبــراءة والحــياة.
ما حــدث كان أشبه مــا يكــون باستهــداف لــفريق رياضي كبيــر، ومدرسة كــروية عــريقـــة طـالما خــدمتها ورعتــها شخصيات وطنية مرموقة، وطالما أعطت الكثيـر والكثيـر للممارســة الرياضيــة فـي هــذا البلـد، وصنعـت الزمـن الجميـل لمؤسســة فريق الرجـاء البيضاوي. بل إن ما حصل تزامن مع احتفالات فريق الرجاء بذكرى تأسيسه، فتحول الاحتفال إلى مأساة، وبالتالي إلى مآتم.
فـأن تتحـــول فرصـة الفـرجة والتنافس الرياضـي إلى إزهاق الأرواح وإسقاط الضحـايا، وأن يتطـور الشغب إلى إرهاب وترهيب في مدرجــات الملاعب، فــذاك ما يستــوجب القيــام حينها بالمتعيـن وعــلى كــافة الأصعدة والمستويات.
نعــم، اليـوم  وبعــد حصــول الفاجعــة المـؤلمة، لا منــاص  من قــراءة  عميقــة وجــريئة أيضا لكــل عـناصر المشهــد  ومن كـــل جوانبـه التنظيميـة والأمنية والتدبيــرية، سيمـا وأن الكــارثة الأخيرة ليست الأولى مــن نوعهـا، وأن ظــاهرة “الشغـب” أو“الهوليغــانز” أخذت في التحــول إلى أفعال إجرامية وتخريبــية بعيدة كــل البعــد عن الريـاضـة وأخلاقياتها.
ولابـد من ملاحــظة أن هــذا التحــول جـرى ويجـري في سيــاق صــارت فيــه “الظاهــرة الكرويــة” تخــضع لشتــى أشكال الاستغـلال والتوظيف المتنافـي وقيـــم الرياضة وأهدافها التربـوية، ســـواء عن طريق الترويج التجاري للمباريات “الوطنية والأجنبية”، أو مــن خلال “ريــع” احتــلال المواقـع داخل بعــض الأندية وغير ذلك مــن الممـارسات والسلوكيات السلبيــة التي وصلــت إلى أعلى الهــرم الكــروي الدولــي “الفيــفا”.
كمـا كانت لهـذا المنزلق السلبــي تداعيــاته وتأثيراته حتى عــلى جمـهور كـرة القــدم، وخاصة وسـط الشباب والأحداث، فعوض القيـم الرياضية النبيــلة، والتربيــة على روح المســؤولية والتضامن، والتنافس الشريــف، تفشــت، بيــن بعض الفــئات، ظواهــر الانحــراف والعنـــف، وانحـرفت الهــواية الرياضية عن غايتـــها فتحـــولت إلى نقيـــضها.
ومــن عـــواقب ذلــك سقـــوط هـؤلاء الضحــايا، من الموتــى والجرحــى، الذين نتقــدم لعائلاتهــم بتعازينا الصادقــة، وللمصابين بمتمنيــاتنا بالشفــاء العاجــل لهم. وإن كانت الإدارة العــامة للأمن الوطـني قد أعلنت بأن ولايــة أمــن الدار البيــضاء قـد فتحـت “بحثا قضائيا تـحت إشراف النيـابة العامــة المختصة، وذلك لتحــديد ظروف وملابســات أعمال الشغب هـذه”، فـإن هــول المصــاب يستــدعي بالفـعل، ليس فقــط الكشـف عن ظروف ومـلابسات الحادث، ولكــن تحــديد المســؤولية، والقيـــام بكــل الإجراءات اللازمـــة لوضع حـد لكل ما يمكـــن أن يكــون قــد حصل مـن اختلالات أو تقصيــر، وكـذا لمــظاهـر الفــوضى السائــدة داخل الملاعب وخارجها.
بهــذا الخصوص نقلت وسائل الإعلام ما وصفته بإجراءات تأديبية أو عقابيــة صادرة عن الجـامعة الملكية المغربية لكرة القـدم، وتتلخــص في حرمان نادي الرجاء من اللعب أمام الجمهور في ما تبقى من مباريات الإياب، وتغريمه مبلغ 10 ملايين سنتيــم وتعويض جميــع الأضرار التي حصلت بملعب محمد الخامس.
لكـن الذي ينبغي أن يكــون واضحــا هو أن الموضوع أكبـر من جامعة كرة القــدم، ويتجـاوز مهـامها ودورها، فالأمر يتعلــق بأرواح وســلامة المواطنين، وبالمس بالنــظام العام، وبتخــريب المـرافق العامـة والممتلكــات الخاصة.
الموضوع لا يتعلق، بعــد واقعـة “السبت الأسود”، بمخالفة نـظام من أنظمة المنافسـة الرياضيـة، بــل هو امتــداد للفــوضى العارمــة، والتجاوزات المريعــة التي تزحف على الفضاءات العامــة، والتي تعطي الانطــباع بأن “كل شيء جائز” في هذه الفضـاءات وفي شوارعنا وأزقتنا، بــدءً بالترامي على الملك العام إلى تخريب وسائل النقل العمـومي وإلى الاعتــداء على المارة، ومن مخالفـة قوانين السير إلى كل البشاعات التي تحصــل على أرصفة الشارع العام …
ولذلك، فالسلطات الحكوميــة والأمنية، لهـا مسؤوليتها في وضعية التسيب الحاصلة بجـل المـدن والأماكن العامــة. وهي مســاءلة اليـوم عن نتــائج وجـــدوى  الإجراءات  المحــدودة التي سبق أن أعلن عن اتخــاذها مــن مجموعــة من القطاعات الحكوميــة بــعد وقـــوع حـــوادث سابقة.
وهــذه السلطات، وليــس الجامعات والجمعيات الرياضية، هي التي عليــها اليوم مسؤولية  معالجــة المشكــل في كل أبعاده وأسبــابه ومصــادر تغــذيته. ولا مجــال للاستخفــاف أو الاستهــانة بالمسؤولية في هذا المجال – كما في غيره – لأن المجال الرياضي مفــروض فيه أن يكـــون المثــل والنموذج في احترام القــانون، والسلوك المسؤول، والتحلي بروح المواطنـــة.
وبالطبع، فضمن المعالجــة الشاملة، هناك ضرورة إعادة النظـر في مجموعة من مقتضيات تنظيم النشـاط الرياضي “الكــروي” بالخصوص، وتقنيــن كل فعالياته، وإحاطة عمل الجامعة والأندية بالشفافيــة وبمراقبــة تدبيرها المالي، وإعادة الاعتبــار للدور التربوي للرياضة عــوض الخطاب “التخديري” والهستيـري الذي يطبع نقل المباريات والأناشيد والشعارات التحريضية، ليس داخل الملاعب فقط، بل وداخل المستودعات، وذلك للحد من النزوع نحــو توظيــف الرياضـــة في مآرب غيـــر رياضية.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية



GMT 14:57 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ملعب محمد الخامس المعلمة التاريخية

GMT 17:28 2019 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

البيانات ليست كافية لمحاربة الإجرام الرياضي؟

GMT 08:24 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

ملعب محمد الخامس..مسلسل لا ينتهي!!

GMT 10:55 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تتويج الرجاء العالمي

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib