سكت دهرا ونطق كفرا

"سكت دهرا ونطق كفرا"!

المغرب اليوم -

سكت دهرا ونطق كفرا

بقلم : عبد اللطيف المتوكل

استبشرنا خيرا حينما وقع الاختيار على اللاعب الدولي السابق مصطفى حجي، ليكون ضمن الطاقم التقني للمدرب بادو الزاكي، واعتبرنا أن فرص النجاح أقوى بكثير من مخاطر الفشل، لأننا بصدد تجربة جديدة تضم أيقونتين، تميز مسارهما بالفوز بالكرة الذهبية الإفريقية، وتحظيان بشعبية واسعة في صفوف الجماهير المغربية.

وكنا نتطلع إلى أن يكون حجي خير سند للزاكي، لكن ما هي إلا شهور قليلة، حتى بدأنا نسمع عن احتدام الخلاف بينهما، ودخول حجي في حرب معلنة ضد الزاكي وأسلوب عمله، استعملت فيها أساليب المكر والخديعة.
واتضح للجميع أن حجي ينفذ مخططا للاطاحة بمدرب المنتخب المغربي، تمهيدا لتعويضه بالمدرب الفرنسي هيرفي رونار.
حجي قال في الزاكي ما لم يقله "مالك في الخمر"، ناور وحرض وألب و"رقص على الحبال"، قبل أن يتولى الاتصال برونار، ويسافر إلى العاصمة السينغالية دكار بمعية ناصر لارغيت المدير التقني البارع جدا، وغير المأسوف على فك الارتباط به، للقاء المدرب الفائز بكأس إفريقيا للأمم مع زامبيا والكوت ديفوار، والتفاوض معه باسم الجامعة ليصبح مدربا جديدا للمنتخب المغربي.
مرغ حجي سمعته ومساره الرياضي اللامع في رمشة عين، ونسي أن منصبه كمدرب مساعد، يفرض عليه احترام الصلاحيات وتراتبية المسؤولية، والإدراك التام بأن الزاكي هو الموجه وصاحب القرار النهائي، كما نسي أنه بصدد أول تجربة له في ميدان التدريب، تستوجب منه روح الوفاء والتواضع والالتزام والانضباط والتفاني ونكران الذات.
ذهب الزاكي مرفوع الرأس، لأنه كان بصدد تحقيق نتائج مطمئنة وواعدة، وبناء منتخب وطني على أسس متينة وصلبة، وجاء رونار، وما هي إلا مدة قصيرة حتى انقلب "السحر على الساحر"، وصار حجي شخصا غير مرغوب فيه من طرف "حبيبه" رونار، وتحول إلى اسم غير جدير بالثقة، بسبب حالة الجفاء التي خيمت على علاقتهما في ظرف زمني قصير. 
مع رونار ضاق حجي كل أصناف التهميش، حتى بات الناس يتساءلون عن دوره ومهمته الحقيقية في ذلك الطاقم التقني والإداري الواسع والعريض، خصوصا في غياب أي شكل من أشكال الحديث والتشاور بينه وبين رونار، واكتفاء حجي بملازمة مكانه في مقعد الاحتياط، لا ينهض منه إلا التعبير عن فرحته بهدف، أو لتحية اللاعبين، والتصفيق لهم!!.
صورة حجي المرسومة في أذهاننا بجمالها وعنفوانها تلاشت، وجعلتنا نتساءل، كيف لاسم كبير ووازن، وصاحب الكرة الذهبية الإفريقية، أن يسقط إلى الحضيض، ويقبل بالإهانة والمهانة، وبمهمة "شبح"؟؟!!.
كيف لاسم بارز في الساحة الكروية الإفريقية ألا يقوى على تسجيل موقف مشرف له، ويستقيل للتعبير عن عدم رضاه وعن سخطه على ما يقع، حتى عندما هاجمه بطريقة غير مباشرة المهدي بنعطية، بتواطؤ وتحريض من رونار، خلال مونديال روسيا 2018، وهو يدلي بتصريحه الصحافي الشهير /الفضيحة واصفا المحيط القريب جدا من المنتخب ب"الكراكيز"!!.
ربما الإحساس بالخوف هو الذي منع حجي من تسجيل موقف لنفسه وللتاريخ، لكي لا يظهر في عيون الناس بأنه هو المذنب مع رونار، بعد كل الذي فعله مع الزاكي!!.
ولو كان يمتلك حرية القرار لامتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ، ولتقدم باعتذار للزاكي، وحاز إعجاب وتقدير الجماهير الرياضية وكبر في عيونها.
وبما أن فاقد الشيء لا يعطيه، من الطبيعي أن ينتظر حجي رحيل رونار عن المنتخب ليشرب حليب "السبع" ويشرع في هدم جدار الصمت، وتصفية الحساب معه بعد فوات الأوان، ومهاجمة طريقة اشتغاله واختياراته...
حجي أساء كثيرا لتاريخه الرياضي، بمهاجمته لرونار، بعدما رضي بالمهمة الصورية والغامضة الموكولة إليه، والتزامه الصمت ردحا من الزمن، فقد أثبت أنه يتقن مهمة الاشتغال تحت الطلب، بخرجته الإعلامية الموشومة بسوء التقدير.
لا نملك إلا أن نتأسف، لحال نجم كبير بقيمة مصطفى حجي، وهو يتولى الإساءة إلى نفسه عن اختيار وطواعية، كمدرب مساعد ب"دون حقيبة"، إلا حقيبة السفر، وأداة طيعة لإلهاء الناس بموضوع تافه وعابر، على حساب قضايا الإصلاح والتخليق وربط المسؤولية بالمحاسبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكت دهرا ونطق كفرا سكت دهرا ونطق كفرا



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 19:13 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ملف الصحراء المغربية يعود للواجهة ومؤشرات حسم دولية قريبة
المغرب اليوم - ملف الصحراء المغربية يعود للواجهة ومؤشرات حسم دولية قريبة

GMT 17:33 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

باراغواي تعلن فتح قنصلية عامة في الصحراء المغربية
المغرب اليوم - باراغواي تعلن فتح قنصلية عامة في الصحراء المغربية

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو يؤكد أن قطاع غزة لن يشكل تهديدا لإسرائيل
المغرب اليوم - نتنياهو يؤكد أن قطاع غزة لن يشكل تهديدا لإسرائيل

GMT 17:49 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها
المغرب اليوم - بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها

GMT 19:34 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الشيخة حسينة تتحدث لأول مرة منذ الهروب
المغرب اليوم - الشيخة حسينة تتحدث لأول مرة منذ الهروب

GMT 15:55 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 02:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

سهام العزوزي تتوج بلقب مسابقة "ميس أمازيغ" في دورتها الخامسة

GMT 14:13 2016 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فرقة «رضا» تتألق في الأقصر عاصمة السياحة لعام 2016

GMT 23:59 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

تعرف على تفاصيل طلاق "أبو جاد" وزوجته سارة

GMT 19:07 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الكرنب يحتوي على مغذيات تحارب مرض الخرف

GMT 13:24 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

ودي تكشف عن موديلات S من سياراتها Q5 وA6 وA7

GMT 14:44 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

حرّاس صدام حسين يكشفون تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته

GMT 07:20 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الأغذية منخفضة الكربوهيدرات تسهم في علاج السكري

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

العروبة الإماراتي يتعاقد مع ياسين الصالحي لموسم واحد

GMT 20:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تستعد لتنظيم بطولة العالم للجمباز بمشاركة إسرائيلية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib