دواء بالديطاي
أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية أميركا تستعد لإخلاء سفارتها ببغداد وتسمح لأسر عسكريّيها في الشرق الأوسط بالمغادرة انتشال جثة الرهينة الإسرائيلي يائير ياكوف من قطاع غزة
أخر الأخبار

"دواء بالديطاي"..

المغرب اليوم -

دواء بالديطاي

بقلم: يونس الخراشي

التسمم الغذائي أقسى أنواع التعذيب التي تنزل بالغريب. وقد أصبت به على حين غرة، أحد أيام فبراير 2006، بالقاهرة. ولم يكن ممكنا أن أبقى على السرير، فالصفحات البيضاء لا ترحم، والصحافي المبتعث في مهمة أشبه بجندي، عليه أن يبقى واقفا حتى حين يموت.

كنت أحاذر كثيرا من المأكولات المصرية. ليس لأنها ليست طيبة، أو بلا مذاق جميل. بل لأن لكل شعب معدته الخاصة، التي تربت على مأكولات بعينها. وأي تغيير مفاجئ، قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. وهو ما حدث معي بالفعل، ومع آخرين من الزملاء في رحلات كثيرة خارج المغرب.

سألت نفسي، وأنا أحاول أن أتمالك نفسي من شدة الألم، عن الأكلة التي قد تكون سببت لي التسمم. غير أنني لم أصل إلى شيء. وربما كنت أتساءل فقط كي أنسى الألم، إذ أني جربت، بالفعل، أكلات عديدة، وكان اليوم يمر بسلام.

فالمصريون يعتمدون في مائدتهم اليومية على أشياء بسيطة للغاية، تقوم في معظمها على الخضراوات والفواكه، أما الطبق الأساسي فيتوزع بين الكشري والفول والطعمية والسمك، واللحم أيضا، الذي يقدم في أشكال متنوعة، لعل أبرزها أكلة "الحواوشي"، وهي عبارة عن لحم مشوي وسط العيش (أشبه بالبانيني).

وبينما كنت أفطر بالشاي المصري الأحمر الجميل، وبعض المخبوزات الحلوة، الرخيصة، أو بالعيش والجبنة، فقد كنت أفضل الكشري في الغذاء، وحتى في العصر، لأنه مصنوع من المعجنات التي يصب عليها بعض العدس والحمص، مما يؤدي إلى شبع مطلوب، لكسب الوقت، والعمل لأطول فترة ممكنة بلا جوع. 

وفي المرات القليلة التي غيرت فيها تلك العادة الرتيبة، طلبا لبعض المتعة، لم أجد نفسا مغربيا في المطبخ المصري، حتى حينما اقترح علي الزميل سعيد ياسين، مرة، أن نزور طباخا يعرض "طجين السمك". فالتوابل المغربية لم تكن كافية لتجعل من السمك أكلة أعرفها، ولعل للمنشأ كلمته الفاصلة في أمور كهذه.

ولا تسأل عن العصير المصري، فهو عصير ملكي بامتياز. وقد لاحظت، طيلة المقام بالقاهرة، أن هناك محلات صغيرة مختصة في كل أنواعه. ولعل الإقبال عليه منقطع النظير؛ ليس فقط لأنه بثمن مقبول على العموم، ولكن أيضا لأنه يوفر لذة لا توصف، بفعل التنوع. فبين القصب الحلو والكركدي الحامض والرمان المر الحلاوة والليمون المنعش، يحلو للمرء أن يكتشف تلك المحلات البسيطة بمترين طولا وعرضا، تتوسطها عصارة كبيرة للقصب، وأوان وضعت فيها حبات الفاكهة المختلفة، مهيأة لكل طالب انتعاشة ولذة.

شرحت للصديلي ما يوجعني. فقال لي:"هل تريد علبة دواء كاملة أم بعضا منها؟". لم أفهم المقصود. فراح يوضح لي على مهل، وهو يفتح العلبة، ليؤكد لي بأنهم يبيعون "الديطاي". لم أملك أن أبتسم لشدة الألم في بطني. وقلت له:"بل أريد علبة". دعا لي بالشفاء العاجل، وغرق بسرعة وسط مئات علب الدواء الموضوعة على الأرض، وفي كل أرجاء "الأجزخانة".

وإذ كنت أستعد للعودة إلى الفندق، وأفكر في طول الطريق على الرغم من قصرها، لم أدر كيف قمت من مكاني بالغرفة، ولبست ثيابي، وخرجت أبحث عن الدواء. وللمرة الأولى ألاحظ بأن كل ما حولي لم يعد له ذلك الطعم السابق. كل شيء صار باهتا على حين غرة. يا لسطوة المرض؛ لك الله أيها الصحافي الغريب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دواء بالديطاي دواء بالديطاي



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 04:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان داكوستا يعود من "محنة الإصابة"

GMT 08:24 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

إمام مسجد يعتدي جنسيًا على 7 قاصرات في المغرب

GMT 11:43 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ماسك الصبار لتطويل الشعر والتخلص من القشرة في أسرع وقت

GMT 00:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فريق Uppercut Games يكشف عن لعبته الصادرة

GMT 11:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ميداليتين ذهبيتان للعراق في منافسات بطولة "انفكتوس"

GMT 06:30 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

أطلاق نسخة معدلة من نظام "macOS"

GMT 09:07 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

حقائب وأحذية تتناسب مع رحلات الصيف

GMT 08:40 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

أحمد عز الفنان والإنسان

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 13:59 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

منتجع "إرسلان" نكهة الريف التركي البسيط في إزميت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib