فرح من رحم الألم

فرح من رحم الألم

المغرب اليوم -

فرح من رحم الألم

بقلم - بدر الدين الإدريسي

قبل نحو سنة من الآن، وقد اشتعلت المنتديات وموائد النقاش ومواقع التواصل الإجتماعي بالحديث الحزين حينا أول، والشامت حينا ثانيا والمتغذي حينا ثالثا، بالأزمة المالية التي أطبقت على عنق الرجاء وبما هاج به المشهد من احتقان وبما حدث من انفلاتات، ما تصور أحد أن يخرج النسر سريعا من مستنقع الأزمة، وإن أفلت بجلده، ليس بمقدوره أن يتحلل سريعا من تداعيات الصدع الذي أصاب مناخ الثقة.

وقد كنت مع ما أصابني ككل الرجاويين المتأصلين من قلق مزمن على مآل الرجاء، موقنا من أن الأزمة مهما اشتدت وقويت فإنها لن تزيد الرجاء إلا صلابة ومتانة ورغبة في الحياة، فما كان يحمي الرجاء من كل تلك الهذيانات والأزمات التي تكسر العظم، مرجعيتها وتاريخها وأنفتها، وقبل هذه الأشياء كلها جماهيرها التي انتبهت إلى أن الرجاء هي تاريخ يسمو فوق الأشخاص، وأن إدمان الإحتجاج والزيادة في سعرات الحراك الأخضر، لن تزيد الوضع إلا تعقيدا وأنها ستصيب المشهد بنوبات حادة.

لم تكن كل أزمة الرجاء التي تنفرج اليوم شيئا فشيئا، هي سعيد حسبان، وأبدا لم يكن حل الأزمة الأوحد هو رحيل سعيد حسبان، فقد كان المتسبب الأول في هذا الإنحراف الكبير لقاطرة الرجاء، هو التدبير الأرعن لمرحلة ما بعد مونديال الأندية، فعندما كان لابد وأن يتبث الرجاء بنمط التسيير وبالأسلوب العلمي الحديث للإستثمار، في القمة التي أوصل الرجاء إليها وصافته التاريخية في كأس العالم للأندية، بينما كان المتوخى في ذاك الوقت هو توظيف العائدات المالية القياسية لتنشيط الإستثمارات، وتوظيف النجاحات الكبيرة التي حققها مونديال الأندية للرجاء عالميا، للعض بالنواجد على المركز الذي تبوأه النسور، إذا بنا نفيق بعد ذلك بأشهر على ديون تثقل الكاهل وتشيب الرؤوس، وتفتح العيون على مشهد رجاوي يعج بالتباكي وبالتشكي وبالسلخ العلني للأشخاص وللرموز.

ومع الثقة التي كانت لي، بأن الرجاء المحملة بالرمزية والمحمية بالملايين من مناصريها، لن تسقط كما الكثيرين من الأندية الفارغة من كل هذه الحمولات في المستنقع المفضي للإنقراض، فإنني أريد من الإنجاز الكبير الذي تحقق بعودة الرجاء إلى سكة الألقاب القارية بعد غياب دام خمسة عشر سنة، أن يكون لحظة فرح مستحقة لكل المتيمين بحب الخضر بعد سنوات الحزن والألم، وأن يكون أيضا موجبا لنقاش رجاوي ووطني، يعيد تقويم رؤية الأندية وفلسفة عملها وبناء استراتيجياتها أيضا.

مع السعادة الغامرة التي تغمر اليوم الرجاويين والمكتب المسير الجديد تحديدا، بتتويج النسور الخضر بكأس الكونفدرالية، فإن هناك حاجة لأن يذكر الجميع المعاناة التي سبقت هذا التتويج، فلا  يعود أي عضو من أسرة الرجاء لارتكاب نفس الحماقات والسقوط في نفس الأخطاء التي كنا شهودا عليها في السابق.

هنيئا للرجاء لقبها وتميزها ونجمتها الإفريقية الجديدة التي تضعها على صدرها، هنيئا لها تعافيها وهنيئا لها بجمهورها الرائع المحسودة عليه.

عن صحيفة المنتخب المغربية  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرح من رحم الألم فرح من رحم الألم



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم
المغرب اليوم - موسم الرياض الترفيهي 2025 يسجل حضور مليون زائر منذ انطلاقه

GMT 17:24 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين يشيد بصاروخ نووي فريد لا تملكه أي دولة
المغرب اليوم - بوتين يشيد بصاروخ نووي فريد لا تملكه أي دولة

GMT 20:39 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

جورج بوش يوجه انتقاداً نادراً لترمب

GMT 16:46 2023 الجمعة ,10 شباط / فبراير

روسيا تُطور سفن إمداد بحري بمواصفات مميزة

GMT 17:03 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

برشلونة يفتتح مشواره في كأس ملك إسبانيا ضد إنتر سيتي الليلة

GMT 11:11 2022 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يتراجع إلى المركز 94 عالمياً على "مؤشر سيادة القانون"

GMT 21:07 2022 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نزاهة الانتخابات فى الولايات المتحدة "أولوية قصوى"

GMT 14:45 2022 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

أرسنال يبدأ التحرك لضم خط وسط بعد إصابة النني

GMT 16:54 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

القاضية غادة عون تُصدر قراراً بمنع رياض سلامة من السفر

GMT 04:57 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل بنشرقي والزمالك يدخل مرحلة الغموض

GMT 13:15 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" تطور مشروعا جديدا لدراسة مناخ الأرض
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib