قرارات مسرطنة
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

قرارات مسرطنة

المغرب اليوم -

قرارات مسرطنة

بقلم : حسن البصري

لا ألفة في حي الألفة، في بيت العائلة يعيش اللاعب السابق للوداد رشيد تفاح محنته في صمت، يواجه مرض السرطان بصبر تارة وعناد تارة أخرى، يحاول عبثا أن يراوغه فيسقط من حيث لا يدري في حالة شرود، نادرا ما يلتفت لرنين هاتف يعاني بدوره من اختناق رهيب.
انفض من حوله رفاق الكرة إلا من رحم ربك، منهم من تعامل معه ككرة "مفشوشة"، ومنهم من يؤجل الحضور إلى حين وصول عدسات المصورين، أما مسيرو فريق الحي الحسني الذي أشرف على تدريبه بعد الاعتزال، فقد أحكموا إغلاق صنبور الرواتب رغم هزالتها وأشهروا بطاقة الرامد في وجه اللاعبين والمدربين.
رفضت شركة التأمين تحمل مصاريف الدواء، فكتب سعيد رسالة مؤثرة إلى مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين يحذر فيها من انقطاع صبيب الدواء، ويطلق صرخة الحق في العلاج. لكن المسطرة تقتضي استدعاء المكتب التنفيذي لاجتماع طارئ ووضع نقطة فريدة في جدول أعماله ومناقشتها ثم التصويت على القرار، وانتظار يوم تنفيذه. حينها يكون الداء قد انتشر في الجسد العليل وأصبح البكاء على المريض خسارة في عقر الدار.
اليوم يحتفل العالم باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية التي لا يمكن أن تتحقق إلا بالمساواة وصون كرامة الإنسان بتكريس الحماية الاجتماعية، لكن تشاء الأقدار أن يطل علينا هذا اليوم السعيد ونحن نضرب كفا بكف على عدالة مشوهة، تضخ في الرصيد البنكي لزعيم سياسي ومريديه ألاف الدراهم شهريا، وتترك لاعبا حمل قميص الوداد ونهضة سطات وشباب المحمدية عرضة للضياع، ليس له في الحياة سوى أصدقاء يتقاسمونه الصبر، عيونهم بصيرة وأياديهم قصيرة وألسنتهم مصادرة. 
نحتاج لتحقيق العدالة الاجتماعية إلى استيراد مسؤولين بعقلية صينية وأفكار نظيفة يؤمنون بالتوزيع العادل للثروات وللعاهات، أو مسيرين بعقلية أمريكية ديمقراطية تمنحك الحق في الكلام. لكن في عالم الكرة لدينا اكتفاء ذاتي من المسريين الذين حملتهم رياح السياسة على جناح السلامة إلى الرئاسة، أفكارهم متضاربة هواتفهم صماء ولهم استعداد فطري للقطع مع التاريخ والاكتفاء بالجغرافيا.
يتقاضى لاعب ليبيري اسمه جيبور راتبا شهريا يفوق راتب المدرب التونسي، حين يجمع مسيرو الوداد المحصول المالي من عائدات بيع التذاكر يسلم كله لهذا المهاجم الجشع، والباقي يوزع على اللاعبين الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم. فعن أي عدالة اجتماعية يتحدثون؟
خرجت إلى الوجود جمعية أطلقت على نفسها اسم "نحن والسرطان"، ومع مرور الأيام دخلت في غيبوبة، وحين استفاقت منها تبين أن كل ما تبقى منها هو نصفها الأول "نحن"، أما الداء الأكثر ديمقراطية في الكون فلازال يحصد الأرواح.
إن تحقيق العدالة الاجتماعية يتوقف على التماسك الاجتماعي، الذي لا يجب أن ينظر إليه كصندوق داعم للأشخاص في وضعية إعاقة، بل كمؤسسة لتوفير السلم الاجتماعي، في مجتمع يتحدث فيه رجال السياسة والنقابة عن المساواة، وحين ينفض الجمع يركبون سياراتهم الفارهة فتبتلعهم المدينة.
في ظل معاناة كثير من الرياضيين وأمام هشاشة أوضاعهم الاجتماعية، كتب نجل أحد اللاعبين على صفحته الفايسبوكية عبارة ساخرة: "جميع المصحات تتآمر ضد والدي الذي اعتزل الكرة وترفض التوسل إليه لقبول الخضوع لحصص العلاج الكيميائي لديها".
خصصت الأمم المتحدة للعدالة الاجتماعية يوما واحدا، وتركت باقي الأيام للقدر يفعل بنا ما يشاء، لذا كلما زرت لاعبا ركلته الكرة ورمت به خارج اهتمامات المسؤولين، قلت إنه ابتلاء من الله ومن منظمة عالمية اسمها هيئة الأمم المتحدة.
عشرات اللاعبين يجلسون في قاعة الانتظار يتأبطون تشخيصا لمرض لا يعترف برواد الكرة ورموزها، تراهم جالسين كلاعبين احتياطيين على كرسي البدلاء، مقتنعين بأن غذا  سيكون يوما أفضل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرارات مسرطنة قرارات مسرطنة



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib