هذه عيوب ودية الأرجنتين

هذه عيوب ودية الأرجنتين

المغرب اليوم -

هذه عيوب ودية الأرجنتين

بقلم - بدر الدين الإدريسي

أن يهزمنا منتخب أرجنتيني نعرف جيدا عالميته، كيف لا وهو من توج مرتين باللقب العالمي، فهذا ما لا يمكن أن يكون لنا مصدر توجس، ولكن أن يهزمنا منتخب أرجنتيني بكل هذه الرداءة والرعونة والسوء الذي كان عليه أداؤه الجماعي، فهذا ما يعيدنا بالفعل لسيرة القلق والتوجس والخوف من المستقبل القريب للفريق الوطني، الذي يفترض فيه أن يحل بمصر الصيف القادم في ثوب المرشح للمنافسة على اللقب الإفريقي.
أن يرتكب الفريق الوطني في مباراة معجونة بالنرفزة والإلتحامات العنيفة والتشنجات التي لا تقبل بها مثل هذه الوديات، كل الحماقات التي ارتكبها عند تدبيره للمباراة، وأحيانا بإيعاز من مدربه هيرفي رونار، فهذا ما يثير فينا الشك في قدرة أسود بمثل هذه التصريفات التكتيكية على أن يأتوننا ولو بنصف ما أتوا به خلال مونديال روسيا.
كنت سأفهم أن الرياح كانت للاعبي المنتخبين الخصم الشرس، فقد أعاقت بشكل كبير انسيابية التمرير للكرة بل خانت حتى الجانب التوقعي عند اللاعبين لمسارات الكرة، وكنت سأفهم أن هذا المنتخب الأرجنتيني القادم من ودية كارثية أمام فينزويلا، سيفرض على لاعبي الفريق الوطني أن يلعبوا مباراة من جنس تكتيكي لا يعرفونه، ولكنني لا أستطيع أن أفهم القصد من التحويرات التي لجأ إليها رونار في هذا المحك الودي تحديدا، ومن كل التوظيفات التي اختارها للاعبيه.
طبعا لم يكن جديدا على رونار أن يلعب بثلاثة لاعبين في متوسط الدفاع، ولكن ما جدوى أن نلعب بكل من مزراوي وحكيمي في الرواقين بأدوار لم يتعودا عليها؟ أنا هنا لا أشكك في قدرات ومهارات اللاعبين معا في تمثل الأدوار الحديثة للاعبي الأظهرة، ولكنني أؤكد في مقام أول على أن الأساسات هي دفاعية، وقد شاهدنا أشرف حكيمي ونصير مزراوي بدرجة أقل بأسوإ مردود في الشق الهجومي.
وإذا كان لرونار يقين على أن ثالوث وسط الميدان المشكل من بوصوفة والأحمدي وبلهندة يمكنه أن يكون علامة فارقة في منظومة اللعب، فقد قالت له مباراة الأرجنتين أن ذلك بات وهما، وعليكم بالعودة لإحصائيات الثلاثة في مناوراتهم  الجماعية، لتقفوا على حقيقة أن التوليفة تقادمت أو بها شرخ.
وإذا كان رونار قد اقتنع بجدوى الإبقاء على سفيان بوفال طوال المباراة، بكل الركاكة والإسفاف الذي كان عليه أداؤه، برغم أنه يبقي الصانع الأول للخطورة، فإنه حصل من المباراة على ما يشفي الغليل.
ليس من عادتي أن أقف طويلا عند نتيجة أي مباراة ودية، سواء كانت فوزا أم هزيمة، برغم درجة تأثيرها على الجانب الذهني، إلا أنني أقف باكيا وحزينا أمام مشهد المباراة، والتاريخ سيحتفظ للأبد بهزيمة هي الثالثة لأسود الأطلس أمام راقصي الطانغو، ولكن أمام أسوإ نسخ هذا المنتخب الأرجنتيني الذي دأبت على مشاهدته منذ 1978 سنة تتويجه لأول مرة بكأس العالم مع الجيل الذهبي الذي كان يقوده الفنان كامبيس.
وأقف خائفا ومتوجسا أمام الإرث التقني والتكتيكي لهذه الودية، التوجس والخوف من أن لا يقرأ الناخب الوطني هيرفي رونار جيدا حصادها، فلا يعطي لهذا الفريق الوصفة السحرية التي تنسينا أداءه السيء أمام الأرجنتين، وتدخله كأس إفريقيا للأمم بصورة الفريق القوي والمتوازن والعصي على الإنكسارات المجانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه عيوب ودية الأرجنتين هذه عيوب ودية الأرجنتين



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 17:24 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين يشيد بصاروخ نووي فريد لا تملكه أي دولة
المغرب اليوم - بوتين يشيد بصاروخ نووي فريد لا تملكه أي دولة

GMT 00:52 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الذكور في المغرب أكثر عرضة للفشل الدراسي بحسب خبير تربوي
المغرب اليوم - الذكور في المغرب أكثر عرضة للفشل الدراسي بحسب خبير تربوي

GMT 20:39 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

جورج بوش يوجه انتقاداً نادراً لترمب

GMT 16:46 2023 الجمعة ,10 شباط / فبراير

روسيا تُطور سفن إمداد بحري بمواصفات مميزة

GMT 17:03 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

برشلونة يفتتح مشواره في كأس ملك إسبانيا ضد إنتر سيتي الليلة

GMT 11:11 2022 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يتراجع إلى المركز 94 عالمياً على "مؤشر سيادة القانون"

GMT 21:07 2022 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نزاهة الانتخابات فى الولايات المتحدة "أولوية قصوى"

GMT 14:45 2022 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

أرسنال يبدأ التحرك لضم خط وسط بعد إصابة النني

GMT 16:54 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

القاضية غادة عون تُصدر قراراً بمنع رياض سلامة من السفر

GMT 04:57 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل بنشرقي والزمالك يدخل مرحلة الغموض

GMT 13:15 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" تطور مشروعا جديدا لدراسة مناخ الأرض
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib