اتفاقيات موقوفة

اتفاقيات موقوفة

المغرب اليوم -

اتفاقيات موقوفة

بقلم - عزيز بلبودالي

تحفل أرشيفات وزارة الشباب والرياضة ووزارة التعليم بنسخ اتفاقيات عديدة وقعت بين الجانبين، تحمل بين سطورها أهدافا جميلة، من قبيل الاتفاق على التعاون والتنسيق بين القطاعين، من أجل العمل على تطوير الرياضة في الأوساط التعليمية والجمعوية وتشجيع التلاميذ على ممارسة الرياضة، وكذا التكوين والتأطير التقني والبيداغوجي وتحسين ظروف الممارسة الرياضية. وتزداد كمية الاتفاقيات التي توقع كل سنة، وفي كل مناسبة، لكن لا تكاد تمر على توقيعها أيام معدودات حتى ترمى في الأرشيف، بل بمجرد أن ينتهي حفل التوقيع، وبمجرد أن تنطفئ كاميرات التلفزة ويغادر الصحفيون والمصورون، حتى تتوارى تلك الاتفاقيات داخل رفوف مكاتب المسؤولين قبل ترحيلها للأرشيف.
نفس الأمر يتكرر لدى الهيئات المرتبة تحت قمة الهرم التسييري، حيث نجد اللجنة الوطنية الأولمبية، مثلا، ومعها الجامعات الرياضية، منخرطة كلها في موضة توقيع اتفاقيات تحمل نفس الأهداف ونفس المخططات مع الوسط التعليمي والتي تظل، بدورها، حبرا على ورق، موقوفة التنفيذ، إلا من رحم ربك من الجامعات التي تسهر فعلا على تتبع تلك الاتفاقيات وتعمل على تفعيل مضامينها.
ويتكرر الموضوع أيضا على مستوى الجماعات الترابية والأندية المحلية والجهوية والجمعيات الرياضية، التي تجد نفسها مضطرة إلى توقيع اتفاقيات شراكة مع الجامعات المحلية تحمل فعلا أهدافا وردية تحلم بواقع تتعاون فيه كل الأطراف المتفقة على تطوير الرياضة، وعلى مساعدة التلاميذ والطلبة وممارسي الرياضة المنتمين للجمعيات وللفرق المحلية على ممارستها وفق شروط سليمة ومحفزة على العطاء، إلا أنها أهداف تبقى مجرد مضمون مكتوب لا يخرج للواقع، وتظل تلك الاتفاقيات مجرد وثيقة تشرعن منحة الدعم المقدمة لتلك الجمعيات والفرق.
في كل مدينة، وفي كل قرية وفي كل ضاحية، مؤسسات تعليمية تتوفر على مرافق رياضية، يستغلها مدرسو التربية الرياضية طيلة أيام الأسبوع، لتغلق أبوابها يومي السبت والأحد، هذا في الوقت الذي تعاني فيه الجمعيات والفرق في إيجاد مرفق رياضي يحتضن أنشطتها، خاصة مع كل نهاية أسبوع. وهنا، لا نعلم كيف تغلق مرافق المؤسسات التعليمية أبوابها في وجه الرياضيين نهاية الأسبوع، مع وجود اتفاقيات شراكة تتضمن بنودا صريحة تلزم تلك المؤسسات بفتح أبوابها لفائدة الجمعيات والفرق المحلية؟ ولكم من مرفق وملعب صالح للممارسة الرياضية، كرة قدم، كرة السلة، كرة اليد، الكرة الطائرة، الجيدو، الكراطي، المصارعة، الملاكمة وغيرها من الرياضات الأخرى، لكنها تظل غير مستغلة في غياب إرادة الموقعين على تلك الاتفاقيات في تفعيلها وتطبيق بنودها. ويبدو وكأن الأمر فيه شيء من المؤامرة التي تجعل أبواب مرافق رياضية متوفرة بالمجان، مغلقة، الشيء الذي يدفع الجمعيات والفرق للجوء إلى فضاءات لا تفتح أبوابها إلا لمن يدفع، ومنها مثلا ملاعب القرب.
هي ملاعب غير مستغلة، صرفت من أجل إنجازها وإحداثها الملايين من الدراهم، لتتحول إلى فضاءات مهجورة، خاصة أيام العطل وعند نهاية كل أسبوع، بل منها من تحول إلى شبه حقل ومرعى للغنم والأبقار، وللدواجن تربى فيه وتتوالد في محيطه.
الوضعية أضحت تفرض إعادة النظر واهتماما من لدن القيمين على الشأنين التعليمي والرياضي، ومعهما المؤسسات المنتخبة، من أجل العمل على تفعيل كل الاتفاقيات المبرمة في هذا الاتجاه، فللطفل والتلميذ حق في ممارسة الرياضة، وللجمعيات والأندية حق في استغلال مرافق عمومية متاحة لكنها غير مستغلة.
غير مقبول أن تعيش مؤسساتنا التعليمية من جامعات ومعاهد ومدارس وثانويات، قطيعة مع الرياضة، بل قطيعة وعزلة مع محيطها الاجتماعي المحلي أوالجهوي، بل إن القانون نفسه أقر بضرورة انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها ودفعها إلى التفاعل مع مختلف مكوناته، حيث جاء في قانون رقم 07.00 بشأن إحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.00.203 بتاريخ 15 من صفر1421 (19 ماي 2000)، بمنح هذه المؤسسات العمومية صلاحية القيام بمبادرات للشراكة مع الهيئات والمؤسسات الجهوية الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بهدف إنجاز المشاريع الرامية إلى الارتقاء بمستوى التربية والتكوين بالجهة .
لحسن حظ رياضتنا، ولحسن حظ طلبتنا، أن هناك مدارس ومعاهد جعلت من الرياضة أحد أهم مكوناتها وأبرز محاور حياتها اليومية، بل هناك مؤسسات تعليمية تخصصت في البحث العلمي حول الرياضة، هو أمر محمود وجميل جدا لا يختلف اثنان حوله، لكن المطلوب حاليا، تشجيع الرياضة داخل المدرسة، وجعل ملاعب المؤسسات التعليمية قابلة للاستغلال وللممارسة الرياضية، والمفروض توطيد العلاقة بين المدرسة والثانوية أو الجامعة بالرياضة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاقيات موقوفة اتفاقيات موقوفة



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib