واحد من الجمهور

واحد من الجمهور !

المغرب اليوم -

واحد من الجمهور

بقلم -عزيز بلبودالي

قررت، بعد تفكير عميق، وبعد دراسة وتحليل، وبعد استشارة الطبيب، وبعد ارتفاع ضغط دمي ونسبة السكري منذ بداية مباراة السبت الماضي بين الوداد والأهلي، أن أمنع نفسي من مشاهدة مباراة فريقنا الوطني ضد منتخب الكوت ديفوار التي تجرى غدا السبت هناك في أبيدجان!
ما بين "قررت" وبين "أستطيع"، و مابين " فكرت" وبين "أفعل" مسافات لا أعتقد أنه بمقدوري أن أحددها، ولا باستطاعتي أن أتجاوزها. هل أقدر فعلا على فعلها؟ هل يمكنني أن أغلق التلفاز غدا السبت لكي لا أضطر إلى إلقاء، ولو نظرة صغيرة، على ما سيجري هناك في أبيدجان؟
أكيد لن أقدر، ولن أستطيع.. وأنا، مثل ملايين المغاربة، تملكنا روح النصر والتحدي، ويأسرنا الحنين للمونديال.. سئمنا من تتبع منتخبات أخرى لعقود من الزمن، ومللنا من أن نجبر على تشجيع منتخبات ما وراء البحار في المونديالات الماضية وما بعد مونديال 1998 ! 
لم نتمكن من مرافقة فريقنا الوطني لأبيدجان، صحيح، لكن بإمكاننا من هنا، ومن أمام التلفاز أن نبعث له بدعائنا، وبمقدورنا من هنا ومن أمام التلفاز، أن نصرخ ونهتف ونطلق كل الشعارات المحفزة والمؤيدة. سننتصر، بنقطة أو بثلاثة، سيكون الانتصار.
هي نفس المشاعر تملكتنا قبل إياب المباراة الحاسمة لنهاية كأس عصبة أبطال إفريقيا ليوم السبت الماضي، ساد القلق والتخوف، وارتعشنا وطلع السكري وضغط الدم، ولم يخيب عموتة ولا النقاش أو غضروف، ولا عطوشي أو الحداد، ولا الكارتي أو بن الشرقي، ظننا ولا انتظاراتنا، فهل يكون فريقنا الوطني ودادنا ليوم السبت الماضي؟ وهل يلعب بن الشرقي غدا السبت، ولو لفترات قصيرة من المباراة ويفعلها مدوية مفاجئة يسجلها له التاريخ؟
حاولت أن أكذب على نفسي وأنا أهمس في باطني، كما فعلت قبل مباراة الوداد والأهلي، أن مباراة الغد ليست إلا مباراة في كرة القدم وستنتهي بمتأهل وبمكسور للخاطر، وبأن الرياضة قيم وأخلاق وروح رياضية من اللازم أن نتقبل فيها الهزيمة والإقصاء كما نتقبل الفوز والانتصار، لكن صدقوني لم أقدر، وتمنيت أن يكون الحكم الجامبي بكاري جاساما الذي سيحمل صافرة التحكيم في مباراتنا ليوم الغد، حكما غير موضوعي، وحكما غير نزيه، وحكما متعاطفا مع فريقنا الوطني، وحكما يرى أخطاءهم ويعمل " ميكا" على أخطاء لاعبينا. تمنيت لو أن كل الصفات التي ألصقها به الأهلاويون بعد خسارتهم أمام الوداد، كانت فعلا حقيقية. تمنيت لو ساعدنا بكاري جاساما يوم غد ومنحنا التفوق، وأمن الحماية للاعبينا، وغض الطرف عن حماية لاعبي الكوت ديفوار. تمنيت لو كنت صديقه المقرب، لأطلب منه وبدون تردد أن يمد عونه للاعبي فريقنا الوطني. ماذا سيحدث لو فعلها بكاري جاساما مثلا ومنحنا ضربة جزاء ولو تكون خيالية، وفي آخر أنفاس المباراة نسجل بها الهدف ويعلن بعدها نهاية المباراة بتأهلنا للمونديال؟ 
ماذا سيحدث في الدنيا لو تركونا نفوز ونتأهل؟ ماذا لو تركتموني أحلم؟
أليس من حقنا أن نذهب لروسيا مع كبار كرة القدم في العالم؟ 
كيف لي أن أمنع نفسي من مشاهدة فريقنا الوطني غدا السبت، وهناك من تحمل عناء السفر، وقرر مرافقة عناصرنا الوطنية لتشجيعهم هناك في الكوت ديفوار، ولم يبال لا بالتعب ولا بالمال، ولا بألم حقنات التلقيح. انظروا كم تزايد الطلب على التذاكر، انظروا بلاغ الجامعة الذي أفاد أنه "بعد نجاح عملية الرحلات الخاصة الإضافية بين المغرب وأبيدجان ونظرا للطلب القوي الذي تم تسجيله خلال المرحلة الأولى من هذا العرض الخاص، تطلق الخطوط الملكية المغربية رحلات إضافية جديدة بين المغرب والمدينة الإيفوارية لتمكين أكبر عدد من مساندي أسود الأطلس من حضور هذا اللقاء الحاسم الذي سيجمع بين المغرب والكوت ديفوار، يوم 11 نونبر الجاري، ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم لكرة القدم بروسيا 2018..."
أحلم مثل كل الناس، وأتذكر أنني ملتزم بحماية أخلاق الرياضة من موقعي كصحفي. هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالندم لامتهاني الصحافة. 
غدا السبت، لن أكون صحافيا، سأكون مشجعا وواحدا من الجمهور !
أنا واحد من الجمهور!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واحد من الجمهور واحد من الجمهور



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib