المدخل الجانبي

المدخل الجانبي

المغرب اليوم -

المدخل الجانبي

قمر النابلسي
بقلم : قمر النابلسي

المجاملات الإجتماعية ومشاركة الآخرين أفراحهم وأتراحهم هي ما يميز مجتمعنا الطيب وخاصة تقديم واجب العزاء الذي يحرص عليه الأغلب أكثر من الأفراح مع الحرص عليها أيضاً , ما يلفت الانتباه أن القاعة المخصصة للنساء دائماً هي القاعة من المدخل الجانبي أو في طابق التسوية ,هي القاعة التي لا يوجد بها طقم كنب فاخر ,صحيح كراسي وأثاث جيد لكن ليست مثل القاعة الرئيسية الفخمة المخصصة للرجال , والغريب في آخر زيارة لتقديم واجب العزاء لم يكن هناك بيت عزاء للرجال بناءً على وصية المتوفي فقط على المقبرة ,وبيت العزاء للسيدات ورغم ذلك كان العزاء في طابق التسوية من المدخل الجانبي للنساء في ديوان العشيرة ,والقاعة الرئيسية ذات البوابة الضخمة مغلقة وفارغة !  

لا أجد سبباً منطقياً مقنعاً لذلك ففي الأفراح والأتراح قد يكون العدد متساوياً من الرجال والنساء هذا إذا لم يكن عدد السيدات أكبر , يذكرني ذلك بحديث بعض السيدات عندما يتذكرن فترة ليست ببعيدة وكيف كانت الولائم بالمناسبات تقدم للرجال وبعد أنتهاءهم من تناول الطعام يأتي دور النساء ,ولعل ذلك لا زال موجوداً في بعض العائلات .

أما الملاحظة الثانية هو موضوع الهدر في الطعام والذي يُبرر بالكرم أو العيب !  

في العزاء غالباً يُقدم المنسف صحن أرز كبير مع قطعة لحم – وجبة بتطرح جمل – والأكيد أنها تكفي شخصين إذا لم يكن ثلاثة ,حتى لا يُتهم صاحب المناسبة بالبخل, وبعدها ترى الصحون ترجع بنصف الكمية أو أكثر ليكون مصيرها سلات المهملات ,هذا مع كل ما نشهده من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة يشكو منها الجميع ورغم ذلك لم نستطع حتى الآن تغيير سلوكيات نتفق جميعاً أنها بالية ولا علاقة لها بالبخل أو الكرم .

أما الملاحظة الأخيرة , عندما تذهب لمناسبة فرح أو حتى مؤتمر يكون فيها الغداء أو العشاء بوفيه مفتوحاً فترى الأغلب إلا من رحم ربي يضع في صحنه ما هو متأكد تماماً أنه لن يستطيع أكله ويتبعها بالحلويات التي قد ترفع السكري لشعب بأكمله , لتجد بعدها كميات مهولة من الطعام متبقية في الأطباق مصيرها سلات المهملات .

بعيداً عن الكرم والبخل ,يقال قد يَعرف الشخص اذا كانت لديه قابلية للفساد من بعض التصرفات الصغيرة , أجب عن هذه الأسئلة لتعرف :

هل تضع في صحنك أكثر من حاجتك لمجرد أنك لم تدفع ثمن الطعام؟ هل تستخدم عدة مناديل لم تدفع ثمنها رغم أنك تحتاج منديلاً واحداً ؟ هل تستغل سيارة العمل لاحتياجاتك الشخصية ؟ هل تستعمل القرطاسية في العمل لأمورك الشخصية؟ أجب عن هذه الأسئلة وستعرف أشياء كثيرة عن نفسك لن يُخبرك بها سواك .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدخل الجانبي المدخل الجانبي



GMT 09:36 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيهما الأهم القيادة أم القائد ؟

GMT 22:54 2023 الجمعة ,18 آب / أغسطس

هل للطفل مطلق الحرية ؟

GMT 09:35 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 14:32 2022 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

إيه فيه أمل!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 18:02 2019 الثلاثاء ,27 آب / أغسطس

طاليب يغير البرنامج التدريبي للجيش الملكي

GMT 03:11 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

طريقة تحضير الأرز الأبيض بأسلوب بسيط

GMT 21:58 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

فساتين صيف تزيد من تميز إطلالتك من "ريزورت 2020"

GMT 07:30 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

ظافر العابدين يكشف أسباب وقف تصوير فيلم "أوف روود"

GMT 11:52 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات تصدر قانون جديد للمصرف المركزي والأنشطة المالية

GMT 18:34 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سُلطات مليلية تبحث عن عائلة طفل قاصر مُصاب بمرض خطير

GMT 16:40 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

جزيرة "أرواد" السورية تكشف نظرية جديدة بشأن سفينة نوح

GMT 12:05 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ميسي يعلن أنه لن يلعب لأي فريق أخر في أوروبا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib