صرخة الحگرة من الكركرات
أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية أميركا تستعد لإخلاء سفارتها ببغداد وتسمح لأسر عسكريّيها في الشرق الأوسط بالمغادرة انتشال جثة الرهينة الإسرائيلي يائير ياكوف من قطاع غزة
أخر الأخبار

صرخة الحگرة من الكركرات

المغرب اليوم -

صرخة الحگرة من الكركرات

بقلم : توفيق بو عشرين

وصلني يوم أمس فيديو من الكركرات لمواطن مغربي يصرخ بأعلى صوته ضد الاعتداء عليه من قبل مليشيات البوليساريو، التي أقامت حواجز على الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا، وأجبرته، تحت تهديد السلاح، على انتزاع كل ما يرمز إلى المغرب بصلة من شاحنته، مثل العلم ولوحات الترقيم وحتى ملصق ضريبة السيارات، الذي يوضع على الزجاج الأمامي للسيارات وعليه النجمة الخماسية واسم المملكة المغربية. ورغم أن السائق المسكين رضخ لتهديدات المليشيات العسكرية، التي ترفع علم الجمهورية الصحراوية وتحمل الكلاشنكوف في وجه المدنيين، وقام بتغطية ملصق الضريبة فوق زجاج شاحنته بـ«السكوتش» حتى يمر من هذا الحاجز العسكري غير الشرعي إلى موريتانيا، فإن قوات البوليساريو رفضت السماح له بالمرور إمعانا في إذلاله، فلم يجد المسكين من حيلة إلا أن يرفع كاميرا هاتفه المحمول، ويسجل صرخة الحگرة من الكركرات، ويبعثها إلى الإعلام والرأي العام المغربي، عساه يجد آذانا صاغية في الرباط في الحكومة والدبلوماسية الرسمية والقوات المسلحة الملكية، التي أوكل إليها الدستور حماية حدود البلاد، والدفاع عن حوزة الوطن وكرامته، وحق المواطنين في التنقل والسفر والتجارة.

إذا كان المغرب قد اختار سياسة ضبط النفس، والانسحاب من جانب واحد في الكركرات، حتى لا يعطي الجزائر وجبهة البوليساريو المبررات لخرق وقف إطلاق النار، وإفساد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، فإن ذلك لا يعفي الدولة من مهامها تجاه حماية حقوق المواطنين المغاربة، ورموز سيادة الدولة، وحق التجار في التنقل بين المغرب وموريتانيا، دون المساس بأمنهم وكرامتهم ومصالحهم.

إن انتشار مثل هذه الفيديوهات وسط الرأي العام المغربي له تأثير على معنويات المواطنين وعلى إحساسهم بالأمان، فإذا كانت للدولة سياستها العليا ومخططاتها وحساباتها من وراء قرار الانسحاب من جانب واحد من الكركرات، حتى دون شرح ولا توضيح ولا حملة تواصل ولا تشاور مع قادة الأحزاب السياسية، فإن هذا لا يسقط حق المواطنين في طلب الحماية من حكومتهم، وضرورة تحرك الدبلوماسية المغربية، على أعلى مستوى، للضغط على الأمم المتحدة والقوى الكبرى لإجبار مليشيات البوليساريو على الانسحاب من المناطق العازلة، واحترام حقوق الإنسان، والحق في التنقل على الطريق الدولي الرابط بين المغرب وموريتانيا.

إن التساهل مع مليشيا البوليساريو، اليائسة من إمكانية إيجاد حل لنزاع طال عقودا، سيشجعها، لا محالة، على القيام باستفزازات أخرى، وتحرشات عسكرية في مناطق أخرى. إن جبهة غالي ما كان لها أن تتجرأ على دخول الكركرات، وإقامة حواجز وهمية هناك، ومنع المغاربة من التنقل، واستفزازهم بهذه الطريقة البذيئة، لو أن المغرب وقف بحزم في وجه الجبهة عندما اقتحمت المنطقة العازلة في تيفاريتي، وعقدت فوق رمالها مؤتمراتها، ونظمت عروضا عسكرية في منطقة حساسة، ولهذا، إذا لم يقف المغرب وقفة حزم تجاه أزمة الكركرات، فإن مليشيات البوليساريو ستقدم غدا على خطوات أكبر وأكثر استفزازا، ليس فقط لسلطة الدولة والجيش، بل لمشاعر المواطنين المغاربة، الذين لا يمكن أن يقبلوا الإهانة ورفع بنادق البوليساريو في وجه مدني يسوق حافلة على الحدود المغربية الموريتانية. لقد دفع الآلاف من المغاربة ضريبة الدم في الصحراء لكي يحفظوا كرامتهم قبل حقوقهم في الأرض، ودفع المغاربة قاطبة فاتورة كبيرة بمليارات الدولارات من قوتهم لاسترجاع الصحراء وتعميرها على مدى 43 سنة، ليأتي عنصر من مليشيا مدعومة من الجزائر ليهين مغربيا على الحدود، ويرفع في وجهه السلاح، ويطلب منه إزالة رموز الوطن من شاحنته. هذا سلوك لا تقوم به حتى قوات الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين، فكيف يقوم به مسلح من جبهة البوليساريو مع مدني مغربي لا ذنب له في صراع إقليمي معقد بين الدول؟

الذي يريد أن يحمي السلم يستعد للحرب.. هكذا كان الرومان يقولون منذ القدم، والمغاربة لا يريدون الحرب، وقد جربها الجميع واقتنعوا بأنها ليست هي الحل لنزاع الصحراء، لأن المشكل فيه ثلاثة أطراف، أولها الجزائر التي لا تعرف ماذا تريد بالضبط من هذا النزاع، سوى شغل المملكة وتضييع فرص التعاون المغاربي، والانتقام من حدث عابر لم يمحَ من النفوس إلى الآن.

المصدر : اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة الحگرة من الكركرات صرخة الحگرة من الكركرات



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 04:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان داكوستا يعود من "محنة الإصابة"

GMT 08:24 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

إمام مسجد يعتدي جنسيًا على 7 قاصرات في المغرب

GMT 11:43 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ماسك الصبار لتطويل الشعر والتخلص من القشرة في أسرع وقت

GMT 00:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فريق Uppercut Games يكشف عن لعبته الصادرة

GMT 11:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ميداليتين ذهبيتان للعراق في منافسات بطولة "انفكتوس"

GMT 06:30 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

أطلاق نسخة معدلة من نظام "macOS"

GMT 09:07 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

حقائب وأحذية تتناسب مع رحلات الصيف

GMT 08:40 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

أحمد عز الفنان والإنسان

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 13:59 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

منتجع "إرسلان" نكهة الريف التركي البسيط في إزميت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib