الجنون ليس له حدود
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

الجنون ليس له حدود

المغرب اليوم -

الجنون ليس له حدود

بقلم : توفيق بو عشرين

دماء تغطيها دماء، وأشلاء في ركابها أشلاء، وحزن متشح بالسواد، والذهول سيد العلامات على وجوه منكوبة تبحث عن تفسير ومعنى لقتل 45 مسلما في مطار اسطنبول، وقتل 20 إيطاليا ويابانيا في مطعم ببنغلاديش، وتفجير شاحنة مملوءة بالمتفجرات في شارع الكرادة ببغداد، الغاص بالمحلات التجارية قبيل العيد، وقتل 220 مواطنا بريئا، واستهداف مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وقتل سبعة من الصائمين في باحته الآمنة.
ما هي الرسالة التي يريد الإرهاب الداعشي توقيعها بنهر الدم هذا الذي يتدفق في كل مكان تستطيع داعش الوصول إليه وتجنيد انتحاريين فيه؟
الرسالة واضحة، قصة تنظيم الدولة الإسلامية وصلت إلى نهايتها فكرا وسلاحا وتنظيما وشعبية وسيطرة على الأرض. هذه العمليات المجنونة ليست عمليات من يدعي أنه «باق ويتمدد».. الخسائر التي مني بها تنظيم الدولة على كل الجبهات في الأسابيع الأخيرة جعلته ينتقل من الهجوم إلى الدفاع، ومن الدفاع إلى التراجع، ومن التراجع إلى خسارة مناطق شاسعة في العراق وسوريا وليبيا، ومع خسارة الأرض يخسر تنظيم البغدادي المتوحش مصادر التمويل، ومنافذ العبور، والقدرة على تجنيد مقاتلين جدد، لهذا يدفع بانتحارييه إلى أهداف مدنية سهلة بغية الضغط على التحالف العربي والدولي للانسحاب من المعركة ضده، محاولا إظهار قوة غير موجودة عنده، وتعويض خسائره الكبيرة ميدانيا بفرقعات إعلامية، وذعر يبثه في قلوب الضعفاء من المواطنين. حال داعش اليوم مثل ذلك الحيوان المذبوح الذي يخرج آخر ما عنده من قوة وهو يصارع الموت.
مجازر اسطنبول وبغداد وجدة والمدينة المنورة هي أقصى ما يستطيع تنظيم داعش ارتكابه من مجازر، وهذه أقصى درجات جنون يمكن أن يصل إليها تنظيم مسلح ورط نفسه في إدارة رقعة جغرافية محاصرة، محاولا بناء دولة بميلشيات مسلحة تعادي الشرق والغرب، ويصل الجنون بها إلى استهداف مسجد نبي الإسلام الذي يقصده للصلاة مسلمون من كل بقاع العالم، ومن كل المذاهب الفقهية على اختلافها.
في كل الحروب هناك خطأ استراتيجي يرتكبه طرف من أطراف الحرب لا يعود بعده قادرا على وقف مسلسل هزائمه أو استعادة زمام المبادرة، وخطأ داعش القاتل أنها تجرأت على الحرمات المقدسة للمسلمين في شهر الغفران، هذا خطأ لم يرتكبه تنظيم القاعدة من قبل على الرغم من تطرفه العقدي ونزعته الإرهابية، لأنه يعرف أن قتل الأبرياء في الأماكن المقدسة خط أحمر، لكن داعش علمنا أنه يفعل أي شيء يخطر على باله ولا يخطر على بال أحد، وهو منساق وراء التوحش وبث الرعب في قلوب الجميع من أجل دفعهم إلى الاستسلام وقبول وجود تنظيم إرهابي يدير شبه دولة. إن استهداف قبلة المسلمين سيجعل من تنظيم البغدادي عدوا للمؤمنين قبل غيرهم، وسينزع عنه ما بقي من رداء كاذب يدعي به الدفاع عن الإسلام أو أهل السنة عند عوام الناس اليائسين من استرجاع حقوقهم بالعقل لا بالجنون.
يعتبر خبراء التنظيمات الإرهابية أن هذه الأخيرة تموت بعدة أسباب، منها موت الزعماء الملهمين، أو موت القضايا التي خرج التنظيم من أجلها، أو بسبب الوصول إلى تسويات سياسية لنزاعات مسلحة، لكن أكثر العوامل التي تقضي على هذا النوع من التنظيمات المسلحة هو فقدان السند الشعبي أو الحاضنة الاجتماعية، وهذا ما فقدته داعش أول أمس وهي تقترب من مسجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه الحق سبحانه وتعالى في كتابه: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» (سورة الأنبياء الآية 107). قال ابن عباس في تفسير هذه الرحمة التي تشمل العالمين مؤمنين وغير مؤمنين: «من آمن بالله واليوم الآخر كتبت له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله، عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف والغرق». (الطبري 18/552). وقال المفسرون: «محمد رسول الله كان رحمة للعالمين، أي أنه كان للمؤمن رحمة بالهداية، وللمنافق رحمة بالأمان من القتل، وللكافرين رحمة بإرجاء أمرهم لله».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنون ليس له حدود الجنون ليس له حدود



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib