إفريقيا بيتنا
أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية أميركا تستعد لإخلاء سفارتها ببغداد وتسمح لأسر عسكريّيها في الشرق الأوسط بالمغادرة انتشال جثة الرهينة الإسرائيلي يائير ياكوف من قطاع غزة
أخر الأخبار

إفريقيا بيتنا

المغرب اليوم -

إفريقيا بيتنا

بقلم : توفيق بو عشرين

في خطاب تاريخي مليء بالعواطف والمشاعر، خاطب الملك محمد السادس أشقاءه الأفارقة من منصة القمة الـ28 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، معلنا عودته إلى البيت بعد طول غياب، وسعادته بهذه العودة إلى حضن العائلة التي لم ينسها، ولم يقطع العلاقات معها طوال 33 سنة من مغادرة البيت، ثم صعد من نبرة المشاعر الجياشة، وقال للرؤساء والقادة الأفارقة: «لقد اشتقت إليكم»، فردوا بلا تردد بعاصفة من التصفيق، عنوانا لرد التحية بمثلها.

هكذا أنهى الملك محمد السادس مهمة إرجاع بلاده إلى كرسيها في الاتحاد الإفريقي بنجاح، وقفز بلياقة فوق كل الحواجز التي وضعتها، للأسف، الشقيقة الجزائر ودولة جنوب إفريقيا ومن يدور في فلكهما… سنة كاملة من التحركات الدبلوماسية المكثفة، واللقاءات المباشرة مع زعماء دول لم يزرها أي ملك من ملوك الأسرة العلوية من قبل. كل هذا انتهى بدخول المغرب من الباب الكبير إلى البيت الإفريقي… وبداية صفحة جديدة مع الاتحاد الإفريقي، الذي جرح المغرب بقبول عضوية جمهورية الصحراء المعلنة في الجزائر من طرف واحد… كم كان الخطاب الملكي ذكيا عندما تجاهل هذا الجرح، ولم يشر إليه إطلاقا وكأنه لا يوجد، وهذا ما يعطي مؤشرا قويا على أن العودة إلى البيت الإفريقي ليست، فقط، تكتيكا لمحاصرة البوليساريو، وتضييق مساحة الحركة أمام الجزائر في إفريقيا، بل إن عودة الرباط إلى البيت الإفريقي مشروع رؤية دبلوماسية أوسع وأعمق، هدفها إعادة الانتشار في إفريقيا، والبحث عن شراكات يربح منها الجميع في عالم لا يعترف إلا بالتكتلات الاقتصادية الكبيرة، ولا يسمع إلا صوت الاتحادات.

ثلاثة عوامل وراء هذا النجاح الدبلوماسي الذي حقه المغرب في أديس أبابا؛ أولا هناك الدبلوماسية الملكية التي تمتلك رؤية واضحة للدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب في إفريقيا، ليس فقط للدفاع عن ملف الصحراء، ولكن كذلك لنسج علاقات دبلوماسية ثلاثية الأبعاد، اقتصادية وأمنية ودينية ثقافية، وهكذا في ظرف عشر سنوات صارت المملكة الشريفة ثاني مستثمر في إفريقيا، ووقعت أكثر من 950 اتفاقية مع 44 دولة إفريقية، علاوة على استقبال المهاجرين الأفارقة بكل أريحية في المغرب، ولعب دور الوساطة لتسوية أكثر من نزاع في القارة السمراء، وتبادل الخبرات مع الأشقاء في أكثر من مجال حيوي، وفوق هذا الانضمام إلى الشعار الذي يقول: «إفريقيا للأفارقة»… هذه الرؤية المدعومة بدينامية الجالس على العرش، وميله إلى العمل الميداني، ومتابعة الملفات، أعطت الدبلوماسية المغربية فعالية ونجاعة غير معروفتين عنها.

العامل الثاني الذي ساعد المغرب في اختراق المجال الإفريقي، والعودة إلى مقعده في الاتحاد، ولعب دور نشيط في القارة السمراء، هو الضعف الذي لحق الجزائر في العشر سنوات الماضية، وانكفاؤها على مشاكلها الداخلية، بما في ذلك مرض الرئيس وغياب بديل عنه، ونزول أسعار الغاز والنفط، وبروز صراعات داخلية على السلطة، وعلاوة على كل هذا، تفكك التحالف الثلاثي الذي كان يتشكل من الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا. هذا الثلاثي خرجت منه الأخيرة بكل وزنها الديمغرافي والدبلوماسي، وهو ما جعل العديد من الدول تتحرر من الضغط الذي كانت هذه الدول تمارسه عليها تجاه الملف المغربي.

أما العامل الثالث الذي ساعد المغرب على الرجوع إلى البيت الإفريقي، فهو تغير المناخ الجيو-سياسي في إفريقيا بسبب ظهور جيل جديد من القادة الأفارقة متحرر، نسبيا، من ثقافة الشعارات الكلاسيكية عن دعم «حركات التحرر»، والانحياز إلى الأنظمة الثورية، وتقسيم القارة إلى كتلة تابعة للشرق وأخرى تابعة للغرب. القادة الجدد جلهم صعدوا إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع، وجلهم يسعون إلى تحقيق التنمية لبلادهم، والبحث عن شراكات مفيدة اقتصاديا وسياسيا خارج التموقعات الإيديولوجية القديمة. هذا المناخ ضيق رقعة الحركة أمام الجزائر، التي انحسر نفوذ دبلوماسيتها، وقلت حقائب دولاراتها لبعض الزعماء لتشجيع أطروحة انفصال الصحراء عن المغرب.

كل هذه العوامل جعلت ميزان القوى الإقليمي يميل لصالح المغرب ضد الجزائر وحلفائها في إفريقيا، وهذا ما بدا واضحا يوم الثلاثاء، حيث اعتلى محمد السادس منصة القمة الإفريقية ساعات بعد قبول عضوية بلاده، وخاطب الأفارقة قائلا: «يمكنكم أن تعولوا على المغرب، الذي لا يسعى إلى الزعامة في إفريقيا كما يقول البعض. المغرب يسعى إلى أن تكون إفريقيا هي الزعيمة»… انتهى الكلام وبدأ العمل.

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفريقيا بيتنا إفريقيا بيتنا



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 04:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان داكوستا يعود من "محنة الإصابة"

GMT 08:24 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

إمام مسجد يعتدي جنسيًا على 7 قاصرات في المغرب

GMT 11:43 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ماسك الصبار لتطويل الشعر والتخلص من القشرة في أسرع وقت

GMT 00:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فريق Uppercut Games يكشف عن لعبته الصادرة

GMT 11:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ميداليتين ذهبيتان للعراق في منافسات بطولة "انفكتوس"

GMT 06:30 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

أطلاق نسخة معدلة من نظام "macOS"

GMT 09:07 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

حقائب وأحذية تتناسب مع رحلات الصيف

GMT 08:40 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

أحمد عز الفنان والإنسان

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 13:59 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

منتجع "إرسلان" نكهة الريف التركي البسيط في إزميت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib