عش التطرف
أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية أميركا تستعد لإخلاء سفارتها ببغداد وتسمح لأسر عسكريّيها في الشرق الأوسط بالمغادرة انتشال جثة الرهينة الإسرائيلي يائير ياكوف من قطاع غزة
أخر الأخبار

عش التطرف

المغرب اليوم -

عش التطرف

بقلم : توفيق بو عشرين

5٪‏ من العاطلين عن العمل توقفوا هذه السنة عن البحث عن الشغل، ويئسوا من إمكانية إيجاد فرصة عمل في سوق يضيق يوما بعد يوم، خاصة في وجه الشباب الذي يحمل شواهد جامعية… هذا الرقم هو هدية للذين لا يعرفون الكلفة الاقتصادية لغياب الحكومة في المملكة لمدة أربعة أشهر، والذين لا يستطيعون أن يروا خطورة الفراغ في الجهاز التنفيذي للدولة.. هذا ما يظهر في السطح، وما خفي أعظم.

إذا ترجمنا النسبة أعلاه (5٪‏) إلى رقم، نصبح أمام 55 ألف شاب وشابة يئسوا هذه السنة من إمكانية العثور على وظيفة، على شغل، على خدمة… على اعتبار أن عدد العاطلين، حسب المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، هو مليون و105 آلاف، في بلاد المعدل العام للبطالة فيها هو أكثر من 9٪، لكن هذا الرقم يتضاعف أكثر في صفوف الشباب الحاصل على شهادة جامعية، حيث يصل الرقم إلى أكثر من 22٪‏.

هؤلاء الذين توقفوا عن البحث عن الشغل بشر من لحم ودم وأحلام وتطلعات وحاجات وغضب… وعندما يتوقفون عن البحث عن العمل في القطاعين العام والخاص، فهذا معناه أنهم فقدوا الأمل في الغد، وعندما يفقد شاب في مقتبل العمر الأمل في الحياة الكريمة، فإنه يصبح لغما قابلا للانفجار في أي لحظة، إما أن ينفجر في نفسه أو عائلته أو مجتمعه، وهكذا يقود الفشل إلى الإحباط، والإحباط إلى اليأس، فيصبح اليائس مشروع مجرم، أو مشروع مدمن على المخدرات، أو مشروع متطرف، أو مشروع إرهابي، أو مشروع انتحاري، سواء عبر ركوب قوارب الموت إلى أوروبا، أو ركوب قوارب التطرف نحو داعش.

الشغل ليس فقط عملا ودخلا وإنتاجا، وفتح بيت وتكوين أسرة، والابتعاد عن الفقر والهشاشة… العمل أكثر من هذا، إنه الطريق الأول لحفظ كرامة الإنسان، ونيل الفرد الاعتبار وسط الجماعة والمجتمع، والخروج من الهامش إلى المركز، ومن الدرب إلى الحي، ومن الزقاق إلى الشارع الكبير، ومن البيت إلى المدينة، ومن العزلة إلى عالم الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الذات، وحتى عندما لا يحقق الإنسان كل أحلامه، فإنه يظل على سكة الأمل مادام يشتغل وينتج ويتطور.

يخبرنا تاريخ المجتمعات والذهنيات أن الفقر كان هو الأصل في الماضي فيما الغنى هو الاستثناء، وأن البشر، في الشرق والغرب، كانوا يعتبرون الفقر قدرا من الله، وأن كل المطلوب منهم هو الصبر على هذا القدر، وانتظار النعيم في الآخرة وليس في الدنيا. هذا المفهوم تغير في القرنين الماضيين، وأصبح الفكر الاقتصادي الجديد يعتبر الاكتفاء الذاتي هو الأصل والخصاص هو الاستثناء، وأن سياسات الإنسان واختياراته وإرادته هي المسؤولة عن فقره كما عن غناه، وليس السماء ولا القدر وحدهما، حتى إن برناردشو قلب آية الإنجيل التي كانت تقول: «إن المال أساس كل شر»، لتصبح: «إن نقص المال أساس كل شر»… حتى إن المسيحية، مثلا، وخلافا للإسلام، كانت تعتبر أن الفقير هو المؤمن النموذجي، وأنك كلما ابتعدت عن متاع الدنيا اقتربت من الله وملكوته أكثر، فيما الإسلام، ومنذ البداية، كان يعتبر أن «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير» (الحديث)، لكن الوضع الاقتصادي لم يكن دائما منسجما مع الفكر الديني في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية.

لهذا، لا غرابة اليوم أن نجد في كل العالم المتقدم أن أهم نقطة على جدول أعمال الوعود الانتخابية والبرامج الحكومية والإصلاحات الهيكلية هي إحداث مناصب أكثر للشغل، ومحاصرة البطالة والفقر والهشاشة والتهميش بكل الطرق الممكنة، كتشجيع الاستثمار، ودعم التعليم والتكوين، وتسهيل ولوج عالم الشغل، وتنشيط الوساطة وآليات البحث عن العمل، وصرف مساعدات مالية للعاطلين عن العمل، ومواكبة اندماجهم في سوق الشغل حتى لا ييأسوا وينعزلوا عن حركية الاقتصاد والاندماج الاجتماعي… لا بد من إرجاع القيمة والأهمية لوزارة الشغل في المغرب، ووضع رجل أعمال على رأسها في الحكومة المقبلة، وليس رجل تعليم، أو موظفا لا يعرف شيئا عن سوق الشغل. لا بد من إدخال إصلاحات سريعة على التعليم لضبط إيقاعه مع ساعة سوق الشغل، ولا بد من تنظيم دورات مفتوحة للتكوين في المهن الجديدة، ولا بد من مراجعة مدونة الشغل الحالية التي تربط الأجير بالمقاولة بعلاقة زواج كاثوليكي، فيصبح المشغل خائفا من التوظيف لأن التسريح الطوعي غير موجود، والذهاب إلى المحاكم مكلف جدا. الوضع الراهن لا يفيد إلا الكسالى من العمال، ولا يخدم مئات الآلاف من العاطلين عن العمل، ثم لا بد من التعويض عن البطالة، ولو بمقابل رمزي. هذا ثمن لا بد من دفعه حتى لا ييأس العاطلون عن العمل من البحث عن الشغل والبحث عن الكرامة في المجتمع.

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عش التطرف عش التطرف



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 04:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان داكوستا يعود من "محنة الإصابة"

GMT 08:24 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

إمام مسجد يعتدي جنسيًا على 7 قاصرات في المغرب

GMT 11:43 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ماسك الصبار لتطويل الشعر والتخلص من القشرة في أسرع وقت

GMT 00:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فريق Uppercut Games يكشف عن لعبته الصادرة

GMT 11:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ميداليتين ذهبيتان للعراق في منافسات بطولة "انفكتوس"

GMT 06:30 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

أطلاق نسخة معدلة من نظام "macOS"

GMT 09:07 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

حقائب وأحذية تتناسب مع رحلات الصيف

GMT 08:40 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

أحمد عز الفنان والإنسان

GMT 04:52 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق تنظيف الباركيه والعناية به

GMT 13:59 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

منتجع "إرسلان" نكهة الريف التركي البسيط في إزميت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib