سلاح وحيد لا يكفي
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

سلاح وحيد لا يكفي

المغرب اليوم -

سلاح وحيد لا يكفي

بقلم توفيق بو عشرين

حلت يوم أمس الذكرى السوداء لأحداث 16 ماي، حيث ضرب الإرهاب بقوة قبل 13 سنة بالدار البيضاء، منهيا حكاية الاستثناء المغربي، إذ دخلت المملكة، منذ ذلك التاريخ الذي سقط فيه أكثر من 30 قتيلا بين شهيد وانتحاري، في حرب مفتوحة مع خلايا نشطة وأخرى نائمة كلها تستهدف زعزعة الاستقرار، وزعزعة ثقة المواطنين في الدولة، من خلال القيام بعمليات انتحارية في أماكن مختارة تتعمد القتل والترويع وبث الخوف في النفوس، وبقية القصة معروفة.
الإرهاب ليس فقط جريمة، وليس فقط إراقة دم بغير حق أو شرع أو قانون.. الإرهاب مشروع قائم على فكر متطرف عنيف إقصائي لا يؤمن بالاختلاف، ولا بالوسائل السلمية لتحقيق أهدافه، وقائم، ثانيا، على بشر، وتحديدا شباب، يجري غسل أدمغتهم وقلوبهم ونفوسهم حتى يتحولوا إلى قنابل موقوتة، وعبوات مبرمجة للانفجار في توقيت دقيق وأماكن مختارة، والإرهاب، ثالثا، قائم على تمويل ولوجستيك وأدوات يتم صنعها محليا أو استيرادها من الخارج، والإرهاب، رابعا، سياسة وامتدادات وعلاقات خارجية وسفراء، ورسائل دموية يبعثها الإرهاب إلى الداخل والخارج في توقيت محسوب وزمن معلوم.
إن نجاح قوات الأمن المغربية في مطاردة خلايا الإرهاب، وإبطال مفعولها من خلال مراكمة تجربة مهمة في مجال الاستخبارات وتحليل المعلومات واختراق البنيات ورصد التحركات، كل هذا النجاح يجب ألا يحجب عنا أن المغرب مازال، بعد 13 سنة على الاكتواء بنار الإرهاب، بلدا منتجا للإرهاب ومصدرا للإرهابيين.
هناك أزيد من 2500 مغربي يقاتلون في صفوف داعش، وحوالي 300 آخرين يقاتلون في صفوف جبهة النصرة وأحرار الشام، وغيرها من الفصائل التي تقاتل اليوم نظام الأسد، وغدا ستمر إلى قتال دول وأنظمة ومجتمعات عربية ومغاربية أخرى، وفي السنة الماضية وحدها فكك المكتب المركزي للأبحاث القضائية أكثر من 29 خلية إرهابية، حسب تصريح رئيس هذا المكتب عبد الحق الخيام، فعلى مدى الثلاث عشرة سنة الماضية كان المعدل السنوي للخلايا التي يجري تفكيك عناصرها واعتقالهم مرتفعا جدا (حوالي 26 خلية كمعدل). ماذا يعني هذا؟
هذا معناه أن الفكر الداعشي (نسبة إلى داعش) أو القاعدي (نسبة إلى القاعدة) مازال فكرا يستطيع أن يجد له موطئ قدم بين شبابنا، ومازال قادرا على استقطاب آلاف الشباب المغربي إلى مشروعه، ومازالت لديه طاقة جذب مهمة في أوساط معينة، رغم أن المشرع شدد العقوبات الجنائية على الإرهاب أو الانتماء إليه أو تمويله أو حتى الإشادة به.
هذا معناه أننا نحارب الإرهاب اليوم بسلاح واحد تقريبا هو سلاح المخابرات والأمن، فيما بقية الأسلحة إما معطلة، وإما ضعيفة، وإما أنها لا تصيب الهدف، وأعنى بذلك أن سلاح تأهيل الحقل الديني الذي لا يصل إلى المستهدفين منه، أي الشباب الذين يستمعون إلى شيوخ التطرف في «قناة يوتيوب» أكثر مما يستمعون إلى علماء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الذين يعيش جلهم خارج العصر الرقمي والفكر الديني المعاصر، زد على ذلك أن البلاد مخترقة، منذ سنوات، بالتيار السلفي الوهابي الذي يهيئ الأرضية الفكرية والفقهية والمنهجية للسلفية الجهادية والداعشية التي تتحرك في وسط هذا المذهب مثلما يتحرك السكين في قطعة حلوى.
الفشل الثاني المعلن في استراتيجية محاربة الإرهاب هو الفشل في تقليص رقعة الفقر والتهميش، وعدم القدرة على إعطاء أمل للشباب غير المتعلم وغير المندمج في مستقبل أفضل. مازال نظام التعليم دون إصلاح، وسوق الشغل دون محركات، ووسائل الإعلام الرسمية دون جسور مع هذه الفئة التي تتواصل مع مراكز التجنيد الإرهابي في الخارج أكثر مما تتواصل مع مراكز إنتاج الثقافة والفكر والسياسة والرموز في الداخل، وهو ما يجعل من هؤلاء الشباب سفراء للبغدادي والظواهري أكثر من كونهم مواطنين يعيشون بيننا. إنهم يبدؤون في التذمر من الواقع، ويصلون إلى الغضب منه، ثم الانفصال عنه، ثم القطيعة معه، ثم تكفيره، وانتهاء بإعلان الجهاد ضده، أي السعي إلى قتل من يظنون أنه مسؤول عن هذا الواقع الذي يعيشونه، ومعلوم أن السلفية الجهادية قلبت مفهوم الجهاد تحت شعار: «جهاد القريب مقدم على جهاد البعيد».
مازال أمام المغرب طريق طويل لمحاصرة الإرهاب فكريا واجتماعيا واقتصاديا، أي أننا مازلنا لم نصل إلى الخلطة التي نصنع منها وصفة وقائية ضد الإرهاب. ما هو موجود على الطاولة اليوم هو التدخل الجراحي الذي يستعمل مشرط الطبيب بعد وصول داء الإرهاب إلى الجسم، وبعد أن يمر الإرهابي إلى الحركة l’action، أو قبيل ذلك بقليل، لكن السياسي والاقتصادي والديني والثقافي والإعلامي مازال جلهم يتفرجون على تدعيش جزء من شبابنا، والبعض لا يخيفه هذا الأمر، بل يسعى إلى استثماره من أجل تضخيم الخوف في نفس السلطة، ودفعها إلى تخفيف السرعة باتجاه المحطة الديمقراطية، بدعوى أن البلاد محتاجة إلى نظام مركزي ودولة قوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاح وحيد لا يكفي سلاح وحيد لا يكفي



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib