لماذا اعتذر بنكيران لغزة

لماذا اعتذر بنكيران لغزة؟

المغرب اليوم -

لماذا اعتذر بنكيران لغزة

توفيق بو عشرين

الآن نعرف لماذا لم يشارك رئيس الحكومة في المسيرة التضامنية مع غزة يوم 20 يوليوز المنصرم بالرباط، ولماذا فضل الجلوس في بيته ذلك اليوم على الخروج في تظاهرة احتجاجية على العدوان الإسرائيلي، والتقاط الصور والعودة إلى المنزل...

عبد الإله بنكيران لم يكن راضيا عن أداء الدبلوماسية المغربية إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي قتل 2400 فلسطيني ربعهم من الأطفال. ما هو المؤشر على أن رئيس حكومتنا لم يكن راضيا عن الدبلوماسية المحتشمة للمملكة؟ الدليل هو ما صرح به يوم أمس في افتتاح اللقاء الوطني العاشر لشبيبة حزبه في سلا، حيث قال، موجها الخطاب إلى أهل غزة: «سمحو لينا إذا لم نصلكم إلا بالقليل»، ثم حكى ما دار بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أثناء زيارته لأمريكا، حيث قال له: «إن إسرائيل لن تفلح في عدوانها، وإذا قضت –لا قدر الله- على حماس، ستخرج لها حماسات أخرى».

الدبلوماسية في البلدان الديمقراطية غالبا ما تعكس شيئين؛ أولا، المصالح، وثانيا، مشاعر الرأي العام... الموقف الدبلوماسي، إذن، يراعي، بطرق عدة، المبادئ والمصالح، لأن الحكومات تخرج من صناديق الاقتراع، ولهذا تحرص غالبا على البقاء قريبة من مشاعر الناس الذين انتخبوها في القضايا الداخلية وحتى الخارجية...

مثلا، عندما أبدت فرنسا استعدادا لاستقبال مسيحيي العراق الذين تعرضوا للاضطهاد على يد داعش، فعلت ذلك لأنها تعرف أن الرأي العام الفرنسي متعاطف مع هذه القضية... والأمثلة كثيرة عن تحرك الحكومات دبلوماسيا تحت تأثير الرأي العام الداخلي، أما في البلدان العربية، فإن توجهات الدبلوماسية غالبا ما لا تراعي مشاعر مواطنيها، لأنها تعرف أن هؤلاء لا قيمة لأصواتهم، إن كانوا يصوتون أصلا... مصر والأردن لم يطردا إلى الآن سفيري إسرائيل من القاهرة وعمان.

لنرجع إلى المغرب الذي كان وسيبقى من أكثر الشعوب حساسية إزاء القضية الفلسطينية لأسباب دينية وإنسانية وقومية، فأكبر التظاهرات التي نظمت في العالم العربي في العقدين الماضيين خرجت من الرباط.

المغرب عبر عن تعاطفه مع غزة، وإدانته للعدوان، وقرر إرسال مساعدات إنسانية إلى المنكوبين في فلسطين المحتلة... هل هذا كل ما تقدر عليه دولة مثل المغرب؟ هل هذا هو كل المطلوب من حكومة يقودها الإسلاميون، وجاءت على ظهر الربيع العربي؟ الجواب هو لا. كان في الإمكان أفضل مما كان، وكان في الإمكان إسماع صوت المغرب أقوى وأعلى، وكان في الإمكان الدعوة إلى عقد لقاءات استثنائية للجنة القدس أو جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي. كان في الإمكان الاحتجاج على الموقف الفرنسي والبريطاني والأمريكي، وبالتي هي أحسن، ودون المساس بمصالح المغرب مع هذه الدول. كان بالإمكان الاحتجاج بقوة أكبر على إسرائيل، والمساهمة في تعرية عدوانها ونازيتها، كما فعل أردوغان، مثلا، في تركيا. كان في الإمكان إطلاق حملة لجمع التبرعات لغزة المحاصرة. كان بالإمكان استقبال خالد مشعل في الرباط كما فعل أمير الكويت، وهي دولة محافظة وليست ثورية ولا ممانعة...

بنكيران اعتذر لغزة، وكان يجب أن يعتذر للمغاربة أيضا لأن أداء حكومته لم يكن في مستوى المجزرة التي حدثت ومازالت فصولها مستمرة إلى الآن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا اعتذر بنكيران لغزة لماذا اعتذر بنكيران لغزة



GMT 18:07 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

...عندما تبدو النجوم

GMT 18:06 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

السابقة الكبرى

GMT 18:02 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

‎سقوط الأوهام بعد الهجوم على الدوحة

GMT 17:59 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

أعمال الخير ليست في بناء المساجد فقط

GMT 17:57 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

من سمّ عمانَ إلى صواريخ الدوحة

GMT 17:55 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

تبعات العدوان الإسرائيلي على قطر

GMT 17:53 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

أين هي أميركا من التهور الإسرائيلي؟

GMT 17:50 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

بحيرة طبريا ونهاية الزمان

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم
المغرب اليوم - 39 شهيدا منذ الفجر وتجدد القصف الجوي والمدفعي على غزة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 19:54 2018 السبت ,17 آذار/ مارس

الحجاب: فريضة أم أيديولوجية سياسية؟

GMT 09:32 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

"فيفا" يوصي بمتابعة اللاعب أشرف بنشرقي في "كأس العرب"

GMT 00:15 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

شركة صينية تكشف عن أول طرازاتها للسيارات الطائرة

GMT 03:22 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الجريئة تحتل قمة اختيارات ديكورات المنازل في 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib