من تهاون مع الروسي في سوريا لا تفاجئه أوكرانيا
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

من تهاون مع الروسي في سوريا... لا تفاجئه أوكرانيا!

المغرب اليوم -

من تهاون مع الروسي في سوريا لا تفاجئه أوكرانيا

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

تكمن خطورة ما فعله فلاديمير بوتين في نقله الحرب الى قلب أوروبا. في الواقع، نقل أوروبا من مكان إلى آخر في لمحة بصر بمجرّد اتخاذه قرارا بغزو أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط – فبراير الماضي.أعاد احياء مخاوف كان الأوروبيون يعتقدون انّها زالت إلى الأبد مع هزيمة النازيّة وانتهاء الحرب العالميّة الثانيّة في العام 1945.

كان العالم يتغاضى في الماضي عن مجازر تحدث هنا او هناك او هنالك خارج اوروبا، من نوع مجزرة مدينة حماة السوريّة في شباط – فبراير 1982. هذه المجزرة التي ذهب ضحيتها ما يزيد على عشرين الف مواطن سوري على يد النظام العلوي الذي أقامه حافظ الأسد. كانت تلك المجزرة بمثابة وضع لحجر الأساس للنظام السوري الحالي الذي يشنّ منذ العام 2011 حربا واسعة على شعبه. شملت الحرب، التي ما زالت دائرة منذ احد عشر عاما، تدمير أجزاء من مدن سوريّة أخرى فيما يقف العالم، ولا يزال، متفرّجا. ليس صدفة ان يكون فلاديمير بوتين طرفا أساسيا، إلى جانب ايران، في الحرب على الشعب السوري. قبل غزوه لاوكرانيا، جرّب أسلحة الدمار التي يمتلكها في سوريا. اعترف بذلك علنا عندما اكّد في سياق ابداء اعجابه بالترسانة العسكريّة الروسيّة أنّ سوريا كانت افضل حقل تجارب لما تحويه هذه الترسانة.

عندما بدأت يوغوسلافيا بالتفتت، مطلع تسعينات القرن الماضي، سارع الغرب إلى احتواء الموقف. وقعت مجازر عدّة في يوغوسلافيا السابقة، لكنّ اميركا وأوروبا استطاعتا في نهاية المطاف ممارسة ما يكفي من الضغوط السياسيّة والعسكريّة كي يجري تقسيم يوغوسلافيا وكي يقف الصرب عند حدودهم بعدما صارت عاصمتهم بلغراد نفسها مهدّدة.

تبدو الحرب الاوكرانيّة طويلة في عالم يكيل بمقياسين. مقياس لاوروبا وآخر لخارج أوروبا. يؤكّد وجود مثل هذين المقياسين الردّ الأوروبي على غزو روسيا لاوكرانيا، خصوصا بعد التأكّد من المجازر التي ارتكبتها قوات روسيّة قبل انسحابها من مناطق قريبة من كييف. تلجأ دول اوروبيّة حاليا إلى طرد ديبلوماسيين روس من أراضيها من منطلق ان العلاقات مع موسكو لم تعد تهمّها لا من قريب او بعيد. دولة مثل اليونان راعت دائما روسيا اتخذت تدابير في حق ديبلوماسيين روس!

ما نشهده الآن نقطة تحوّل على الصعيد الأوروبي، خصوصا بعدما اتخذت دول عدّة قرارات تقضي بإعادة الاعتبار لجيشها ولترسانتها العسكريّة. لا يقتصر الامر على دول اوروبيّة فقط. قررت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا التعاون في مجال انتاج صواريخ جديدة اسرع من الصواريخ الحالية. تدرك الدول الثلاث انّها مقصرة في هذا الحقل. اكتشفت التقصير عندما استخدم الروس صاروخا من هذا النوع السريع في أوكرانيا. كذلك، اكتشفت ان الصين متقدمة عليها في انتاج مثل هذه الصواريخ التي لا تمتلك بريطانيا، أقلّه إلى الآن، ايّا منها!

بعد حرب أوكرانيا، تغيّرت أوروبا كلّيا. لا يتوقف المسؤولون الاوربيون عن ترديد انّهم لن يسمحوا بانتصار روسي وهزيمة اوكرانيّة في وقت قرّر فلاديمير بوتين اعتماد خطّة جديدة مختلفة في ضوء فشله في الاستيلاء على العاصمة الاوكرانيّة كييف. بدأ سحب القوات الروسيّة التي كانت تطوّق كييف. كشف ذلك مدى وحشيّة هذه القوات وتوقها الى ارتكاب مجازر على طريقة نظام بشّار الأسد. لم يكن ما حدث في مدينة بوتشا التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن كييف سوى مثال على الممارسات الروسيّة التي لا تذكر سوى بممارسات المانيا النازيّة ثم ممارسات ستالين في داخل الاتحاد السوفياتي نفسه.

إلى أيّ حد ستتغيّر أوروبا التي سيتوجب عليها إعادة النظر في كلّ استراتيجياتها، بما في ذلك الانفاق العسكري؟ هل ينسحب ذلك على المناطق القريبة من أوروبا، مثل الشرق الأوسط والخليج وشمال افريقيا؟

ليس في استطاعة أوروبا الاكتفاء بالاهتمام بنفسها ومستقبل حلف شمال الاطلسي... والبقاء بعيدة عن الضفّة الأخرى من البحر المتوسّط حيث يسعى فلاديمير بوتين، بالتحالف مع ايران، الى لعب دور القوّة العظمى وتحقيق الحلم القيصري الروسي القديم بالتمدّد الى المياه الدافئة.

لولا سكوت العالم على التدخل الروسي المباشر في سوريا ابتداء من اواخر أيلول - سبتمبر 2015، لما كان فلاديمير بوتين تجرّأ على خطوة غزو أوكرانيا حيث مشاهد الرعب ماثلة امام العالم كلّه. لم يوجد، لا في أوروبا ولا في الولايات المتحدة من يضع حدّا لما ارتكبه الروسي في سوريا. قبل ذلك، لم يوجد من يسأل ماذا يفعل الإيراني وميليشياته في سوريا ولماذا استعان الراحل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني بالجانب الروسي في نهاية صيف 2015 عندما اكتشف ان سقوط النظام السوري الأقلّوي بات امرا واردا!

واضح انّ كلّ دولة اوروبيّة باتت تشعر نفسها مهدّدة. لولا ذلك لما انضمت اليونان... او اسبانيا الى نظام العقوبات على روسيا. اكثر من يشعر نفسه مهدّدا هو دول البلطيق (لاتفيا واستونيا وليتوانيا) التي كانت في طليعة الجمهوريات السوفياتيّة التي تمرّدت على موسكو مع سقوط جدار برلين في تشرين الثاني – نوفمبر 1989. توقّع الخبراء في سياسات الكرملين وقتذاك بانّ تأتي نهاية الاتحاد السوفياتي من الجمهوريّات الاسلاميّة الآسيوية التي كان يضمّها. لكن الواقع اثبت أن تكهنات هؤلاء الخبراء، بمن في ذلك الفرنسيّة ايلين كارير دونكوس التي كانت اكثرهم شهرة، لم تكن في محلّها. ولدت الثغرة في جمهوريات البلطيق التي اخذت مبادرة الانفكاك عن الأخ الأكبر في موسكو... هذه الجمهوريات جزء من أوروبا وليست في قارة أخرى.

هل تهتمّ أوروبا بغير أوروبا، أي بما يدور في الشرق الأوسط والخليج تحديدا حيث طموحات في غاية العدائيّة لايران؟ ذلك هو السؤال الذي سيطرح نفسه في عالم يتبيّن كلّ يوم ان مشاكله وازماته مرتبطة ببعضها البعض بقوّة.

يُفترض بمن تهاون مع المجازر التي ارتكبها النظام الروسي، الذي على رأسه فلاديمير بوتين، في سوريا... الّا يتفاجأ بما يحدث حاليا في أوكرانيا لا اكثر. وهذا الكلام برسم الأوروبيين قبل غيرهم!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من تهاون مع الروسي في سوريا لا تفاجئه أوكرانيا من تهاون مع الروسي في سوريا لا تفاجئه أوكرانيا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 15:13 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 09:23 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

السياح الروس يهجرون المغرب ويفضلون عليه الإمارات لأنها أرخص

GMT 12:59 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

شانغان فورد تستدعي 500.000 سيارة في الصين

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:23 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

بعوي يطالب حجيرة بسحب تفويضات من نواب وجدة

GMT 10:59 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ليزا أرمسترونغ تتغزل في تصميمات بيرتون لأزياء ربيع 2018

GMT 07:26 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة المقاوم المغربي محمد أجار بعد صراع طويل مع المرض

GMT 04:14 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حارس المرمى أنس الزنيتي يشكر جمهور الرجاء البيضاوي

GMT 16:31 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib