فرنسا والأسئلة اللبنانية
تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر
أخر الأخبار

فرنسا والأسئلة اللبنانية

المغرب اليوم -

فرنسا والأسئلة اللبنانية

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

في كلّ كلمة من البيان الصادر عن اللقاء بين الرئيس ايمانويل ماكرون ووليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، بعد لقائهما في جدّة، ما يؤكّد ان لبنان عاجز عن استعادة موقعه في المنطقة.لا يستطيع لبنان القيام بايّ إصلاحات ولا ان يحافظ على حدوده ولا انّ تكون القوى الشرعية فيه من يحتكر السلاح. من هذا المنطلق، استقال جورج قرداحي ام لم يستقل من الحكومة اللبنانيّة. لن يقدّم ذلك ولن يؤخّر. ليس القرداحي سوى تفصيل صغير، بل تافه، في قضيّة تتجاوزه... في بلد صار في مهبّ الريح.

يكمن الخطأ الأساسي للرئيس نجيب ميقاتي، الذي يبذل من دون شكّ جهودا جبّارة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البلد، في قبول توزير اشخاص من هذا المستوى. ولكن، ما العمل عندما يكون نجيب ميقاتي، لأسباب خاصة به، على استعداد لتشكيل حكومة باي ثمن في اطار تفاهم بينه وبين المسؤولين الفرنسيين؟

ستبقى الاسئلة التي ستطرح نفسها في نهاية المطاف مرتبطة بموقع لبنان في المنطقة. هل هو بلد عربي ام لا؟ هل هو بلد صديق للعالم المتحضّر، في مقدّمه أوروبا... ام مجرّد جرم يدور في الفلك الإيراني؟هذا نوع الاسئلة التي يُفترض بفرنسا طرحها على نفسها قبل دخولها في وساطة بين بلد يحكمه "حزب الله" ويتحكّم به من جهة ودول الخليج العربي، في مقدّمها السعودية، من جهة أخرى.

انتقل لبنان من بلد ذي علاقة مباشرة متميّزة ومصالح مشتركة مع دول الخليج العربي إلى دولة معادية لهذه الدول التي هي باب رزق لما يزيد على نصف مليون عائلة لبنانيّة. ليس كلام شخص مثل جورج قرداحي عن اليمن سوى تعبير عن الوضع اللبناني كما هو، بل تعبير عن الجهل اللبناني، لا اكثر. إنّه وضع المتنطح لقضايا لا مصلحة للبنان في التنطح لها في وقت تحوّل البلد مصدر تصدير المخدرات وغير المخدّرات الى دول الخليج.

ما يطلبه الرئيس الفرنسي ووليّ العهد السعودي، اقرب الى طلب المستحيل. حسنا فعلت السعوديّة بان وضعت فرنسا امام امتحان. يكفي الكلام عن محافظة لبنان على حدوده، كي يتأكّد أي عاقل من ان لبنان لا يستطيع لبنان ذلك. قرّر "حزب الله" منذ العام 2012، وربّما قبل ذلك، التورط في الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه. لا تستطيع الحكومة اللبنانيّة ان تفعل شيئا. الحدود بين لبنان وسوريا مفتوحة. ليس من سيطر عليها غير "حزب الله"، أي ايران.

يمثّل مثل هذا الوضع اللبناني القائم حالا مرضيّة يختزلها مذيع، لم يطرأ أي تطوّر على عقله السياسي يوما، صار يسمح لنفسه بان يتحدّث في السياسة العربيّة. لا يكفي ان تكون مذيعا ناجحا وأن تمتلك صوتا مقبولا حتّى تصبح صاحب رأي في السياسة وفي ما يدور في اليمن الذي يعاني من تعقيدات لا حدود لها. في مقدّم هذه التعقيدات تحوّل جزء من اليمن الشمالي الى قاعدة صواريخ وطائرات مسيّرة ايرانيّة. هذا الجزء من اليمن الشمالي يمتلك حدودا طويلة مع المملكة العربيّة السعوديّة. كيف يمكن للبناني، أي لبناني، الدخول في متاهات يمنيّة من هذا النوع من اجل ان يكون "حزب الله" راضيا عنه... ومن اجل ان يثبت ولاءه للنظام الاقلّوي السوري الذي يخوض حربا مع شعبه. 

اذا كانت احداث الأسابيع الأخيرة كشفت شيئا، فهي أظهرت انّ لبنان يحتضر. ما صار على بساط البحث مصير لبنان الذي لا همّ لرئيس الجمهوريّة فيه، ميشال عون، سوى تأكيد انّه في تصرّف "حزب الله"، لعلّ ذلك يؤمّن وصول صهره جبران باسيل الى قصر بعبدا في السنة 2022.

كشفت الأسابيع الأخيرة أيضا انّ السياسة الفرنسيّة في لبنان سياسة لا طائل منها. ليس مطلوبا مواجهة "حزب الله"، لكنّه ليس مطلوبا أيضا الاستسلام لإيران في لبنان. ما فعلته فرنسا منذ تفجير ميناء بيروت في الرابع من آب – أغسطس 2020 رضوخ تام لإيران. تبيّن بكل بساطة ان فرنسا لم تعد تعرف لبنان ولا تريد ان تعرف ما هو "حزب الله" ولا تريد اخذ العلم بسلوك ايران داخل حدودها وخارجها، بما في ذلك في اليمن. لا تعرف فرنسا معنى تشكيل حكومة لبنانيّة يمتلك فيها "حزب الله" اكثريّة. لعلّ ابرز دليل على ان ايران ترفض أيّ تراجع في لبنان مسارعة وزير الخارجية الإيراني امير حسين عبداللهيان الى المجيء الى بيروت، مباشرة بعد تشكيل حكومة نجيب ميقاتي، في أيلول – سبتمبر الماضي.

جاء عبداللهيان ليتحدث عن استعداد ايران لبناء محطات كهربائية في لبنان ولإعادة الحياة الى مرفأ بيروت. جاء ليقول ان ايران صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في لبنان في وقت عين فرنسا على الكهرباء ومرفأ بيروت.

لن تغيّر استقالة جورج قرداحي شيئا. هذا ما تعرفه دول الخليج جيّدا وفي العمق. تعرف دول الخليج اين صار لبنان وما الذي يفعله "حزب الله" في المنطقة كلّها وصولا الى اليمن. في المقابل، هل تعرف فرنسا انّ خدمة ايران في لبنان سياسة لا افق لها. افضل ما يمكن ان تفضي اليه هذه السياسة تكريس وضع يد "الجمهوريّة الاسلاميّة" الإيرانية على البلد الصغير وعلى بيروت تحديدا!

 يظلّ الكلام الجميل كلاما جميلا. ما الذي تستطيعه فرنسا في لبنان باستثناء الكلام الجميل عن بلد تغيّر فيه كلّ شيء. الأكيد ان ليس في استطاعتها تحويل هذا الكلام الى أفعال. أي الى ما تطالب به دول الخليج التي لم تقدّم سوى الخير الى لبنان الذي فيه رئيس للجمهوريّة يرفض الاعتراف بما يرتكبه "حزب الله". ما يقوم به "حزب الله" لمصلحة ايران جريمة في حق لبنان وفي حق العلاقات التي تربطه بدول الخليج.

مرّة أخرى. ما وزن فرنسا وما مدى تأثيرها على "الجمهوريّة الاسلاميّة" في هذه الظروف بالذات؟ الاهمّ من ذلك كلّه ان ايران تريد صفقة مع اميركا، مع "الشيطان الأكبر". لا يهمّها موقف فرنسا ولا تهمها مصلحة لبنان الذي تسوء حاله يوميا بعد يوم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا والأسئلة اللبنانية فرنسا والأسئلة اللبنانية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 17:46 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات
المغرب اليوم - مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib