اثيوبيا في المجهول
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

اثيوبيا في المجهول

المغرب اليوم -

اثيوبيا في المجهول

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

من الصعب التكهّن بمستقبل بلد مهمّ مثل اثيوبيا يعتبر من بين اكثر البلدان الافريقيّة عراقة. الامر الوحيد الأكيد ان اثيوبيا مقبلة على تطورات في غاية الاهمّية والخطورة تهدّد بين ما تهدّد وحدتها من جهة واستمرار دور المركز الذي يحكم منه البلد من جهة أخرى. المعني بالمركز العاصمة اديس ابابا المهدّدة بالسقوط قريبا في ضوء زحف الميليشيات الآتية من تيغراي وغيرها من المناطق. ليس معروفا الدور الذي ستلعبه اديس ابابا في إدارة شؤون بلد في حال دخول اثيوبيا مرحلة جديدة في ظلّ تجاذبات بين الأعراق المختلفة التي يتشكل منها بلد فيه 80 لغة يتحدّث بها سكانه الذين وصل عددهم في العام 2020 الى 115 مليون نسمة.

من الآن، يصلح طرح سؤال يتعلّق بمدى تأثير تشظي اثيوبيا، على غرار تشظي الصومال واليمن، على منطقة القرن الافريقي كلّها.تكفي اشارتان للتأكد من مدى خطورة الوضع في اثيوبيا. الأولى دعوة الإدارة الأميركية كل مواطنيها الى مغادرة اثيوبيا "في اسرع وقت" والأخرى دعوة الجيش الإثيوبي جنوده السابقين الى تسجيل نفسهم لدى السلطات المعنيّة والمشاركة في العمليات العسكرية.

يعطي فكرة عن خطورة الوضع أيضا أنّ تسعة فصائل مناهضة للحكومة المركزية في إثيوبيا شكلت تحالفاً من اجل زيادة الضغط على رئيس الوزراء أبي أحمد كي يقبل التخلي عن السلطة. يحدث ذلك في ظلّ زحف لقوات متمردة على العاصمة. ليس ما يشير الى ان القوات الحكومية قادرة على وقف تقدّم المتمردين الذين يعملون تحت مظلّة تحالف جديد سمّي "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية". يسعى هذا التحالف إلى "إقامة ترتيب انتقالي في إثيوبيا" حتى يتمكن رئيس الوزراء من الرحيل في أسرع وقت ممكن، حسب ما قال يوهانيس أبرهة، أحد المنظمين لهذا التحالف، وهو من مجموعة تيغراي. اعتبر أبرهة أن "الخطوة التالية ستكون، بالطبع، عقد اجتماعات والتواصل مع الدول والديبلوماسيين والجهات الفاعلة الدولية في إثيوبيا وخارجها".

الغريب في الامر ان التحالف يضمّ جماعات من عرق الاورومو التي ينتمي اليه رئيس الوزراء نفسه، وهو اوّل ممثل للاورومو يصل الى الموقع السياسي الاهمّ في اثيوبيا في آذار – مارس من العام 2018.

من الواضح أنّ ما تشهده اثيوبيا يعكس فشلا لآبي احمد في إدارة البلد منذ اصبح رئيسا للوزراء في آذار – مارس 2018. هناك آمال كثيرة عُلٍّقت عليه، خصوصا بعدما سعى الى رأب الصدع مع اريتريا بعد حرب مكلفة بشريا وماديا بين البلدين في العامين 1998 و2000. كشفت تلك الحرب وقتذاك العقم السياسي في اريتريا التي ما ال يحكمها اسياس افورقي وفي اثيوبيا نفسها التي كانت في عهدة رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي.

تكمن مشكلة اثيوبيا حيث فشل آبي احمد فشلا ذريعا في إقامة نظام مختلف وعصري في غياب الحكومة القادرة على إبقاء البلد موحّدا. لم يستطع آبي احمد التعاطي مع مختلف المكونات في البلد. في الواقع لم يمتلك الأدوات التي تسمح له بان يكون ديكتاتورا آخر. لجأ في السنتين الماضيتين الى القمع، لكنّ ذلك لم يحلّ أي مشكلة من ايّ نوع، خصوصا بعدما اصطدم بالتمرد في تيغراي. ما لا يمكن تجاهله ان جماعة تيغراي سيطرت على السلطة بعد خروج منغيستو هايلي مريام في العام 1991.

لماذا تبدو اثيوبيا مهدّدة بمرحلة طويلة من الاضطرابات؟ لا يمكن تحميل آبي احمد وحده كلّ المسؤولية. من المفيد العودة الى المراحل التي مرّ فيها البلد منذ العام 1974 تاريخ الانقلاب العسكري على الامبراطور هيلاسيلاسي الذي لم يكن شخصيّة سياسية فحسب بل كان اكثر من ذلك بكثير كشخصية تمتلك هالة دينية في الوقت ذاته في ضوء الجذور التاريخيّة للعرش.

جاء التخلّص من هيلاسيلاسي، عن طريق مجموعة من الضباط، في ظلّ الحرب الباردة. كان الاتحاد السوفياتي يبحث عن موقع مهمّ في القرن الافريقي. تولى تأمين هذا الموقع منغسيتو هايلي مريم الرجل القوي في اللجنة العسكريّة التي تولت السلطة بعد انهيار النظام الامبراطوري. تخلّص منغيستو، الذي كان ينتمي الى العرق الامهري، باكرا من امان عندوم رئيس اللجنة العسكرية التي سميت "الدرق". لعب امان عندوم، الضابط المحترف، الدور الأساسي في ترقية منغيستو الى رتبة عريف وذلك عندما كان يعمل في مكتبه!

كان امان عندوم اريتريا وكان وجوده على رأس اللجنة العسكرية يرمز الى وحدة اثيوبيا التي كانت اريتريا جزءا منها. تابع منغيستو مسيرته نحو الاستحواذ على كلّ السلطة. تخلّص لاحقا من ضابط كبير آخر هو تيفيري بنتي في العام 1977 وما لبث بعد ذلك ان تحوّل الى عميل سوفياتي معتمد بعد حرب اوغادين بين اثيوبيا والصومال في العامين 1977 و1978. انحاز الاتحاد السوفياتي كلّيا الى اثيوبيا في تلك الحرب وربح الجائزة الكبرى بعدما حولها الى حليف معتمد في المنطقة على حساب الصومال. لم يسقط منغيستو الّا في العام 1991. ترافق سقوطه ولجوئه الى زيمبابوي حيث توفّى... مع انهيار الاتحاد السوفياتي.

مع خروج منغيستو من اديس ابابا، بوساطة إسرائيلية مكافأة له على تهريب الفالاشا الى إسرائيل، استقلت اريتريا بعد استفتاء شعبي أشرفت عليه الأمم المتحدة.

تفتقر اثيوبيا الى رجل قوي. فقدت وحدتها، عندما استقلّت اريتريا، وخسرت أي واجهة على البحر مع حصول هذا الاستقلال. بات كلّ ما يمكن قوله الآن أنّ اثيوبيا دخلت مرحلة المجهول في منطقة تقف كلّها على كف عفريت، خصوصا ان مستقبل السودان يبدو غامضا، كذلك مستقبل اريتريا نفسها التي تبدو متماسكة في ظلّ النظام الحديدي الذي أقامه اسياس افورقي. ليست اثيوبيا سوى جزء من عالم يتغيّر. يتغيّر سريعا، خصوصا على ضفتي البحر الأحمر في منطقة القرن الافريقي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اثيوبيا في المجهول اثيوبيا في المجهول



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib