العرب ولبنان الذي لم يسقط بعد
تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر
أخر الأخبار

العرب.. ولبنان الذي لم يسقط بعد

المغرب اليوم -

العرب ولبنان الذي لم يسقط بعد

بقلم - خيرالله خيرالله

لو تعرّض أي بلد من بلدان المنطقة لجزء مما تعرّض له لبنان منذ نصف قرن، لكان هذا البلد في خبر كان. قاوم اللبنانيون وما زالوا يقاومون. المهم أن يدرك العرب عموما أن جزءا أساسيا من هذه المقاومة اللبنانية يستهدف منع سقوط البلد نهائيا تحت الجزمة الإيرانية.

صمود لبنان
لم يسقط لبنان بعد. الخيار العربي بالتخلي عنه ليس خيارا. لو لم تكن للبنان كل تلك الأهمية، على الرغم من كل الأحداث المصيرية التي تدور على أرض سوريا، لما كان كل هذا التركيز الإيراني عليه.

هل لبنان مهم أم لا؟ هل يفترض أن يحصل لبنان على دعم عربي لمساعدته في الصمود في وجه المشروع التوسعي الإيراني الذي جعل من “حزب الله” أداة من أدواته؟ لم يعد “حزب الله” مجرّد حزب لبناني، لا لشيء سوى لأنه لم يكن يوما كذلك. كان دوما عبارة عن ميليشيا مذهبية تشكّل لواء من ألوية “الحرس الثوري” الإيراني. هناك الآن ما هو أبعد من ذلك بكثير بعد الدور الذي لعبه مقاتلو الحزب من اللبنانيين، على صعيد إبقاء بشّار الأسد في دمشق في ظلّ حماية إيرانية وبفضل الدعم الروسي.

ليس سرّا أنّ المشروع التوسّعي الإيراني الذي أسس له آية الله الخميني بعد استيلائه على السلطة في إيران في مثل هذه الأيّام من العام 1979، إنما انطلق من لبنان بعدما صدّه العراق. كان ذلك بفضل التعاون القائم بين النظـام في سوريا، وكان على رأسه حافظ الأسـد، والنظام الجديد في إيران. كان في أساس هذا التعاون الرابط المذهبي ذو الأبعاد السياسية وذلك بغض النظر عمّا إذا كان العلويون في سوريا مسلمين أم لا.

عرف حافظ الأسد كيف يبتز العرب، خصوصا أهل الخليج بواسطة إيران، وعرف في الوقت ذاته كيف يبتز إيران التي كانت في حاجة إلى بلد عربي يدعمها في حربها مع العراق بين العامين 1980 و1988. تفوّق حافظ الأسد على الإيرانيين في لعبة ممارسة الدهاء… لكنّهم انتصروا عليه في نهاية المطاف عندما استغلوا إدخاله لهم إلى لبنان لإقامة قاعدة فيه. ما لبثت هذه القاعدة أن توسّعت إلى أبعد حدود في عهد بشّار الأسد.

وضع بشّار الأسد، منذ اليوم الذي خلف فيه والده، كل بيضه في السلة الإيرانية. شارك، بطريقة أو بأخرى، في ارتكاب جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في شباط – فبراير من العام 2005. دفع ثمن ذلك خروجه عسكريا وأمنيا من لبنان. كانت تلك فرصة لا تعوّض كي تسعى إيران إلى ملء الفراغ الذي خلفه انتهاء الوصاية السورية.

قاوم لبنان في مرحلة ما بعد الخروج السوري محاولات فرض الوصاية الإيرانية عليه بشراسة. قاوم اللبنانيون السلاح الإيراني الموجّه إلى صدورهم العارية، والذي حمله مقاتلو “حزب الله”، منذ اليوم الأول لاغتيال رفيق الحريري. تلت الاغتيال سلسلة من الجرائم كان الهدف منها تغطية الجريمة الكبيرة. ذهبت ضحية هذه الجرائم مجموعة كبيرة من اللبنانيين الشرفاء الذين يؤمنون بالفعل بعروبة لبنان ودوره الطليعي في المنطقة ورفضه أي وصاية خارجية. خسر لبنان سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار أمين الجميّل وأنطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح. هؤلاء ضحوا بحياتهم من أجل لبنان واستقلال لبنان مع الشهداء الأحياء مثل مروان حماده وميّ شدياق.

تظل المقاومة اللبنانية، على الرغم من كلّ ما تعانيه من انقسامات، في وضع أقوى من المقاومة الفرنسية للنازيين الذين دخلوا باريس دخول الفاتحين وكانوا يحظون بدعم قسم لا بأس به من المواطنين الفرنسيين

قاوم لبنان ولا يزال يقاوم. ما تعرّض له لبنان منذ العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم لم يتعرّض له غيرهم. أقام الفلسطينيون، بدعم من النظام السوري، بل بدفع منه، قواعد عسكرية في لبنان، وذلك قبل أن يحتكر حافظ الأسد السلطة في سوريا في خريف العام 1970. فالأسد الأب كان وزيرا للدفاع منذ العام 1966 ولعب كل الأدوار المطلوبة منه كي يؤمن له الأميركي والإسرائيلي وضع اليد على لبنان.

جلس العرب في معظم الأحيان يصفقون لحافظ الأسد الذي استغل إلى أبعد حدود جريمة غزو صدام حسين للكويت في العام 1990. كانت تلك فرصة لا تعوض كي يشارك، ولو رمزيا، في إخراج القوات العراقية من الكويت، في مقابل استكمال السيطرة السورية على لبنان، كل لبنان.لا شك أن العرب، على رأسهم المملكة العربية السعودية ساعدوا لبنان في صموده، لكنّ ما لا بدّ من أخذه في الاعتبار أن ثمة حاجة مستمرة إلى مواجهة المشروع التوسعي الإيراني الذي بلغ اليمن عن طريق اعتماد سياسة النفس الطويل فيها. هذه السياسة التي يتقنها الإيرانيون هي في أساس الفكرة التي يقوم عليها مشروعهم الذي يستخدم إثارة الغرائز المذهبية خير استخدام.

لم يسقط لبنان كليا ونهائيا بعد، وذلك على الرغم من كلّ الضربات التي تلقاها. كان ينهض بعد كل ضربة. نهض من ضربة اغتيال رفيق الحريري ورد بتظاهرة الرابع عشر من آذار – مارس 2005 التي أخرجت النظام السوري من أراضيه. نهض من حرب صيف 2006 التي افتعلها “حزب الله” ومكّنت إسرائيل من تدمير جزء من البنية التحتية. نهض من الاعتصام وسط بيروت الذي استهدف تعطيل الحياة الاقتصادية وتهجير أكبر عدد من اللبنانيين، خصوصا من المسيحيين، إلى خارج لبنان. انتصر لبنان في حرب مخيم نهر البارد الفلسطيني التي استهدفت إقامة “إمارة إسلامية” في الشمال اللبناني وتصوير أهله بأنهم “إرهابيون” من منطلق أنهم سنة في معظمهم، وأنهم من أنصار “تيار المستقبل”. نهض لبنان بعد غزوة بيروت والجبل في أيار – مايو 2008 ومنع “حزب الله” من السيطرة على مجلس النوّاب في انتخابات 2009.

صحيح أنّه لم تحصل ترجمة على الأرض لهذا الانتصار في تلك الانتخابات التي بذل فيها “حزب الله” والذين يقفون وراءه كلّ ما يستطيعون لتأمين الحصول على أكثرية نيابية. لكنّ الصحيح أيضا أن اللبنانيين أرادوا القول، بكل بساطة، أن السلاح الذي واجه أهل بيروت والجبل لن يقضي على رغبتهم بالتمسك بثقافة الحياة.

في أساس المقاومة اللبنانية الشعور العميق أن المطلوب بقاء لبنان جزءا لا يتجزأ من الأسرة العربية. فالملفت أن كل الجهود الإيرانية منصبة منذ سنوات عدّة على عزل لبنان عن محيطه العربي وتحويل صحافته ووسائل الإعلام فيه إلى أبواق في خدمة “الممانعة”. فوق ذلك كله، يبدو مطلوبا أن تكون بيروت قاعدة للإعلام الإيراني في المنطقة. وهذا ما يفسّر ذلك النشاط الحوثي وغيره من النشاطات المماثلة من العاصمة اللبنانية…

لم يسقط لبنان بعد. الخيار العربي بالتخلي عنه ليس خيارا. لو لم تكن للبنان كلّ تلك الأهمّية، على الرغم من كلّ الأحداث الكبيرة والمصيرية التي تدور على أرض سوريا، لما كان كلّ هذا التركيز الإيراني عليه وعلى كيفية إحكام السيطرة على مجلس النوّاب الجديد الذي يفترض أن تأتي به انتخابات السادس من أيّار – مايو المقبل.

لم ينته لبنان بعد ولم يسقط. في عز الاحتلال الألماني لفرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، بقيت بريطانيا تساعد المقاومة الفرنسية التي جسدها الجنرال شارل ديغول. ظـل ونستون تشرشل يدعم ديغول في الوقت الذي كانت القوات الأميركية والحليفة تستعد للانطلاق من الأراضي البريطانية لتحرير فرنسا من النازية.

تظل المقاومة اللبنانية، على الرغم من كلّ ما تعانيه من انقسامات، في وضع أقوى من المقاومة الفرنسية للنازيين الذين دخلوا باريس دخول الفاتحين وكانوا يحظون بدعم قسم لا بأس به من المواطنين الفرنسيين الذين فضلوا التعاون مع المحتل على مقاومة الاحتلال.

هناك أكثرية لبنانية ترفض التعاون مع المحتل. هذه الأكثرية لا يمكن الاستخفاف بها في حال كان مطلوبا عربيا متابعة التصدي للمشروع الإيراني الذي يعتقد أصحابه أنّهم وحدهم من يمتلك النفس الطويل…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب ولبنان الذي لم يسقط بعد العرب ولبنان الذي لم يسقط بعد



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 22:35 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة
المغرب اليوم - تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة

GMT 17:46 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات
المغرب اليوم - مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib